الطابق العلوي ( الجزء ٧)

129 6 2
                                    

لف رأسها بالضمادات ،مستلقيه على فراشها ،الشبيه بقطعة الخشب من حيث صلابته، يمتلك تلك الرائحه النتنه التي اعتادت ان تستنشقها ، كانت تحدق بالحديده الملطخه بالدماء و تبتسم ، تنهدت ببطأ بعد ان شاهدت شذى تقترب منها ،قائله :
"اذا كنتي ستحدثيني عن الشيء الذي حصل بالامس فلا داعي لهذا رأيتك وانت تنظرين الي، يكفيك ما رأيته لن احكي المزيد"
انهت كلامها و اعطت شذى ظهرها ، تاركة شذى بملامح اندهاش من حده اسلوبها ،فهي لم تترك لها فرصه لتقول ما تريده حتى.
"هذه هي و هذه تصرفاتها فلا تستغربين من فعلها هذا"
قالتها كادي بصوت مرتفع وهي تنظف ملابسها لكي تلبسها ، فقالت ساره :
"على الاقل انا لا افشي اسراري من اول ثانيه مثلما تفعلين ، لقد اصبحتي كالكتاب المفتوح يا كادي "
" ليس اليوم لا اريد ان اتشاجر معك يا ساره هيا ابحثي عن فتاه اخرى لكي تقاتليها"
"هه .. ومن قال انني اريد ان احدثك اصلاً!"

عند فؤاد

يجلس فؤاد فوق سطح منزله و يفكر، ما الذي يستطيع ان يفعل فهو قد ذهب للشقه ولكن لم يجد اي دليل، مالذي كان يريد ان يقوله فارس؟ لمذا صمت فجأه ؟
تنهد فؤاد قائلاً:
"مالجدوى من تفكيري هذا ! فتشت كل مكان خطر ببالي في كل زاويه من زوايا شقته ،لابد ان يكون في الشقه لو دليل واحد على وجودها ، اين سأبحث يا ترى؟"
توقف فؤاد عن التفكير عندما ادرك مكانه الحالي ، فمنزل فؤاد يقع بالقرب من شقه فارس ، نظر فؤاد باتجاه شقه فارس فاندهش من رؤيه ظل اسود لفتاه كانت تقف على سطح شقه فارس ،فشقه فارس كانت في اخر دور في العماره ،فرك فؤاد عينيه ليتبين حقيقه هذا الظل ، فوجد ظل الفتاه يجلس على صندوق صغير ، ففرك عينيه للمره الثانيه حينها اختفى ظل الفتاه وتبقى الصندوق على السطح ،
نزل فؤاد من السطح مسرعاً وارتدى معطفه وغادر المنزل متجهاً الى شقة فارس.
عند حسن
يجلس حسن عند المدفأه يفكر في ابنته ،كان في حاله يرثى لها ،حتى ان المربيه كانت تشفق على حاله،فلم يعد البيت كما كان عندما كانت شذى موجوده ،فقد اصبح مظلم و كئيب و هادئ ، فلو سقطت ابره كانت ستسمع وكأنها صخره كبيره تحطمت فانتشر عنها ضجيج يكاد لا يتوقف، قاطعت المربيه هذا الهدؤء قائله:
"سيدي ..تفضل دواءك يجب ان تاكل منه"
"لا رغبه لي في ذلك "
"سيدي ارجوك ..شذى لن تحب ان تراك مستسلماً ضعيفاً هكذا ، كن قوياً لاجلها سيدي"
تنزل دمعه من عين حسن فيمسحها سريعاً ،ويتمتم بصوت مبحوح :
"حسناً"
عند فؤاد
يطرق فؤاد باب حارس العماره ، قائلاً:
" سيدي لقد نسيت زوجتي هاتفها عندما صعدنا على السطح كنا في زياره لشقه فارس في اخر طابق"
"حسناً تفضل معي"
صعد فؤاد مع الحارس الى السطح و اخذ يبحث عن الصندوق ، كان المكان مظلم فلم يتمكن الحارس من تبين ما يفعله فؤاد ، قال الحارس:
"ابحث عن هاتف زوجتك و انزل بسرعه يجب عليي ان احرس باب العماره "
اخذ فؤاد يبحث بجد بعد ان ذهب الحارس حتى لمح الصندوق الصغير حمله و وضعه في كيس كان قد احضره و نزل الى سيارته قاصداً منزله ليتبين ما يوجد داخل الصندوق .
دخل فؤاد الى المنزل بسرعه و فتح الصندوق بحذر :
"ما هذا !! ، مم خخددرات.. مخدرات !!"
اخذ يقلب في الصندوق فرأى رقم مكتوب بشكل عشوائي في احدى زوايا الصندوق من الداخل
" يجب عليي ان اتحقق من الهاتف المدون هنا ساذهب غداً، لمذا غداً؟ اليوم سأذهب ، بل الان !"
غادر فؤاد منزله قاصداً مركز الشرطه ، و فور خروجه اصطدم برجل طويل البنيه
"مر وقت طويل منذ ان تقابلنا يا ايها المحقق فؤاد"
.
.
.
يتبع..💉📜

مكتب التحقيقاتWhere stories live. Discover now