رواية عشق على حد السيف
الفصل 21
غابت زهره عن الوعي من شده الالم وشده نزيف الدماء يتذايد لينتشر بغزاره من حولها و هي تدخل في مرحلة خطر الولاده المبكره
و في نفس التوقيت
نزلت سالي شقيقة زهره من سياره تقف في شارع جنبي بجوار القصر و
هي تقول للسائق
الممتلئ وجهه بعلامات جروح تشي باجرامه
خليك هنا لو احتجتك هناديك
ليومئ السائق المتجهم بوجه علامة الموافقه
و هي تنزل من السياره و تنزل نقاب من القماش الاسود على وجهها لتنجح في إخفاء ملامحها و هي تعدل من العبائه السوداء التي ترتديها و تتوجه بتوتر الى بوابة القصر الصغيره التي لا يستعملها احد و هي تتلفت حولها
و تقول بقلق
هي راحت فين مش المفروض تيجي تدخلني قبل ما حد يشوفني من الحرس بتوع جوزها
لتسحب هاتفها و تقوم بالاتصال بزهره عدة مرات دون ان تحصل على رد
لتقول بتوتر
و بعدين بقى ..انا لو رجعت من غير ما أقابلها و بأجيب منها فلوس امين هيبهدلني
لتتزكر حديث زهره لها
بصي انا لو معرفتش اجي ادخلك القصر لاي سبب هتلاقيني سايبه مفتاح البوابه تحت التمثال الي جنب البوابه من بره ادخلي من غير ما حد يشوفك و ابقي قابليني في اوضتي
انحنت سالي تبحث عن المفتاح بلهفه وهي تشعر بالتوتر والخوف من ان تجد سيف موجود و لم يغادر بعد القصر
او تأجل سفره لاي سبب من الاسباب
فتحت سالي البوابه بهدوء و هي تتسلل الى داخل القصر و تتجه الى الاعلى الى غرفة زهره دون ان يراها احد
لتتنفس براحه وهي تضع يدها على قلبها بتوتر عندما وجدت الغرفه فارغه و هي تنظر حولها باستطلاع
وتقول بتوتر
هي زهره لسه تحت و ألا ايه يا خوفي ليكون سيف مسافرش و يشوفني هنا
مش عارفه ساعتها هيعمل فيا ايه..
ايه الصوت ده
لتنصت جيدا و هي تستمع لصوت جريان الماء في الحمام الملحق
بالغرفه
و هي تقترب بتوتر من الباب
لتبتلع ريقها و هي تقول بخوف
زهره انتي جوه يا حبيبتي
لتعيد جملتها اكثر من مره دون ان يجيبها احد لتتجرء اكثر و هي تدق بهدوء على باب الحمام اكثر من مره
دون ان تتلقى رد
لتحسم أمرها اخيرا و تقوم بفتح باب الحمام و هي تدخل بتوتر
لتشهق بصدمه و هي تجد زهره ملقاه على الارض و هي غارقها بدمائها لتنحني برعب على زهره
يا نهار اسود ..زهره مالك فيكي ايه
انتي بتولدي و الا ايه
لتحاول افاقتها اكثر من مره دون جدوى و هي تخرج هاتفها و تتحدث الى امين بلهفه
الحقني يا أمين انا دخلت لقيت زهره مغمي عليها و غرقانه في دمها شكلها بتولد او بتسقط مش عارفه انا خايفه عليها اوي
لتتابع بتسرع
انا هنزل انادي اي حد يجي ينقلها للمستشفى بسرعه
امين بغضب وهو يخفض صوته حتى لا يسمعه المسجونين من حوله
تنزلي فين يا غبيه.. لو نزلتي و ناديتي حد هيتهموكي ان انتي الي عملتي كده فيها ..
سالي برعب
يعني عاوزني اسيبها و امشي عايزني اسيبها تموت ..دي اختي يا امين .. لا احنا متفقناش على كده انا هروح انادي على حد ينقلها للمستشفى
امين بشر
بطلي عرق الغباء الي بينقح عليكي فجأه ده و اسمعيني
و نفذي الي هقوله بالظبط من غير رغي كتير..
ادخلي بسرعه لمي كل المجوهرات الي تلاقيها عندك و لمي شنطة هدوم لزهره
و انا هخلي البغل الي مستنيكي تحت يطلع يساعدك
سالي برعب
عاوزني اروح اسرق المجوهرات و اسيب اختي هنا لوحدها لحد ما تموت انت اتجننت
امين بسخريه
لا قلبك طيب ايه الحنيه الي نزلت عليكي فجأه دي .. عموما متخافيش احنا هناخد زهره كمان معانا هنعالجها و نولدها كمان..
ليتابع بطمع
الي في بطنها يسوى كتير.. يسوى كتير قوي
سالي بخوف
مش فاهمه..
امين بغضب
و مين طلب منك تفهمي..نفذي الي بقولك عليه من غير مناقشه ..
لمي المجوهرات الي تلاقيها
و شنطة هدوم لزهره اهم حاجه تبيني انها هي الي سابت البيت بمزاجها و ان مفيش حد جبرها تسيب المكان او ان في سرقه تمت ..مفهوم
ليتابع بغضب
وانا هكلم مرسي يطلع يساعدك يلا نفذي بسرعه ..
و اقفلي الذفت الي بتكلميني منه ده انتي مش عارفه المكالمه دي هتكلفني فلوس أد إيه..
ليغلق الهاتف في وجهها وهي تسارع بخوف بتنفيذ اوامره لتنتهي من جمع بعض ثياب زهره في حقيبه كبيره و هي تضع بداخلها كل ما وجدته من المجوهرات الخاصه بزهره و الساعات الثمينه الخاصه بسيف وهي تنظر لشقيقتها بخوف
انا مش فاهمه انت بتفكر في ايه يا امين ربنا يستر
لترفع نظرها فجأه بفزع وهي ترى السائق الذي جاء بها الى هنا يقول بغلظه
هي فين..
اشارت سالي برعب للحمام ليتوجه اليه و يعود وهو يحمل زهره الفاقدة الوعي و يقول بإجرام ..
ادخلي نضفي الحمام من الدم بسرعه
و هاتي الشنطه و تعالي ورايا قبل ما حد يحس بينا
دخلت سالي سريعا للحمام لتقوم بتنضيفه من الدماء سريعا
ثم حملت حقيبة الثياب و المجوهرات
و هي تتبعه بخوف و لهفه
وتخرج سريعا من بوابة القصر وهي تتلفت حولها برعب و هي تركب السياره سريعا بجانب زهره الفاقدة الوعي
في نفس التوقيت
نظر سيف بقلق في نافذة الطائره وهو يشعر بشعور سئ و انقباض في قلبه
وهو يقرر الاتصال بزهره للاطمئنان عليها
ليقوم بالاتصال بها عدة مرات دون جدوى
سيف بقلق
زهره مبتردش انا قلقان عليها
إلهام وهي تحتسي العصير بتوتر
تلاقيها قاعده مع مالك و مخدتش بالها من التليفون
سيف بتوتر
مش معقول انا مأكد عليها اني هتصل عليها كل شويه عشان اطمن عليها
الهام بغيره
ما هي اكيد مش هتتوقع انك هتتصل بيها بعد اقل من ساعتين من ركوب الطياره
سيف بقلق
لا انا مش هرتاح الا ما اتكلم معاها انا هكلم الفت تخليها ترد عليا
ليقوم بالاتصال بهاتف الفت التي اجابت على الفور
ايوه يا سيف بيه
سيف بقلق
هي زهره فين ..مبتردش على تليفوني ليه
الفت بهدوء
مدام زهره بترتاح في اوضتها فوق .. تحب اوصل لها التليفون
سيف بتوتر
ياريت تعرفيها اني بتصل بيها بقالي مده وانا عشر دقايق وهتصل بيها تاني
الفت باحترام
حاضر انا هطلع ابلغها علطول يافندم
لتغلق الهاتف و تصعد لغرفة زهره وتجدها فارغه و تليفونها المحمول موضوع على الطاوله
اخذت الفت الهاتف و هي تقرر توصيله لزهره و هي تظن انها مع مالك في غرفته و لكنها وجدت مالك وحده مع المربيه الخاصه به وزهره غير موجوده
الفت بدهشه
ودي راحت فين دي
انطلقت الفت بحثا عنها في كل ارجاء القصر يساعدها في البحث العاملات في القصر و لكنها لم تجدها في اي مكان
لتقرر الاتصال بالحرس الموجود على بوابة القصر الرئيسيه
الفت بتوتر
هي مدام زهره خرجت النهارده
الحارس الامني بنفي
لا زهره هانم مخرجتش النهارده
الفت بخوف
اذاي ..دي مش موجوده في القصر كله
..
لينقلب المكان رأسا على عقب بحثا عنها الا انهم فشلو في ايجادها
و فجأه يرتفع صوت رنين هاتف زهره
و الفت تقول بخوف
سيف بيه بيتصل ..مش عارفه اقوله ايه
تناول رئيس الحرس الهاتف منها وهو يجيب عليه
سيف بيه ..
سيف بدهشه و قلقه يتذايد
انت بترد على تليفون زهره ليه
ابتلع رئيس الهاتف ريقه وهو يقول بتوتر
زهره هانم مش موجوده في القصر و مخرجتش من البوابه الرئيسيه للقصر و لاقينا البوابه الصغيره مفتوحه الظاهر استخدمتها في الخروج
سيف بتوتر
يعني ايه مش فاهم
رئيس الحرس بحرج
انا اسف في الي هقوله .. بس الظاهر قدامي انها خرجت بنفسها و برضاها خصوصا انها خدت هدومها معاها و...
سيف بصدمه و هو لا يستطيع استيعاب ما يسمعه
خدت هدومها معاها انت بتقول ايه ..
رئيس الحرس بجديه لا تخلو من الحرج
يا فندم هدوم و مجوهرات زهره هانم مش موجوده كمان البوابه الي خرجت منها ملهاش غير مفتاح واحد موجود مع حضرتك
سيف و هو يغلق عينيه بصدمه وهو يتوقع اصطحابها لمالك ليقول بصوت خفيض ..
و مالك..
رئيس الحرس
مالك بيه موجود هنا..
سيف بدهشه
ايه..مخدتش مالك..
ليصمت قليلا بتفكير و يقول بصرامه
انا في طريقي للرجوع اجمعولي كل المعلومات الي تقدرو عليها لحد ما ارجع
رئيس الحرس باحترام
حاضر يا فندم
رفع سيف سماعة الهاتف و هو يتحدث مع الطيار الخاص بطائرته
و هو يقول بصرامه
ارجع بينا على مصر تاني..
ليغلق الهاتف دون سماع الرد
و الهام تقول بتوتر
هنرجع مصر ليه في حاجه حصلت
سيف بقسوه
زهره هربت..
لتشهق الهام وهي تجلس بصدمه
و تقول بعدم تصديق
هربت اذاي .. دا مستحيل..
في نفس التوقيت..
