١٢- فـتعُودُ أنتَ بِزهرتِي

6.6K 510 221
                                    

يا أهلًا عساكم بخير؟ انجوي
____________

تَساقَطَ مِن قَلبِي الكَثِير حِينما أدرَكتُ أنّ ما فِيه ثِقلٍ لَيسَ بِعابِرٍ يَعبُر، وَ لا بِنازِحٍ يَنزَح، بَل كَانَ قاطِنًا بِه يَقطُن، يَأخذُ مِنهُ عَرشًا

كَانَ ذَلِكَ الثِقل البَسيط الذي شَعرتُ بِه حِينما كُنا نَمشِي أسفَل المَطرِ مَقدُورًا على أمرِه، لَكِنهُ فَاقَ قُدرتِي عِندما أصبَحتُ أراكَ فِي كُل خُطوة، تَقيدتُ بِشيءٍ ما حِيالُك.. إنّهُ يَجعلُني أصمُت ثُم أُحدِق فِي كُل شِبرٍ بينما أترُكُكَ تَرقُصُ بِطيفُكَ في مُخيلتي

كُنتَ أنتَ كُوبُ الشايّ الذي يَنسَكِبُ على وَرقَةٍ بَيضاء فَـيجعلُ مِنها عَتِيقة، تَجعلُ مِنها مَرئيةٌ وَ تملِكُ قِيمة، كَانَت كَـمُذكِرةٌ فارِغة تَنتَظِرُ أنّ تُملَأ، فـسكَبتَ أنتَ ما يَقبَعُ بِكَ عليها.. فـغَرِقتَ بِكَ إلى أنّ أمسَت تَعِيشُ على ذِكراكَ حَتى وَ إنّ كُنتَ تَعِيشُ فِيها

كُنتُ أنا الورَقةُ البَيضَاء.. يا كُوبٌ مِن الشايّ خَاصَتِي.. انسَكِب على قَلبِي.. وَ اجعَل مِني عَتيقًا

يَصعُب عَليّ قَولُ 'مَرحَبًا' لَكَ بَعدَ كُل حُلمٍ حَظِيتُ بِه وَ أنا أنطِقُ بِها لَكَ بَينما أحتَضِنُكَ فِي رُوحي، أودُّ أنّ أُخبِرُكَ أنّ قَلبِي صُبَّ لَك، صَبابَةٌ لَا لِقاءٌ وَ لا حَدِيثٌ يَكُونا كَفِيلان بِوصدِ بابُها، صَبابَةٌ عِناقٌ وَ يدانَ تَتعانَقانِ تُسَدُّ رِياحُها..

لِماذَا أشعُر أنني لَهِفٌ إلى لِقياكَ يا تَايهِيونق؟

دِيسَمبر يَكادُ يَنقضِي.. ألا يُمكِنُكَ أنّ تَأتِي قليلًا إليّ؟ يُغادِرُني دِيسَمبَر يا تَايهيونق.. إفتَعِل لِي مُعجزةً لِيبقى..

لَيالِي دِيسمبَر لا تَنتَظِر، تُغادِر بِسُرَعة شَدِيدَة، وَ أنا أشعُر بِالحُزن لِمعرفةُ ذَلِك، مَا ضَرُّكَ لَو بَقِيتَ يا دِيسَمبَر؟

أرجُوكَ ابقَى قليلًا بَعد.. إنّ كَانَ لا يُمكِنُكَ البَقاء لا تَفعل فَقط.. أرجُوكَ عُدّ بِسُرعَة سَأنتَظِرُكَ كَثيرًا..

العَالمُ بأجمعهُ سَينام وَ أنا سَأنتَظِرُك، سَتكُون أولُ دِيسَمبَرٍ أحظى بِه وَ أنا فِي الخَارج، رِفقة تايهيونق

لا بُد أنّ التَحدِيقُ فِي سَقف زِنزَانتِي كَثيرًا جَعلنِي مَجنونًا.. لا أملِكُ شَيئًا لأفعَله، سأعاوِد النَوم مُجددًا رُغمَ أنهُ الظُهر تَقريبًا، وَ لِهذا السبب أُحِب الشِتاء وَ دِيسَمبر، يجعَلُ كَل الأوقات هَادِئة

أغمَضتُ عَينايّ لِوقتٍ لَيسَ بِقليل وَ حِينما شَعرتُ أنني عَلى وَشك الغَرق في النَوم سَمِعتُ بابَ زنزَانتِي يُفتَح

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن