💘الفصل الأربعون💘

4.9K 77 2
                                    

*هرولت الخادمة وهي تهتف:
"ندى هانم فى واحد بيقول انه محضر من المحكمة وبيسأل على حضرتك"
*رفعت عينيها مصدومة و ابتلعت ريقها و ملامح وجهها تتغير ارتجف فنجان الشاي بين اصابعها المرتعشة و انسكبت منه بعض قطرات فوق بلوزتها لتقول بصوت مهتز:
"مح.ضر من المح.كم.ة"
*إجابة الخادمة:
"أيوه واقف ع الباب بره"
*سقط قلبها بين قدميها من الخوف و القلق الذى سيطر عليها وعلمت ما ينتظرها الآن وهو على بعد خطوات منها "مدام ندى انتى كويسة؟"
همست الخادمة تسألها بقلق..هزت رأسها و تحركت بخطوات متزنة او كانت بقدر الإمكان ان تجعلها متزنة حتى لا تسقط من هول خوفها العميق وفى كل خطوة كانت تخطوها نحو باب منزلها كان قلبها يهوى أكثر حتى كاد ان يلمس الأرضية الصلبة الباردة حتى توقفت أمام الرجل الذى يحمل بين اصابعه ورقة موتها و نهاية حياتها للأبد ورسمت ابتسامة مهتزة رغم لمعة عينيها بالدموع التى تهدد بالسقوط:
"أنا ندى فايز"
*هتف الرجل بجدية و قسوة كقسوة الكلمات التي تحتويها ورقته التى إخراجها من حقيبته الجلدية
السوداء:
"اتفضلى وقعي هنا لو سمحتي"
*برغم معرفتها التامة تساءلت بغباء ومازالت تلك الإبتسامة المهتزة تتراقص على شفتيها:
"أوقع على إيه؟"
*هتف الرجل بنفاذ صبر دون رحمة "ورقة طلاق غيابي يامدام الأستاذ حمزة عمار حسين الناجي طلق حضرتك طلاق غيابي بالمحكمة"
شهقت الخادمة شهقة مسموعة وضربت فوق صدرها بينما أخرج الرجل منديل قماش من جيب سرواله ليجفف به عرقه قائلا لندى المتسمرة فى مكانها بصدمة قاسية ضربت كل حواسها وجعلت الشحوب يغزو وجهها "وقعي لو سمحتي يا مدام أنا لسه ورايا شغل كتير"
*توقفي يا ندى ولا تبكى ولا تصرخي ولا تنوحي على شئ أنتي الذي اقترفتيه بيدك وبعقلك الغبي عندما أصبحتي كدمى بين أصابع والدك يحركك متى يشاء ويسكتك متى يشاء ويأمرك متى يشاء
وها هو الآن ذهب وتركك وحيدة تحصدي ما زرعه وحدك تحصدي اشواك أفعاله و مخططاته القذرة...
"لا اله الا الله..وبعدين في الشغلانه ديه بقى ماتمضي يامدام وخلصيني" أطلقت أنفاسا جاشت فى صدرها المطبق لتسرع بأنامل مرتجفة و توقع على إستلام قسيمة موتها وغادر الرجل المتذمر
يبرطم بكلمات متذمرة وظلت هى واقفة أمام الباب كالذى أصابه صاعقة شلت أطرافه لاتصد
ولاترد فقط تبكي بصوت مكتوم وجسدها يهتز
برجفة قوية...
"لا حول ولا قوة الا بالله مدام ندى أنتي كويسة
كويسة ايه بس انتي مش شايفه" أنبت الخادمة نفسها وملست فوق ظهر ندى التى انتفضت فى مكانها والتفتت نحو خادمتها التى ظلت معها بعد أن تخلى عنها الجميع حتى والدتها التى علمت بقتل والدها ولم تحضر ولم تهتم...شهقت وهى تلتقط نسمات الهواء وقالت وهى تنهار فوق صدر
الخادمة وتتشبث بها:
"مش كويسة..ولا عمرى هكون كويسة كنت عارفه أنه هيطلقني وكنت مستنية بس مكنتش عارفه أنه احساس صعب كده أنا بموت ياشادية بموت"
"بعد الشر عنك ياست هانم منه لله اللي كان السبب والنبي البشمهندس كان ابن حلال وطيب بس النصيب والنبي ياست ندى لت....."
*وقطعت الخادمة مواساتها بصرخة وهي ترى ندى تسقط من بين ذراعيها و تنهار ارضاً و تصرخ بكل ما أوتيت من عزم قوتها وكما لم تصرخ من قبل بإسمه:
"حمززززززة..لاااااااا..حمزززززززة"

في العشق والهوي Where stories live. Discover now