☆إيف☆

376K 5.2K 666
                                    

كائنات غريبة، ومجتمع مقرف حد النخاع،كلما تقدم بي العمر، فضلت أن أبقى وحيدا وبهدوء، على أن أكون بصحبة أشخاص ينتقدون حياتي بشكل دائم، لا تهمني أي نظرة من العالم غير نظرتي لذاتي، ومادون ذلك لا يعنيني أبدا،في النهاية، سيحكم عليك الناس في جميع الأحوال،لذا أفضل عيش حياتي لأبهر نفسي فقط،لا لإثارة إعجاب الآخرين...

في النهاية نبقى مع من يجعلون الحياة أبسط،أسعد، مع من لانبذل الكثير من الجهد معهم حتى يتقبلونا بعيوبنا،من يحبونا بصدق وبدون أسباب،هم فقط من يستحقون البقاء معهم..

...

مستلقية بإهمال على السرير،تشاهد فيلم رعب وعلى ملامحها برود قاتل..
ممل..
بنبرة ضجرة همست لتتجه بخطواتها خارج الغرفة، أو بالأحرى المنزل بأكمله..

كانت الساعة تشير إلى الواحدة مابعد منتصف الليل،لكنها غير مهتمة كل ماتريده هو استنشاق بعض الهواء لعل ذلك الاختناق والضجر الذي تشعر به يزول.

توقفت لوهلة بعد أن وصلت لوجهتها،تستنشق الهواء بارتياح وعلى ملامحها ابتسامة هادئة،تستمتع بصوت أمواج البحر ورائحة التراب المبللة التي تبعث لها شعور بالراحة والطمأنينة.

أكثر من نصف ساعة وهي على حالتها تلك،جالسة على الرمال شاردة في لا شيء،لا أحد يعلم مايدور في عقلها،تجول بسوداويتيها في القمر تارة وفي البحر تارة أخرى،ثواني لتنهض بهدوء متجهة بخطواتها حيث المنزل.

توقفت لوهلة لرؤيتها لمجموعة من الرجال،يحمل واحد منهم طفلة صغيرة بينما الرجال الآخرين يحملون أسلحة.
اختبئت خلف سيارة تحدق بتلك الطفلة التي تصرخ وسط بكائها بأن يتركوها.
على مايبدو أنها مختطفة.
هسهست بهدوء بينما تسترق السمع..
اصمتي أيتها العاهرة الصغيرة..
أردف أحد الحراس بصراخ موجها حديثه لتلك الطفلة التي تبكي وسط صراخها،زفر بغضب ليرفع يده لضربها.

من جهة أخرى..

اللعين يريد صفعها..
تمتمت بغضب لتركض إليهم بسرعة وقبل أن يلمس تلك الطفلة وقع أرضا إثر الركلة التي تلقاها.
كيف تجرأ على وضع يدك المقرفة عليها أيها اللقيط..
هسهست بصراخ لتهجم عليه تلكم وجهه تارة وتركله تارة.
اتركوني أيها الجبناء..
صرخت مرة أخرى موجهة حديثها للحراس الذين يمسكونها بقوة..
لتباغت واحد منهم بركلة على عضوه ليقع أرضا بألم.
ركضت ناحية الطفلة لتحملها بلطف.
لاتبكي طفلتي سأنقذك حسنا..؟!
همست بحني لتتجه بخطواتها المسرعة،تحاول الفرار منهم،ظلت تركض وتركض وسط ذلك الشارع المظلم وفي حضنها تلك الطفلة التي تحشر رأسها في رقبتها بخوف.
اللعنة مازالوا خلفي..
تمتمت في خاطرها لكنها واصلت الركض.
توقفت لوهلة لوقوف سيارة سوداء أمامها،لعنت في سرها لتسلك طريقا آخر بسرعة،ثواني لتصرخ بألم إثر الرصاصة التي اخترقت كتفها،لم تهتم لذلك جل تفكيرها هو الهروب وإنقاذ تلك الطفلة.
دم..إنه دم..
أردفت تلك الصغيرة ببكاء لتقاطعها بنبرة حاولت إخراجها هادئة قدر الإمكان.
لا تخافي لن يحدث شيء..
أنهت حديثها لتسلك طريق ضيق تختبئ وسط ذلك الظلام،تضع يديها على فمها تمنع لهثاتها من الخروج.
هل ستموتين..؟!
همست تلك الطفلة ببكاء بينما تتلمس جرحها،ابتسمت بتصنع لتطمئنها.
بالطبع لا إنه جرح بسيط صغيرتي..
أومئت الطفلة بلطف لتحشر رأسها داخل رقبة الأخرى..
تأوهت بخفوت وسط تعرقها لذلك الألم الذي ينهش جسدها،زفرت بحنق لتهمس بتقطع موجهة حديثها لتلك الصغيرة محاولة تلطيف الجو..
ما اسمك أيتها اللطيفة..؟!
رفعت رأسها لتجيبها بابتسامة واسعة..
ميسان..
بادلتها الابتسامة بصعوبة لتهمس بخفوت..
وأنا إيف..
صفقت ميسان بيديها بطفولية متناسية خوفها بينما تردف..
اسمك جميل..
ابتسمت بهدوء لتضع رأسها على الحائط بينما العرق طغى جسدها بأكمله،تلهث بثقل.
ميسان اسمعيني..مهما حدث إياك أن تذهبي لأي مكان فقط اختبئي هنا حسنا..؟!
أنهت حديثها بصعوبة لتومئ لها بسرعة،ابتسمت على لطافتها لترفع يدها تمسد على شعرها متمتمة بصوت يكاد يسمع.
أحسنتي..
ظلو لأكثر من نصف ساعة مختبئين وسط ذلك الظلام الحالك،باتت تشعر بدوران خفيف وعينيها تغلق تدريجيا،حاولت التماسك لكن الأمر ليس بيدها،ثواني لتذهب لعالم آخر.
إيف..
همست تلك الصغيرة بارتجاف يتخلله الخوف،شهقت ببكاء بينما تعانقها بقوة مستنطقة بترجي.
استيقظي قلتي أنكي لن تموتي.
أنهت حديثها بأمل أن تستيقظ لكنها كالجثة لا تتحرك،ظلت لأكثر من ربع ساعة تهمس ببكاء،لتحشر رأسها برقبتها مغمضة عينيها بخوف،دقائق لتذهب لعالم أحلامها هي الأخرى..

...

يتبع..⚶
رواية جديدة لجونغكوك..آرائكم حول البداية تهمني..











°عِــشــقُ سَــادِي°Where stories live. Discover now