لَيلَةُ شُهب -DAY 3-

41K 2.8K 3.4K
                                    

أهلًا

كُلي امل يمضي يومكم بِخَير، استمتعوا~

____________________

سَقطت القُلوبُ سَهوًا في مُعتَركٍ لا يُخرَج مِنهُ سِوى قاتِلٌ أو قَتيل، مَا نَحنُ إنّ وَقعت القُلوب لِبعضها عاشِقة وَ دامت في صِراعُها غَير مُعتَرِفةٍ بِحبها المَتين إلى أنّ أشَرقت الشَمسُ مِن المَغِيب؟

جَازَفت الأخشَابُ بِحُب اللَهِيبُ رُغم عِلمُها بأنّها ستأكُلها مُحوِلةٍ إياه إلى رَمادٍ يَطِير، وَ القَمرُ جَازَف حِينما وَقعَ للشِمس رُغمَ شُحَّ اللِقاء وَ لطالَما.. عَجِبَ مِن عِشقهُ الذِي لا يغيب

عَشِقَ الخَرِيفُ شَجرة الكَرز رُغم عِلمهُ بأنّهُ سَيُسقِطُ أوراقَها ذَاتَ النُورُ الوَهيج، وَ جازفت بأغصانُها أنّ تُقابِلَ عَصفُ رِياحُ الخَرِيف إنّ كَانت بِسقُوطُ زُهورها سَتجتَمِعُ بالحَبيب..

وَ الدِرعُ الذِي كَان حُصنَ جُندِيًا وَ وقع لِرصاصَة العَدو وَ فعل المُستحيل لِينال لِقاؤها حتى لَو كَانَ أليم..

وَ القلمُ الذِي وَقعَ لِكتابٍ زُفَّت بِهِ يَومياتُ فَتى عاشِق حَزين وَ الكَدرُ سَيدُ مَقامُ ذَاك العِشقُ الغَرِيم وَ حِينما أودَى الفتى بِحياتهُ مَا عَاد للِقلم بِلقاءٍ مِع كِتابهُ الخَليل

أيُّ عاشِقٍ يَختارُ بأنّ يَكُون مُصابًا بِسُم العِشق بِلا تِرياقٌ يَشفِيه؟

لَرُبما نَنصاعُ لِقُلوبنا لَكِن الوَجع الكَبير لَيس بِشيءٍ نَستطِيع أنّ نَمحيه

كَانَ هَذا مَا يُفكِرُ بِه صاحِبُ الخُصلات السَخيمة بَينما كَانَ يَجلِسُ في التّل قُرب حظِيرةُ الأحصنة بَينما يُراقِبُ غُروب الشَمس الذي لَطالما فَكّر بَكِم هِي خَجِلة لإلتقِاؤها بِحبيبُها القَمر

حَتى لو كَان اللِقاء لِلحَظة بالكَاد تَدُوم.. ألَيّس لِقاءُ الحَبيبُ هُو الحَياة؟

اغمَض عَيناهُ وَ سمَح لآخِر أشعةُ الشَمس أنّ تُلامِس مَلامِحُ وَ كأنّها تَطبعُ قُبلات الوَداعُ على وَجنتاهُ آمِلةً بالغَدُ اللِقاء

وَ حِينما انزَوت كُليًا خَلفَ الغَيم وَ اندثرت غائِبةً عن الأعينُ استقام مِن مَكانهُ لِيذهب مُودِعًا الخُيول التِي تَقع عليهُ أنظاره بابتسامَتهُ الواسِعة وَ هَمّ مُغادِرًا

عَادَ لِمَنزِلهُ وَ جَلس على أريكَتهُ يَترقب الوَقت وَ تمنى بأنّ يأتي مُنتَصف اللَيلُ بِسُرعة كَي يَنتهَي يَومَهُ المُتعِب

14 Day to break upحيث تعيش القصص. اكتشف الآن