الفصل السابع : نور العيون

292 14 0
                                    

كانت مدينة سولت لايك غارقة في جوها الرطب كعادتها في منتصف تموز، و لم يكن يبدو على أحد الرغبة في أكثر من الذهاب إلى عمله ثم العودة إلى برك السباحة و منازلهم المكيفة، و لم تكن كارين استثناء، و بعد اهتمام الجميع فترة بعودتها عاد كل واحد إلى عمله اليومي، كان بعض المراسلين في إجازة و منهم تشارل، بعد أن قرأ أيربي مقالتها، أرسلها للطباعة مع بعض التعديلات البسيطة و استدعاها صباح الأربعاء إلى مكتبه، و سألها :
ـــ أخبريني عن كل شيء يا كارين .

راحت تقص عليه كل شيء إلى أن وصلت إلى عرض الزواج الذي قدمه برايان .

ـــ هل ستتزوجينه ؟

ـــ أجل .

ـــ هل يمكنكِ الإستقرار على هذا يا كارين، و أنتِ تخفين عنه الحقيقة .

ـــ أعتقد أن لا خيار أمامي، فأنا أحبه يا أيربي، و إذا كان سيتزوجني بعد أن يجد أنني لست عمياء تماماً ... نعم أنا أعلم أنه رجل يكره الخداع .

ـــ لديكِ الكثير من معطيات النجاح مع العلم أنني كنت أشك بحصولكِ و لو على قليل من النجاح في تجربتكِ هذه .

ـــ أشكرك على اهتمامك بي يا أيربي .

بعد العمل استلقت في شقتها على الأرض و قربها ألسي، كانت الأيام التي تمر تشعرها بأن ذاك الأسبوع الذي أمضته يبدو من نسج خيالها و أوهامها و كم كانت نبضاتها تتسارع كلما تذكرت تلك الساعات التي أمضتها بين ذراعيه حتى باتت تشعر أنها ملك يمينه و أنه ملك قلبها فوق ذلك كله .

سرعة تلاحق الأمور جعلتها تخاف، لكنها ظلت تستذكر لحظاتها الحميمة معه و فجأة رن جرس الهاتف مسبباً لها و لألسي الذعر .

ـــ ألو ؟...

ـــ كارين ؟

إنه الصوت الذي يجعل خفقات قلبها سريعة على غير عادة .

ـــ أجل يا برايان ... كيف حالك ؟

ـــ جيد تمتلكني الوحشة، أواثقة أنكِ لن تستطيعي المجيء إلى هنا في نهاية تموز بدلاً من نهاية آب ؟

أحست برغبة في رؤيته، و لمسه فاحترق وجهها بنار الذكرى :
ـــ ستدهشك سرعة قدوم نهاية آب و عندها ستضطر إلى الإعتياد على وجودي منذ ذاك الوقت فصاعداً لذا أنصحك بأن تتمتع بوحدتك ما دمت قادراً على ذلك .

بعد هنيهة من التردد قال :
ـــ لقد ذهبت لأشتري لكِ خاتم الخطوبة، فوجدت اثنين أعجباني، و لكن الرأي الأخير لكِ، سأحضرهما معي الشهر القادم .

ـــ و هل أنت قادم إلى سولت لايك ؟

فضحك :
ـــ لِمَ الدهشة ؟ أنسيتِ أن خطيبتي تعيش بها .

تسارعت دقات قلبها إثر هذه الكلمات :
ـــ يبدو هذا الكلام جميلاً، كيف عرفت مقاس الخاتم ؟

ليل المرايا // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن