٨- وَ أُعطِيكَ زُمردًا مِن عَيناي

6.7K 516 462
                                    


يا أهلًا، أرجو إن قلوبكم مطمئنة و إن يومكم مضى بخير، انجوي ♡︎

________

أشعُرُ كَأنَ فِي قَلبِي كِتابٌ مَا، أتصَفحهُ وَ لستُ أغفلُ عن الصَفحَات، كُلُ لَمسةٍ لِورقةٍ مِن كِتابُ قَلبي يُمتَصُ مِنها شعورًا لا أعلمُ مُسمَاه

الأمرُ يُشبِهُ تَعرفُكَ على نَفسُكَ بَعد أيامٍ مِن الضَياع.. أقرَأ قَلبِي ثُم أقرَأ نَفسِي، ثُم بَغتةً أنتقِلُ لِصفحةٍ فارِغة.. لا.. لا يَا عَزِيزُ قَلبي لَا تُحملنِي مَا لِيس لِي بِه طاقَةٌ وَلا استِطاعة.. لا تَجعلنِي أُكُمِلُ الكِتابة..

إنّ قَلمِي مُثقَل.. وَ إن وَضعتُهُ على كِتابِي سَيُكسَر..

دَع كِتابِي بِلا نِهاية.. دَعهُ يَعُد إلى نُقطَةُ البِداية.. مَا ضَرَّهُ لَو كَانَ يَتِيمَ الغَاية؟

إنهُ صَباحُ دِيسَمبر.. وَ أيُّ صَباحٍ يعلُو على أيامُ دِيسمبَر؟ مِن المُحزِن أنهُ يُشارِف عَلى الانتهِاء وَ كَم أود لَو أجعلُ كُل أيامِي تَمتَلِئُ بِكَ يا دِيسَمبر.. لو كُنتُ حُرًا لأحببتُ قلبًا وُلِدَ فِي دِيسَمبَر..

لا تُغادِر يَا دِيسَمبَر..

وَ يالِي مِن حَالِمٍ فَقط.. لِنعُد إلى العَمل جُونغكُوك

عُدتُ إلى العَمل، تَنفِيذُ عُقوبَتِي.. اليَومُ هُو اليَوم الأخِير مِن تَنظِيفُ دَوراتُ المِياه، مِن الجَيدُ أنهُ لَيسَ مُتسِخًا كَثيرًا، وَ أيضًا أستطِيعُ الذَهابَ وَ الاغتسِال حَالمَا أنتهِي وَ هَذا مَا سأفعَلهُ

يَدايَّ أُرهِقَت.. أُحدِقُ بِعُمقٍ بِها وَ أستشعِرُ حرارةً فِي يَدِي مِن المُنظِفات.. استَقمتُ أغسِلُ يَدِي ثُم حَدقتُ بِيدِي مُجددًا..

إكوادُوف.. جَدِي إكوادُوف.. هَل هَذا مَا كُنتَ تَشعُرُ بِه؟

يَداكَ لَطالَما كَانت خَشِنةُ المَلمَس.. لَطالَما كَانتَ دافِئةُ رُغم الثُقوب التِي تَمنعُ دِفئها، أنتَ كُنتَ دافِئًا.. إنّ أتيتُ لَكَ فـلتُعانِقنِي جَدِي..

عَانِقنِي فإنَّ قَلبِي يَتآكَل.. قَلبِي صَدِئ، أقَمتُ مَلحَمةً عَلى ذِكرُ روحٍ أبَّت أنّ تتناسَى الألمُ الذِي قَتلَ زُمرُدُ نَظرِي، عَينايَّ لا تَلمعُ كَمَا إعتادَت أن تَفعَل وَ شفتايَّ لا تَبتَسِمُ إلا حِينما أُجبَر

المُضحِك أنّ قَلبي يَحترِق.. يُخلِفُ رَمادًا عاتِيًا يَقتُل كُل لَمعانٍ يسكُنُ عَينِي، وَ يخرُجُ الَرمادُ مِن فَمِي كـكَلِماتٍ جَارِحة، أصبحتُ سَلِيط اللِسان كَيلا أتعَثر وَ يَنطفِئ الحَرِيقُ في رُوحِي

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن