وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها، نهضت من مكانها بفزع واستعدت حتى تهرب من المكان ولكن أوقفتها تلك الصرخات الباكيه و لم تمر ثواني حتي وجدت رجل كبير السن يهرول بتعب خارج البيت و يصرخ بأعلى صوته لطلب المساعده حتى سقط على الارض بقوه فركضت نحوه سريعا، أردفت:
- خير يا حاج في إيه؟!
نظر لها الرجل باستغاثة وقد اسكتته دموعه فلم يقدر علي الكلام، نظرت براء إلى البيت لتجده مشتعل نارا فشهقت بفزع و بدأ الرجل في السعال بشده و قال بصعوبة:
- مراتي محبوسة جوه .. أرجوكي الحقيها خلي أي حد يلحقها أنا مش بقدر اتنفس
نظرت له براء بعيون متسعه و بدون أي تفكير ركضت إلى البيت سريعا و دلفت إليه لتجد النيران مشتعله به و لكنها لم تكن منتشره في البيت بأكمله فحمدت ربها و تحركت بسرعه و تتبعت صوت صرخات زوجته حتي وصلت إلى غرفتها لتجدها مكومه في احدي الأركان بخوف و صرخاتها لا تتوقف، ذهبت إليها سريعا و حاولت أن تطمئنها و شجعتها حتي تنهض معها، قالت:
- أنا معاكي متخافيش قومي معايا لازم نخرج من هنا
ظلت صرخاتها متواصله حتى بدأت تنتبه إلى كلمات براء فهدأت قليلا و نجحت براء في انتشالها من تلك النيران و خرجت من البيت و في تلك الأثناء كان جميع من في البنايه قد أنتبه إلى صرخاتها و قد أتت المطافئ و أنقذت ما يمكن إنقاذه من المنزل و جلست براء مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت، كانت السيده مستقره في أحضان زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها، اردفت:
- أنا مش عارفه اقولك إيه .. ربنا بعتك لينا منين في الوقت ده لولاكي مش عارفه كان جرالي إيه
نظر لها جمال وقال:
- أنا آسف إني خليتك تعرضي حياتك للخطر كده .. لو كنت فضلت جوه لا كنت هقدر الحق فاطمة ولا الحق نفسي
نظرت له براء بحزن وقالت:
- مش فارقة كتيرطالعتها فاطمه بتساؤل وقالت:
- انتِ معانا هنا في العمارة؟
- لا .. أنا كنت جنب العمارة و لما سمعت صوت الصريخ جيت أشوف في إيه .. و الحمدلله إني جيت في الوقت المناسب
- بس إيه اللي ممشيكي في الشوارع بليل لوحدك كده يا بنتي غلط عليكي .. هما فين اهلك؟
نظرت لها براء بعيون دامعه ثم قالت:
- أنا لازم أمشي دلوقتي .. حمدالله على سلامتك
ونهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن فاطمه أمسكت يدها لتوقفها، نظرت براء إليها بتساؤل لتقول فاطمه:
- أنتِ ايه حكايتك؟
و كانت براء تنتظر تلك الجملة لتنفجر في البكاء و قد ارتمت في أحضان فاطمه لتنصدم هي من رد فعلها و لكنها قد نست كل شيء و مسحت علي شعرها و تركتها حتي تنهي بكائها و بعد لحظات هدأت قليلا وابتعدت عنها فقالت فاطمه:
- أحسن دلوقتي
نظرت لها براء بعيون دامعه وقالت:
- أيوه
- مش هتجاوبي عليا برضو .. إيه إللي ممشيكي في الوقت ده لوحدك و إيه الشنطة اللي معاكي دي أنا بسألك من قلقي عليكي يا بنتي
نظرت لها براء للحظات ثم تنهدت بتعب و قالت:
- أنا هحكيلك كل حاجه
ثم قصت عليها كل ما مرت به منذ أن جاءت لتلك الدنيا و كانت فاطمه و زوجها جمال متأثرين جدا بقصتها و عندما انتهت كانت الدموع قد عرفت طريقها إلى عيون فاطمه فقالت:
- معقول كل ده مر عليكي .. عيونك مليانه بحكايات لو اتقالت هتبكي الدنيا كلها
أنت تقرأ
أقدار بلا رحمة
Romanceتريند اول في 17 أبريل 2022 ♥️✨ ماذا بكِ انتفض قلبك عند سماع تلك الوصية .. أليس هذا ما كان يتمناه قلبك؟ ولكن مهلًا هل لديكِ القوة لإسكات عقلك الصارخ بالرفض خفقات قلبك القوية التي قد تهزُ المكان من حنينها .. وتلك الكلمات التي تتردد بعقلك «ماذا أفعل» و...