٢٣- وَ أصنَعُ لَكَ طوقُ أزهَار

5.7K 464 261
                                    

انجوي
_______

الاضِمحلالُ فِي شُعورٍ كَهذا مُعضِلٌ لِي، لأنّ قَلبي لَم تَنزَلِق قدماهُ فِي جُرف حِسٍ آخر سِوى الحُزن المُثقَل.. لَم أتهُ يَومًا سِوى تَوهانِي فِي أفكَارُ زِنزانتِي..

لِذا حِينما أنظُر لِواقعِي أشعُر أنّهُ حُلمٌ طَويلٌ جِدًا وَ أنا مَا زِلتُ على سرير المُستشفى فِي غيبوبتي بَعدما تَعرضتُ للطَعن، لأنهُ مِن حِينها وَ الكَون بأجمَعه عَكس جُل قَوانِينُه

التَقيتُ بتايهِيونق، تَحركتُ أسفَل المَطر وَ لو كُنت جَليس كُرسِيٍ مُتحرِك، وَقعتُ وَرقًا صُنع مِن المُعجِزات وَ مشيتُ باقدامِي إلى المَحكمة حَيثُ كَسِبنا جَلسةُ الاستِماع..

لا يُوجَد شَيءٌ يُمكِن قَولُه أو فِعله يَستطيع تَغيير حَقيقةُ أنّ سَعدي هَذا كُله حِيك مِن صُوفٍ نُسِج مِن سَعي تايهيونق، أنا أبدُو كَشخصٌ آخر الآن

لَستُ جُونغكوك الذي يَتوق إلى الهَرب مِن الحياة، أنا جُونغكوك الذي يَركُض نَحو الحَياة.. هَذا ما فعلتهُ لِي.. تايهيونق هَذا مَا زَرعت بِخُلدي

أنتَ سَعدِي..

أنا الآن فِي الحَدِيقة، هُنالِك زُهورٌ كثيرة، مَضى على عَودتي اسبوعٌ فقط.. لم أرى تايهيونق مُنذُ آخر يومٍ لي في المُستشفى لَكِن لا بأس سأخرُج قَرِيبًا

أنا أجمعُ الزهُور سِرًا، بِحلول عودتي إلى الزِنزانة سأكون جَمعتُ أربَع عشَرة زَهرة، فأنا آخُذ كُل يومٍ معي إلى الزنزانة زهرتان وَ أُخفيها أسفل السرير بِقنِينةُ المِياه كَيلا تَذبل، سأصنعُ طَوقًا مِنها لِتايهِيونق.. جُلها زهُورٌ بَيضاء باستثنَاء وَاحِدةٌ فقط

هِي زَهرةٌ حَمراء..

أرى الجَد شِيهيوك يَقُود خُطاهُ نَحوي، مُبتسِمًا يقطُف زهرةً وَ يضعُها خلف اُذنِه

"كَيفَ أبدُو جُونغكوك؟ هَل أضحيتُ آخِذًا؟"

شَقَت صَدري سَعادةٌ غريبة بِرؤيته هَكذا، هُو يجَعلُ طيفُ جَدِي اكوَادوف لا يَخرُج مِن عقلي

"تَبدُو أجمَل مِن كُل الزُهور، كَأنّكَ ضِياء الشَمس يا جَدِي شِيهيوك! ثم لا تَقطِف زهُوري! أنتَ كَزهرةٍ تتمَشى تَكفِي نَفسُك"

أراهُ يُقهقِهُ ساخِرًا ثُم يقتَرِبُ مِني بِعيناهُ الحَادة بعدما صَمت، غَطيتُ أنفي وَ خطيتُ خُطوةً إلى الخَلف مُحدِقًا بِه، سأحمِي أنفي العَزيز مهما كَلفني الأمر

"يَا هَذا! إدنُو إليّ! حِينما تَقطُفها أنتَ يَكُون الأمَرُ جَميلًا أتحسَبُني أعمى يا أهَوج؟"

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن