☆النهاية☆

126K 2.8K 293
                                    

جالس على الأريكة يحتسي من قهوته ببرود،يراقب تلك النائمة على السرير بملامح متعبة،ليقاطعه من ذلك صوت جرس الباب،قطب حاجبيه باستغراب،فلا أحد يعلم بمكانه،اتجه بخطواته للأسفل يفتح الباب مباشرة.
أمي..
استنطق بتفاجئ ثواني ليصرخ بألم عندما جذبته من أذنه تصرخ به بعتاب.
لما لم تعد تزرني أيها الشقي،ألم تشتق لي..؟!
قهقه ببحته ليجذب والدته إلى أحضانه يعانقها بينما يردف.
تعلمين طبيعة عملي،رغم أنني لا ازورك كثيرا ذلك لايدل أنني لم أشتاق لك أمي..
ابتسمت والدته لتبادله العناق بقوة فهي قد اشتقت لابنها الوحيد،فقد مرت أكثر من أربعة أشهر منذ أن زارها،رغم أنه كان يتصل بها لكن ذلك لايشبع اشتياقها له.
تعالي..
تمتم بابتسامة ليتجه بوالدته إلى الداخل،جلسوا على الأريكة لتردف بتسائل.
أين ميسان..؟!
ليست في المنزل..
أجابها بهدوء بينما يتكئ على الأريكة بتعب،اقتربت من ابنها تمسك يديه بين خاصتها قائلة بحنية.
ابني ألم تمل من العيش لوحدك أنت وميسان فقط،لما لا تأتي للعيش معي في منزلي..؟!
حدق بها بهدوء وقبل أن يجيبها قاطعته بحديثها.
ألم تتخطى سايا بعد..؟!
تزامنا مع إنهائها لحديثها نزلت إيف ذلك الدرج المتقابل مع تلك الغرفة،اتجهت بسرعة خلف الحائط تسترق السمع،فقد سمعت سؤال والدة جيون الذي جعلها تفهم الموضوع خطأ.
بينما الآخر قد رأى ظل إيف ليبتسم بجانبية،وقد أشار لوالدته لجهة الباب.
أنتي محقة، أنا مازلت أحبها ولا استطيع التفكير بشخص غيرها أمي..
ابتسمت والدته على ابنها،فقد فهمت مقصده،كان يقصد تلك الواقفة خلف الباب تسترق السمع،بينما إيف تظن أنه يقصد سايا.
كاذب..
همست بارتجاف لتتجه إليهم،وقبل أن تصرخ به تقابلت مع والدته التي تحدق بها بابتسامة،قطبت حاجبيها باستغراب وكل مايجول في خاطرها.
--لما تبتسم،الا يجب أن تحزن على ابنها الذي لم يستطع نسيان زوجته المتوفية..
قاطعها من شرودها صوتها الهادئ.
هل بالصدفة تكونين حبيبة ابني..؟!
لم تعلم بماذا ستجيب فقط تحدق بها بتردد،وقد لاحظ الآخر ارتباكها لذا أجاب مكانها.
إنها زوجتي أمي..
وسعت والدته عينيها بصدمة لتستدير تحدق بابنها بغير تصديق،ابتسم على ملامح والدته ليهمس لها.
آسف لأنني لم أخبرك فقد حدث ذلك بسرعة..
لم تجبه والدته فقط تذرف الدموع بصمت،قطب حاجبيه بانزعاج فهو لايحب رؤية دموع والدته،اقترب منها يعانقها هامسا بصوت هادئ.
لما تبكين الآن..؟!
فصلت العناق تجيبه بابتسامة وسط بكائها.
ولما لا أبكي وابني الوحيد قد تزوج وأخيرا،رغم أنك لم تخبرني أيها الشقي..
أنهت حديثها تزامنا مع تأوهه بألم،فقد جذبت أذنه مرة أخرى إليها بقوة وكأنها تعاقبه،وقد حدث كل ذلك تحت انظار إيف التي تحدق بهم بابتسامة عكس داخلها الحزين،تمنت أن يكون لديها أم،تمنت أن تضحك وتلعب معها،ان تحكي لها القصص قبل النوم وتقبلها مثل الأطفال الآخرين،لكن الأقدار لا تسير كما نريد،فهي توفت أمها وهي تنجبها،لم تتسنى لها الفرصة لرؤيتها وتقبيلها،كل ماتبقى لها من والدتها هو صورتها ورائحتها العالقة في ملابسها.

°عِــشــقُ سَــادِي°Where stories live. Discover now