XIII

60 12 7
                                    

الفـصـل الثـالـث عـشـر
"قُـبْلَـةٌ"

.
.
.
.

عندما خُطفت هيلين زوجةُ ميلانوس ملك اسبرطة  على يد باريس أمير طُروادة، لم يُمانع ميلانوس شنّ حرب يموت بها عشرات الآلاف وتستمر لعشرةِ سنواتٍ حتى يُعيدها، لقد سُلب منه حبَّه، وكل شيء مُباح في الحُبِّ والحَرب.

.
.
.
.

كان يجلس بالشرفة يُشاهد شروق الشمس، ولوهلة أغمض عينيه وتمنى أن كل ماحدث كان كابوسًا سينتهي لمجرد فتحه لعينيه، هل استكثرت عليه الدنيا شعوره بالسعادة؟ لقد أخذ بالفعل نصيبه من المُعاناة أين السعادة التي يجب عليه أن يشعر بها؟ أين الدفء والحب والمراعاة؟ تنهد بخفه وفتح عينيه ليجد نفسه مازال كما هو جالس بلا حول ولا قوة ينتظر مصيره المجهول..

وبالحديث عن الدفء شعر بشيء يُوضع عليه وحين التفت وجد چوي تلتفّ لتجلس بجانبه، تمسّك بحواف الغطاء يضعه عليه باحكامٍ ولم يتكلم، فأي كلام سيصف ما يُخالجه الآن من دفء و..حب.

"أنا آسفه"
بدأت الحديث قاطعةً الصمت المريح الذي كان ينعم به كلاهما

"من الجيد أنك تعلمين أنكِ أخطأت لتعتذري"
تنهيدة متعبة خرجت منه لما آل بهما الحال

"ولكن السيء في الأمر أنّ لديكِ الكثير لتعتذري بشأنه"

التفت لها فوجدها تنظر إليه بالمقابل
"والأسوأ أن اعتذارك لن يحل شيء"

امتلأت عيناها بالدموع
"لماذا؟"

"لأنك لا تعلمين شيئًا"
بدأ كلامه يأخذ مجرى جديّ وهو يضغط على يديه تجنُّبًا لفقدانه السيطرة

"أتعلمين كم من الأشخاص في خطرٍ بِسببُكِ؟ نحن على حافة الموت، سرقتكِ قد عادت علينا كُلنا بالضرر، والمثير للسخريه أني أصبحت شريكك بالجريمة لمجرد أني لاحقتُكِ لأُمسككِ! أخبركِ المزيد؟ كاي مصيره مجهول حتى الآن ولا نعلم أي اللعنات أصابته، ونحن للأسف عالقين هنا."

بهتت ملامحها جراء ما سمعت منه فلم تعتقد أن كل ذلك قد حدث لمجرد سرقتها بعض الزهور!

"مالذي تقوله؟"
نطقت بصعوبة وهي تحاول تجميع الأحداث برأسها

"كان الجميع يُداري الأمر نظرًا لحالتك الصحيّة لكنني لم استطع أكثر من ذلك، لقد أخطأ إيڤان في الأمر وظنّ أني مُتواطئ معكِ في الجريمة، وفقدانك لوعيك زاد الأمر سوءًا فالدليل فاقدٌ لوعيه واضطررنا للهرب حتى تستعيدي وعيك ونعلم منكِ ما حدث، وبِـهرَبِنا ثبتَت التهمة أكثر وأصبحنا ننتظر حتفنا"

wild Flower | زَهرَةٌ برِّيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن