الفصل الخامس

8.6K 249 6
                                    

وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها، نهضت من مكانها بفزع واستعدت حتى تهرب من المكان ولكن أوقفتها تلك الصرخات الباكيه و لم تمر ثواني حتي وجدت رجل كبير السن يهرول بتعب خارج البيت و يصرخ بأعلى صوته لطلب المساعده حتى سقط على الارض بقوه فركضت نحوه سريعا، أردفت: 
- خير يا حاج في إيه؟!
نظر لها الرجل باستغاثة وقد اسكتته دموعه فلم يقدر علي الكلام، نظرت براء إلى البيت لتجده مشتعل نارا فشهقت بفزع و بدأ الرجل في السعال بشده و قال بصعوبة:
- مراتي محبوسة جوه .. أرجوكي الحقيها خلي أي حد يلحقها أنا مش بقدر اتنفس
نظرت له براء بعيون متسعه و بدون أي تفكير ركضت إلى البيت سريعا و دلفت إليه لتجد النيران مشتعله به و لكنها لم تكن منتشره في البيت بأكمله فحمدت ربها و تحركت بسرعه و تتبعت صوت صرخات زوجته حتي وصلت إلى غرفتها لتجدها مكومه في احدي الأركان بخوف و صرخاتها لا تتوقف، ذهبت إليها سريعا و حاولت أن تطمئنها و شجعتها حتي تنهض معها، قالت:
- أنا معاكي متخافيش قومي معايا لازم نخرج من هنا
ظلت صرخاتها متواصله حتى بدأت تنتبه إلى كلمات براء فهدأت قليلا و  نجحت براء في انتشالها من تلك النيران و خرجت من البيت و في تلك الأثناء كان جميع من في البنايه قد أنتبه إلى صرخاتها و قد أتت المطافئ و أنقذت ما يمكن إنقاذه من المنزل و جلست براء مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت، كانت السيده مستقره في أحضان زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها، اردفت:
- أنا مش عارفه اقولك إيه ..  ربنا بعتك لينا منين في الوقت ده لولاكي مش عارفه كان جرالي إيه
نظر لها جمال وقال:
- أنا آسف إني خليتك تعرضي حياتك للخطر كده .. لو كنت فضلت جوه لا كنت هقدر الحق فاطمة ولا الحق نفسي
نظرت له براء بحزن وقالت:
- مش فارقة كتير

طالعتها فاطمه بتساؤل وقالت:
- انتِ معانا هنا في العمارة؟
- لا .. أنا كنت جنب العمارة و لما سمعت صوت الصريخ جيت أشوف في إيه .. و الحمدلله إني جيت في الوقت المناسب
- بس إيه اللي ممشيكي في الشوارع بليل لوحدك كده يا بنتي غلط عليكي .. هما فين اهلك؟
نظرت لها براء بعيون دامعه ثم قالت:
- أنا لازم أمشي دلوقتي .. حمدالله على سلامتك
ونهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن فاطمه أمسكت يدها لتوقفها، نظرت براء إليها بتساؤل لتقول فاطمه:
- أنتِ ايه حكايتك؟
و كانت براء تنتظر تلك الجملة لتنفجر في البكاء و قد ارتمت في أحضان فاطمه لتنصدم هي من رد فعلها و لكنها قد نست كل شيء و مسحت علي شعرها و تركتها حتي تنهي بكائها و بعد لحظات هدأت قليلا وابتعدت عنها فقالت فاطمه:
- أحسن دلوقتي
نظرت لها براء بعيون دامعه وقالت:
- أيوه
- مش هتجاوبي عليا برضو .. إيه إللي ممشيكي في الوقت ده لوحدك و إيه الشنطة اللي معاكي دي أنا بسألك من قلقي عليكي يا بنتي
نظرت لها براء للحظات ثم تنهدت بتعب و قالت:
- أنا هحكيلك كل حاجه
ثم قصت عليها كل ما مرت به منذ أن جاءت لتلك الدنيا و كانت فاطمه و زوجها جمال متأثرين جدا بقصتها و عندما انتهت كانت الدموع قد عرفت طريقها إلى عيون فاطمه فقالت:
- معقول كل ده مر عليكي .. عيونك مليانه بحكايات لو اتقالت هتبكي الدنيا كلها

أقدار بلا رحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن