XII

50 9 2
                                    

الفـصـل الثـانـي عـشـر
"شِـفَاء وجـفـاء"

.
.
.

خطف باريس أمير طروادة هيلين زوجة ميلانوس ملك اسبرطة وقامت حرب طروادة التي استمرت لمدة عشر سنوات ومات بها عشرات الآلاف لمجرد أن أفروديت وعدت باريس أنها ستزوجه أجمل فتاة في الإغريق! من حسن حظنا أنه قُتل بعد هذه الملحمة.

.
.
.

كانت تسمع أصواتًا تُنادي عليها لكن لم تكن مُفسرة كهمهماتٍ لطفلٍ رضيعٍ، ولكل لحظة تمر كانت الأصوات تبدو حقيقية أكثر وذاكرتها التي كانت مُبهمة أصبحت أقوى وتهالت عليها الأحداث واحدة تلو الاخرى..
تركض وتنخدش ذراعها وبيكهيون يرى وجهها، لحظة بيكهيون!
عند هذا اللحظة أفاقت كل حواسّها وأصبحت الكلمة التي تتردد على شفتاها هي اسمه فقط مُتغاضية عن كل من يجلس بجانبها والأصوات المزعجة التي تتخلل لمسامعها المُتعبة

حتى انتفضت جالسة بغتة تصرخ باسمه بعينيها المذعورة وقلبها الذي ينبض بصخبٍ، والتفتت لتجده بجانبها فارتمت عليه تشد على كتفيه بين ذراعيها تحتضنه بكل قوة باقية لها من ألمها المُشتد،

وهو قلبه يعتصر ألمًا وفرحةً ولا يعلم أي شعور يجب عليه أن يخضع له، أيجعل اشتياقه لها هو الغالب عليه ويرفع ذراعيه ليحتضنها ويسحقها بين ضلوعه، أم يجعل غضبه يسود وينزع يديها من عنقه ويصد عنها؟

كان يرفع يديه تارة وينزلها تارة أخرى وحينما أتته الشجاعة لاحتضانها فصلت چوي الحضن لتنظر لوجهه وتبكي

هي تتذكر كل شيء، وتعلم أن لديه كل الحق في كُرهها والنفور منها، لن تلومه إن رفض احتضانها والحديث معها وحتى إن كان يريد إشعال النيران ليرميها لن تُقاوم وسـتُنفذ بكل استسلام، خيانة ثقتِه كانت تستحق كل ذلك وأكثر.

لكنها لم تحسب لهذا حُسبانًا قط.

أن تكوّن معه هذه الرابطة كان أمرًا غير مألوفًا وغريبًا، فمنذ متى كانت تثق بالأشخاص وتفتح قلبها لهم؟

شعورها الذي شعرت به كان يجعل منها في تشتت دائم، لقد شعرت بالذنب أجل، لكن لقليلٍ من الوقت كانت تريد لشعور الأنانية أن يتملّكها لإتقاذ نفسها ولا أحدًا آخر..

لكن لم تعلم أن تفضيلها لنفسها عنه يُخلّف هذا الجرح الكبير داخل صدرها وتحديدًا قلبها.

حُزنه المُتراكم وخيبة أمله وهو ينظر لها بغير تصديق حين رأى أنها السارقة كانت ذا وقع أسوأ بكثير مما ظَنّت، كإلقائها في التارتاروس واحتراقها بالجحيم بجانب هاديس وبيرسيفون

wild Flower | زَهرَةٌ برِّيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن