مستذئب من شارع الهرم ( كامله )

34

فتحت باب منزلها بعد قضاء يوم عمل صاخب .... فهي منذ ذهابه العاصف من مكتبها و بعد حديثها الحزين مع صديقتها ..... قضت باقي يومها بين ملفات انواع جديده من الاجهزه الطبيه .... و بين صراع عقلها و قلبها و حيرتها اللانهائيه في مصير علاقتها بهذا الملك المتعجرف.

ما ان اغلقت باب منزلها حتي توسعت عينيها علي اخرهم في صدمه و هي تري منزلها و لم يستوعب عقلها ما تراه .... هل حقاً فعل ذلك من اجلها .... كيف دلف الي المنزل ..... متي استطاع فعل ذلك
تدفقت العشرات من الاسئله في رأسها و لكنها تجاهلتها لتتأمل المكان حولها بفرحه شديده .

قفزت صارخه بفرحه شديده و هي تري تلك الاريكه الجلديه البيضاء المشابهه لاريكتها المفضله في بيتهم الزجاجي .... و امام الاريكه توجد تلك الطاوله البيضاء أيضاً و التي طالما مددت قدميها فوقها اثناء جلوسهم علي الاريكه و مشاهدتها للشلال .... و نظراً لعدم وجود شلال قد قام بتبديل شاشتها التليفزيونيه القديمه باخري حديثه عملاقه يمكنها الاتصال بالانترنت و إمكانيات اخري عديده .

و لم يكتفي بذلك فقام بنثر المئات من الورود الحمراء و البالونات و شرائط الزينه الملونه اللامعه .... و تتوسط الطاوله امام الاريكه وجبه كبيره من مطعمها المفضل kfc و زجاجه كبيره من مشروبها الغازي الأقرب الي قلبها .... حسناً لو قفزت صارخه الان من الفرحه هل سيشكيها الجيران الي الشرطه بتهمه الازعاج..

و لكن ما ان اقتربت و رأت تلك الورق علي الطاوله و قامت بقرأتها حتي سالت دموعها انهاراً .

("' و يسعدني ان امزق نفسي لأجلك ايتها الغاليه
و لو خيروني لكررت حبك للمره الثانيه ""
اعلم غاليتي اني استنزفت كل فرصي لديك و لكن ما لي سوي انتظار كرمك باعطائ فرصه اخيره للحياه يا كلي و حياتي و أغلي ما املك ) .

ها هو يزيد من تخبطاتها اكثر و اكثر ..... حقاً لا تعلم ماذا تفعل معه ..... فهي منذ يومين فقط قد تمكنت من اتخاذ قرار السفر ..... و أخيراً قررت تجاوز مع حدث معها و ترك البلاد نهائياً .... ليأتي هو لها قالباً عالمها رأساً علي عقب ..... و ها هو يتسلل من جديد الي خلايا قلبها كالمحتل الذي يرفض تحريرها من اسر عشقها له .

جلست علي الاريكه بعد ان نزعت حذائها و هي تضم جزء من الورود و البالونات الي احضانها و لم تستطع اخفاء لمعه اعينها و هي تنظر الي التغيير حولها .... و لكن تحولت تلك اللمعه الي ابتسامه ضاحكه و هي تتلمس الورقه الموضوعه بجوارها علي الاريكه و تحولت ابتسامتها الي خجل و هي تري كلماته العابثه

" ليتني اريكتك المفضله حتي احتويكي بين احضاني ليلاً و ابداً ."

مدت يدها يدها تفتح العلبه الكرتونيه التي تحتوي علي الدجاج المقلي و التي تحبه بشده و لكن ما لبثت ان توسعت ابتسامتها و هي تري ورقه اخري فوق الطعام مكتوب بها.