بِلَا نَسَبْ

الفصل الثامن والثلاثون

بِلَا نَسَبْ -الفصل الثامن والثلاثون

___________
كبرنا وكبر همنا معنا يتغذى على ارواحنا ويثقل على أكتافنا ويهلك اجسادنا
___________

لا ادري كم من الوقت بقينا على ركبنا متعانقين، لكنني احسست بجسد ماسيليا يرتخي بين يدي، أسرع كل من اسكندر وخليل إلينا، قام اسكندر بحمل ماسيليا بقلق، اما خليل فساعدني على النهوض.

عيناي لم تبرحا ماسيليا الهادئة بين يدي اسكندر، أسرع احمد لنا وطلب من خليل ان يدخلنا البيت في الطابق الاول.

كنت امشي وكأنني جسد بلا روح، سبقنا احمد وهو يفتح الباب في اعلى الدرج ويمسكه حتى يستطيع اسكندر ادخال ماسيليا ثم عندما وصلت للباب نظر احمد لي بقلق ووضع يده على كتفي هامسا اسمي

-"حيدر، هل انت بخير؟"

تفاجأت عندما سمعت اسمي من أحمد، رغم انه اكتشف اسمي الحقيقي منذ اكثر من شهر الا انه لم يتجرأ على استعماله قط.

رفعت عيناي له وحاولت الابتسام لكنني لم استطع، وتفاجأت عندما حرك يده على شعري بلطف ثم نزل الدرج ليعود للعمل.

جلسنا في الصالة، اسكندر وضح ماسيليا على الصوفة اين كانت مستلقية بهدوء.

ذهب خليل وعاد ببطانية غطى بها ماسيليا التي كانت تبدو نائمة بهدوء، شعرها الاشقر الجميل منسدل حولها.

استدرت لاسكندر وبقيت انظر له وكأنه حلم، وكان هو يفعل المثل.

-"طول هذا الوقت كنت مع أعز صديق لي وانا لا اعرف، كم ان هذا العالم صغير" قال اسكندر بابتسامة ساخر.

-"هل تعرفان بعضكما؟" أعاد خليل السؤال.

-"منذ زمن بعيد، انه صديق ابن اخي من ايّام الثانوية" قال اسكندر وهو ينظر لخليل

-"كنت تحتفظ به منذ اكثر من اربع سنوات بينما كنّا نبحث عنه" اكمل اسكندر ثم اتكىء للخلف وهو يضع يديه على وجهه.

-"لم أكن احتفظ به طول هذه المدة، التقيت به اول مرة مع نهاية شهر نوفمبر فقط" قال خليل وتفاجأنا عندما ابعد اسكندر يديه عن وجهه واعتدل في جلوسه.

-"اين كنت قبلها؟ هل جعفر بخير؟ لماذا هربتما؟" قال اسكندر بغضب وتفاجأت من سؤاله.

-"الا تدري؟" قلت بحاجبين مقطبين

-"ادري ماذا؟ بحثنا عنكما طيلة اربع سنوات حتى يإسنا، قالوا لنا بأنكما متا، والدا جعفر جن جنونهما، أمي مرضت، لكنني كنت اعلم بانكما لا تزالان على قيد الحياة!"