سالي تنظر لزهره شاحبة الوجه كالموتى و هي تقول بخوف و السياره تنطلق بهم بسرعه
هنروح فين دلوقتي
السائق بجمود
هنطلع على مستشفى الدكتور حبشي عشان يشوف حل في البلوه الي معاكي دي
سالي بخوف
ودكتور حبشي ده مش هيسأل هي مين و ألا ايه الي عمل فيها كده
السائق بتهكم
متخافيش..طالما هياخد الفلوس الي هيطلبها ..مش هينطق ولا هيفتح بوقه ..و بعدين هو شغله كده كله شمال و اطمني أمين بيه كلمه و اتفق معاه على كل حاجه
سالي وهي تنظر بخوف لزهره التي مازالت تنزف
اتفق معاه على ايه بالظبط
السائق بغلظه
معرفش انا مهمتي اوديكم المستشفى واستنى الست دي تفوق وانقلكم للمخزن الي أجرناه و استنى اسبوعين لحد امين بيه ما يخرج من السجن
وهو الي هيتصرف بعد كده
سالي بخوف و قلة حيله
ماشي ..ربنا يستر
توقفت السياره فجأه امام مبنى قديم متهدم و خرح السائق و هو يتجه للباب الخلفي للسياره و يقوم بحمل زهره و يتوجه بها للداخل
و سالي تنظر باستنكار وخوف للمكان
وهي تقول
ايه ده هي دي المستشفى الي بتقول عليها..دي خرابه
ليرد عليها شخص سمين الجسد اصلع الشعر في الخمسينيات من عمره يرتدي نظاره صغيرة الحجم و ثوب اخضر ملطخ بالدماء مخصص للجراحين و هو يقول بغضب
مين دي الي جايبها معاك يا مرسي
ان كان مش عاجبها المكان اتفضلو
على بره شوفولكم مستشفى خمس نجوم تليق بالهانم الي معاك
مرسي بمهادنه
معلش يا دكتورنا امسحها فيا ..الي ما يعرفك يجهلك..
ليتابع بهمس لسالي الواقفه تنظر للمكان بخوف
اسكتي هتبوظي كل حاجه الدكتور كامل اكبر دكتور جراحه في مصر
بس حصلته مشاكل مع الحكومه عشان كان بيعمل عمايات نقل اعضاء وهو هربان دلوقتي علشان كده بيعمل عملياته هنا
الطبيب بعجرفه
انت هتحكيلها تاريخ حياتي .. المهم يلا خلينا نشتغل..دخل الجثه الي معاك جوه
سالي برعب
جثة ايه..انا اختي لسه عايشه
الطبيب بضحكه سمجه
هنشوف ..
ليتوجه للداخل و مرسي يضع زهره على طاولة العمليات القذره
و هو يقول بصرامه
اتفضلو على بره خليني اشوف شغلي
خرجت سالي من الغرفه وهي تشعر بالخوف يستولي عليها
فهي تعرف انها انانيه و لا تملك ضمير يحكم تصرفاتها الا انها لم تتمنى او تسعى ابدا لان تصل شقيقتها لحافة الموت ..
فهي و ان كانت تسعى للزواج من سيف بحثا عن ماله و عن الرفاهيه التي حرمت منها فجأه بسبب ذوال ثروتهم
الا انها كانت تسكت ضميرها عندما يؤنبها ..
بانها عندما تتزوج سيف لن تحرم زهره من اطفالها و ستقوم بتأمين معيشه وسكن مريح لزهره برفقة طفليها
لكن ماحدث يفوق كل توقعتها فهي
لم تتخيل ان تصل الامور لكل هذه الفوضى والدمار
لتتفاجأ بنزول دموعها بشده و هي تنظر لغرفة العمليات
وهي تقول بخوف
سامحيني يا زهره سامحيني طول عمرك بتحبيني و بتخافي عليا وبتضحي علشاني و في الاخر انا اكون السبب في كل المصايب الي بتحصلك .. يارب نجيها يارب خليك معاها
لتنهار ارضا و هي تبكي بشده لتتفاجأ بالطبيب يفتح الباب
و هو يقول بعمليه
عاوزين دم حالا الست الي جوه نزفت كتير و مش هتتحمل اكتر من كده
نهضت سالي بسرعه وهي تقول بلهفه
انا نفس فصيلتها خد مني الدم الي
انت عاوزه
نظر لها الطبيب ببرود
تعالي ورايا
دخلت سالي بخوف الى غرفة العمليات وتمددت على فراش بالي بجانب زهره و هي تتجنب بخوف النظر اليها