37

5.4K 376 27
                                    

هل تعلم تلك الصغيره كيف لضحكه منها العبث باعصابه جميعها .... ان لمعه الفرحه بأعينها تتلاعب عبثياً بدقات قلبه الهادره لفرحتها ..... ان سعادته ترتبط بسعادتها و كأن بينهم ميثاق غليظ. .... يكاد يضم العالم بين ذراعيه فرحاً لسعادتها الان ... تلك الطفله الصغيره قفزت صارخه بفرحه و هي تري عائلته امامها فقد احضر لها عامر و اسراء و الملكه سمرا ..... و بالطبع لم ينسي ان يأتي لها بمحمد صديقها الاقرب .... و الذي كان إحضاره إلي هنا من المستحيلات بسبب حجمه كعملاق ..... فهم و ان كان حجمهم اكبر من احجام البشر. ..... الا ان محمد وجوده كان بغايه الصعوبه .....و خاصه نقله من منزل شارع الهرم و الذي يعد بوابه سريه لعالمه إلي هذا القصر الذي امر بتحضيره منذ بعض الوقت ليحقق لها حلمها الذي قصته له ذات مره و هم ساهرون ببيتهم الزجاجي تحت ضوء القمر في ذلك اليوم في مملكته  ..... و ها هو قد حقق لها حلمها في الوقت المناسب في محاوله للتقرب إلي قلبها .

قفزت صارخه بفرحه و هي تركض و ترمي نفسها في احضان اسراء و التي كانت تعد الصديقه الأقرب منها في مملكه المستذئبين .... طال احتضانهم و قد اشتاقوا الي بعضهم البعض بشده .... لقد فقدت عهود الامل في رؤيتهم مره اخري .... تمزقت في تفكيرها  كونهم مجرد حلم وهمي مر علي عقلها في غيبوبته .... و كونهم حقيقه نزعها سلمان من يدها بمنتهي العنف و التعنت ..... و لكن ها هي تتاح لها الفرصه لمقابلتهم و احتضانهم مره اخري .

خرجت من احضان اسراء و سلمت علي عامر بحب اخوي شديد ثم نظرت إلي محمد اخيها الصغير و الاقرب الي قلبها فذهبت اليه بخطوات سريعه و هو يفتح لها ذراعيه و تلمع اعينه بسعاده لرؤيتها بخير .... احتضنها بحب اخوي ضامماً اياها بين ذراعيه العملاقين و كم بدي منظرهما مثيراً للضحك و بشده ......  تلك الصغيره تلف يديها حول جزء من عنقه و هو يضمها بيداً واحده يخشي ان يضمها بيديه فيؤذيها و هو يعلم حجم قوتها و مقدار تحملها الحقيقي ..... فلا طاقه لها بضمه واحده منه .

ابتعد عنها بهدوء وعينيهما تلمع بفرح وسعاده .... هو لا ينكر ان لتلك البشريه مكانه في قلبه لم يصل لها احداً من قبل ..... فهو طالما ابعده والده عن باقي جنسه و اهلكه بتدريبات شاقه تستنفذ وقته و ايامه منذ ان بدأ يشتد عوده .... يزيده قوه ليتمكن من اداره شئون الاماره بعدل و حكمه من بعده .... وةجاءت تلك البشريه هادمه كل حوائط والده العازله .... مقتحمه عالمه الصغير لتصل إلي مكانتها تلك تاركه في قلبه عشرات الذكريات التي يعلم انه لن يتشاركها مع سواها .

ابتسما لبعضهم في هدوء غافلين عن مرجل النار المشتعل غيرة خلفهم و هو ينظر لطريقه احتضانهم الودوده ..... تحتضن ذلك العملاق .... و هو العاشق المتيم بها لم تنظر له نظره رضا و سماح واحده حتي. ... حسناً فقط ترجع له .... يضمنها بين احضانه و بعدها يبعدها عن ذلك العملاق و سيعمل جاهداً علي ان لا تلقاه مره اخري ..... فقط ليتحلي بقليل من الصبر.

مستذئب من شارع الهرم ( كامله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن