الفصل التاسع..

448 32 9
                                    

نكمل روايتنا(جريمة حُبّ)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٩..
__________________________
جرت جود على الفور لأمها حينما استمعت لتحطيم قوي بـغرفة أمير، لتردف جوليا قائلة:
-جود حبيبتي متركزيش في أي حاجة هنا استمتعي بوقتك وبس.
-مش ممكن عمو يكون اتعور!
-ركزي في نفسك وبس.
أومأت لها جود لـتتركها وتصعد لـغرفتها وهي حزينة من أمها ولأنها لن تستطيع تفقد حالة أمير الذي يبدو أنه غاضب للغاية وقام بتحطيم غرفته بأكمله من شدة غضبه كلما تذكر ذلك الحادث.
لـتجده جوليا حاملا مسدسا ويقترب منها وهو يضعه على عنقها، لتتراجع جوليا للخلف حتى اصطدمت بالحائط من خلفها لـيقول بأعين حمراء كالدم برزت بها عروقه:
-عرفتِ منين الموضوع ده؟
تبادلت النظرات بين مسدسه وعينيه، لـتشعر بغضبه ولكنها جوليا الساعي التي لا تهاب شيئا لـتقول بنبرة بادرة ومستفزة بعض الشيء:
-معقول زوجة قناص وتموت!!! مش عيب في حقك ده!
زاد من ضغط المسدس على عنقها، لـيقول بنبرة قوية ونظرات مرعبة للجميع سواها:
-عشان أنا اللي قتلتها.
دفعها ليصطدم رأسها بالحائط ويتركها ويغادر، لا تعلم لما ارتجفت قدميها لتسقط أرضًا أعادت خصلاتها للخلف لـتفكر في الأمر كيف قام بقتلها ولِمَا ألم تكن زوجته!
أحقا هو خائن لتلك الدرجة حاول قتلها ومن قبل قام بقتل زوجته، أم يتلاعب بها!
ليأتي الصباح ولم تنام من شدة التفكير بالأمر، من يكون ذلك الشخص ولما يفعل هذا!
كان يراقبها من نافذته لـيجدها تراقب ابنتها التي تجري وتلعب بالحديقة أمامهم؛ فهما انتقلوا من الفندق لمنزل واسع وجميل.
دلف أدهم وبيده عدة أوراق ليترك كلا من جوليا و جود دون إلقاء التحية، فهو يكرهمها للغاية.
لـيهبط له أمير وأخذ يتفحص الورق بهدوء وبطء كعادته يبدو أنه تخطى الأمر سريعا، لـتدلف جوليا للداخل وكادت أن تصعد لـغرفتها حتى وجدته يقول:
-جهزي نفسك عشان هنسافر للقصر.
عقدت حاجبيها من تفوه لـكلمة قصر! أحقا يعيش بقصر بمفرده! أم ماذا؟
-ألن تتركهم هنا؟
نظر له بحدة لـيتراجع عن كلامه ويقول:
-أفعل ما يحلو لك، لا يعيرني الأمر.
-ولكن لِمَا تبدو غريب؟
-أنا بخير أدهم.
-حقا؟
-كم مرة يجب عليّ إعادة حديثي!
-حسنا لا عليك.
تركه أمير وغادر وصعد لغرفته، لـيشعر أدهم بالريبة ويتابع جود وهي سعيدة بالحديقة وأنها بمكان جديد غير منزلها التي لم تكن تتركه سوى للمدرسة.
بدلت ثيابها لأخرى نظيفة وأنيقة، كان ثوب أبيض طويل يصل لكاحلها وبأكمام طويلة تبدأ من بعد الكتف، ارتدت حذاء أبيض يناسب الثوب وصففت شعرها لتنظر إلى المرآة وتشرد بها وبذكرياتها.
-لقد وافق على هذا لا تنادين باسمه هكذا.
-نعم كان بحاجة للمال، لذلك قام ببيعك وأنا قمت بشرائك لـ ليلة واحدة.
فُتح الباب ودلف على الفور وهي يصوب سلاحه للأمام، لـيخفض يده حينما رأى المرآة محطمة وقطرات من الدم تتساقط أرضًا وتنظر لانعكاسها بالمرآة بجمود ومن ثم بابتسامه باردة ليندهش على الفور من الأمر ويتقدم منها ممسكا بيدها التي تنزف قائلا:
-مفيش داعي تحسي بالذنب من كلامك امبارح.
نظرت له وعقدت حاجبيها باستنكار، لـتقول:
-إحساس بالذنب! وندم!
-كلمات ومشاعر مش موجودة في قاموسي.
جذبت يدها منه وهي تقول:
-في اسعافات أولية؟، هقدر أساعد نفسي.
-ربما لا تعلمين الأمر، ولكنك باردة.
نظرت للباب لـتجد ابنتها تقف خائفة من الدماء لتفسر سبب حديثه بغير العربية، لتتقدم من ابنتها وهي تقول:
-متخافيش جرح بسيط.
ابتسمت لها وغادرت الغرفة لـيتقدم أمير من جود واضعا يده على كتفها متساءلا:
-متأكدة إن دِ واحدة ست!
عقدت جود حاجبيها معا، ليصحح قوله:
-أقصد يعني عندها مشاعر وقلب!
-يووووه خلاص.
تركها وذهب خلفها ليجلب الإسعافات الأولية وهو مندهش منها قامت بتضميد جروحها ربما كانت تشعر ببعض الألم، ولكنها جوليا التي لا تظهر ألمها أمام حد أو ربما.
ربما خائفة أن تصبح بمظهر الضعيفة!!!
استقلوا جميعا السيارة بعد أن قامت جوليا بمساعدة جود في ارتداء ثيابها، وغادروا نحو المطار بهويات أخرى مزيفة.
كان أدهم من يقود، بينما أمير شعر بحركة غريبة خلفه لـيجد سيارتين تتبعهم لـيخرج سلاحه ويقول لأدهم:
-تولى أنت القيادة.
ليسرع أدهم في قيادته، بينما جوليا تحتضن جود وتخبئها بداخلها.
-اخفضي رأسك.
ليسحب الزناد الخاص بمسدسه ويخرج مقدمته من زجاج سيارته مصوبا على إطار السيارة لتصيب رصاصته بالفعل وتنحرف السيارة عن الطريق.
بينما الأخرى قادت بأقصى سرعتها لتقطع طريق أمير من الأمام ويخرج مَن فيها لـيصوبوا نحو السيارة ولكن أدهم يرجع للخلف بسرعة كبيرة.
أوقف أدهم السيارة لـيخرج هو الأخر مسدسه وينظر لأمير الذي هبط من السيارة وكذلك الأخرون لتبدأ حرب النيران بينهما.
وبطبيعة عمل أمير كان متفوق عليهم، فهو يعلم كيف يتخلص من عدوه بطلقة واحدة.
كان أدهم يصوب للأمام، لترى جوليا أحدهم يصوب مسدسه نحوه لتفتح الباب وتصطدم الطلقة بالباب لـينظر لها أدهم ويُشتت انتباهه ليـصاب بطلقة في كتفه لتشهق جوليا وتصرخ جود من منظر الدماء.
ليحاول أمير أن يتقدم من صديقه ولكن رصاصاته نفدت ليخفض مستواه ويقوم بتعبئة خزنة مسدسه الفارغة، هبطت جوليا وهي تنظر حولها لتتمكن من وضعه في السيارة كادت أن تُصيبها رصاصة لتجد نفسها تفادتها بسبب أمير الذي كان يقف خلفها.
لتضع أدهم بالسيارة وتجلس بجانبه، وكان أمير يحميهم بجسده ومسدسه الذي لا يخطيء في التصويب أبدا.
تمكن من الانتهاء منهم بطلقات نارية أدت إلى وفاتهم جميعا، فهما حاولوا قتل واحد من أفضل القناصين.
استقل السيارة لـيقودها ويغادر المكان يبدو أنه مكان هاديء بعض الشيء لا يسلكه أحد سوى للسفر أو الذهاب لنزهة بعيدة، لـيردف أدهم وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه وجوليا تضغط على جرحه العميق حتى لا ينزف المزيد من الدماء ويفقد وعيه:
-يمكنك تركي هنا سأتمكن من العودة لاحقا.
-يمكنك وضعي بإحدى المستشفيات.
-لن أتركك هنا وحدك.
-بحقك أمير، تلك ليست المرة الأولى يمكنك فعلها لا تقلق عليّ سأتمكن من العودة لأجلك.
عقدت حاجبيها من طريقة حديثه وكلماته التي توحي إلى بعض الريبة.
كان يفكر أمير وهو يشعر باضطراب، فهو يجب عليه اللحاق بالطائرة ويجب عليه إنقاذ صديقه أيهما سيفعل؟
_________________________
كانت ملك تجلس بجانب جويرية تحادثها في عدة مواضيع مختلفة لعلها تضحك وتنسى غياب جوليا ولو قليلا.
كان إياد يستمع لـضحكاتها لـينظر لها بطرف عينيه ويراها كم تبدو تلقائية!
قام أمير بتوظيف ذلك الشخص لحماية جويرية، لا يعلم لِمَا قام بذلك الفعل ولكنه يشعر بالمسؤولية اتجاه جوليا وعائلتها بأكملهم.
على الجهة الأخرى،،
كان حامد يجلس بجانب ريهام في المشفى وهي تحاول أن تستعيد عافيتها لتقول مازحة:
-مجربتش أبقى مهمة قبل كدة، واضح إن حياة الأغنياء صعبة.
-أكيد جوليا هانم لما ترجع وتعرف باللي حصل هتأخدلك حقك، وأوعدك أنا كمان إني هحاسبه على اللي عمله فيكِ.
-وهو الغلابة ليهم حق! ولا بيعرفوا يخدوه من بوق الأغنياء يا حامد أنت غلبان أوي.
نهض بعنف وهو يقول:
-البلد فيها قانون.
-والقانون للأغنياء.
صمت حينما دلفت والدة ريهام لتطمئن عليها، احتضنتها ريهام بقوة وحب وهي قد افتقدتها منذ زمن فهي في خدمة جوليا من فترة طويلة ولم تكن تترك عملها سوى مرتين في السنة لذا تشتاق لأمها الذي علمت بعد الحادث بعدة أيام لتأتي على الفور وتطمئن على ابنتها.
-ريهام لازم تسيبي الشغل ده.
-وجوليا هانم يا ماما؟
-أهو كل المصايب جت من ورا جوليا هانم دِ، شوفتي حصلك إيه من وراها.
-أنتِ إيه ذنبك تتأذي بالشكل ده! ياريتها كانت هي وأنتِ لا.
غادر حامد الغرفة بعدما اطمئن على ريهام والتي كانت تتحدث إلى أمها متناسية ألمها.
استمعت ريهام لصوت ضجة بالخارج وكانت قلقة فهي استمعت لصوت قصي والذي كان قد أتى ليزورها بالمشفى أو لنكن أكثر دقة أتى لـيجبرها مرة أخرى لتخبره بمكان جوليا والذي هي حقا لا تعلمه.
كان حامد غاضب من رؤيته لـيقول:
-لو سمحت أتفضل ملكش هنا قرايب تزورهم.
ابتسم قصي لـيقول وهو يشير لحراسه:
-اللي عملته فيها أقدر أعمله فيك، عشان كدة بالذوق قولي جوليا فين.
-بعيدا عن إني معرفش هي فين، ولكن حتى لو أعرف مش هبلغك.
-ولو سمحت أتفضل قبل ما أبلغ الشرطة.
غضب قصي وكاد أن يلكمه حتى قبض حارسه على يده لـيقول:
-يا بيه مينفعش هنا.
نظر قصي حوله لـيغضب ويغادر المكان على الفور، فقد انجذبت بعض الأشخاص إليه.
__________________________
ابتسم أدهم وهو يودع صديقه الذي تركه بإحدى المستشفيات العامة، لـيقول:
-انتظرني سأعود.
أومأ له أمير وقام بجذب كلا من جوليا وجود لُيغادروا ويستعدوا للرحيل، استقل سيارة أجرة نحو المطار وكان صعب عليه التعامل مع الأخرين لذلك استخدم مترجم للغات أخرى ليتمكن من التعامل معهم بالإيطالية.
رفعت جوليا يدها لشعرها ليرى أمير تلك الدماء ويخفي على الفور يدها لتندهش من فعلته ومن قربه المفاجيء ليهتف بحدة وهمس:
-أنتِ مغسلتيش إيدك!
نظرت جوليا لـ يدهما سويا لتجذب يدها على الفور وهي تطالعه ببرود:
-كان يمكنك إخباري دون أن تلمسني.
جذبت معها جود لتذهب إلى المرحاض، ليتفاجيء أمير منها فهي على التوالي تدهشه.
قامت بغسل يدها من الدماء وعادت مرة أخرى له، ليبدأ في الإجراءات النهائية للسفر ولكنه اندهش حينما وجد جوليا تمسك بيده اليمنى وهي تبتسم للموظفة برسمية ليغادروا بعدما قام بختم جواز السفر، لـيبتسم بخبث ويميل عليها قائلا:
-أعتقد أن الرجال من يبادرون.
رفعت يديهما سويا أمامه لتترك يديه أمام عينيه مشيرة إلى بقعة الدماء التي تُركت أثر احتكاك يديهما سويا وتتقدمه وتذهب.
ليقف كالصنم فهو بدئ أمامها غبيا للغاية، لتتقدم جود من أمها متساءلة:
-ماما أنتِ هتتجوزي عمو أمير؟
-لا.
استقلوا الطائرة لـتذهب بهما إلى أميركا ويقوم باستقبالهم ذلك الوسيم المبتسم لهم كالبلهاء، لتردف قائلة:
-لِمَا يبدو كالأحمق؟
ابتسم أمير بهدوء ليهمس بجانب أذنها:
-لا تستخفين به، فهذا من حاول قتلنا قبل قليل.
تقدم أمير من ذلك الشاب لـيحتضنه ويبادله الأخر قائلا:
-أهلا بعودتك أخي.
أومأ له أمير ليشير إلى جوليا أن تأتي وحمل جود على ذراعه وتقدم نحو السيارة ليستقلها وكذلك جوليا، لـيردف قائلا:
-ما أخبار العمل؟
-تسير الأمور على ما يرام.
بعد فترة، قام السائق بالتوقف أمام قصر راقي للغاية بتراث غربي لـيردف السائق:
-وصلنا سيدي.
أومأ له جوزيف ليهبط من السيارة وكذلك الأخرون، ليمسك أمير بيد جوليا والتي اعترضت على الفكرة لتقوم بسحب يديها على الفور وهي تنظر له بغضب ونظرات مهددة.
كانت جود تراقب ما يحدث بينهما لتحزن على فراق أبيها، واختيار أمها لرجل أخر تمضي معه حياتها فهي مازالت صغيرة لا تفهم ما حقيقة الأمر؛ لذلك قامت بتفسير الأمور بعقلها الصغير.
دلفوا سويا للقصر، ليطالعها جوزيف بنظرات اندهاش وبعينيه العديد من الأسئلة من تلك الفتاة التي يقوم أمير باستضافتها في ذلك المنزل ليشعر بالحيرة في الأمر ويدعو أمه والتي أتت لتتقدم من أمير الذي احتضنها وقبّلته.
لـتنظر إلى جوليا التي كانت تنظر حولها بتفحص، لتتساءل:
-تلك ضيفتك؟
أومأ لها أمير، لـتنظر لجود التي التصقت بقدم أمها:
-ومن تلك الفتاة؟
-ابنتها، أمي.
عقدت حاجبيها عند قوله لفظ أمي، كيف؟؟؟
-ما علاقتك بها؟
-يمكنني إخبارك فيما بعد.
-حسنا، ولكن أين أدهم؟
-مازال عليه إنهاء بعض الأمور في إيطاليا.
-حسنا، نيسان.
أتت لها الخادمة وهي تحني رأسها للأسفل، لتقول:
-الغرف جاهزة؟
-نعم سيدتي.
-ما اسمك؟
-جوليا.
-وتلك الصغيرة؟
-جود، والآن سنرتاح قليلا استأذنك أمي.
جذب يد جوليا و صعد للأعلى لتذهب خلفهم جود مع الخادمة نيسان، لـيتقدم جوزيف من أمه متساءلا عن حقيقة الأمر ومن تلك الفتاة:
-أنا لا أعرف جوزيف.
-حسنا ولكن يجب عليكِ المعرفة، قد يكون جلبها لهنا لخداعنا.
-أخبرتك أمير لا يفعل هذا الأمر، لا يقوم بخداعي وخيانتي.
-لذلك اهتم بأمورك الخاصة.
غضب جوزيف وتركها لـيغادر، بينما تلك السيدة جلست على أحد المقاعد لتفكر في تلك الفتاة الغريبة والتي تغطي ملامحها بقناع بارد غامض لا يقتحمه أحد.
دلفت معه لأحد الغرف، لـيغلق الباب خلفه تاركا يدها لتتقدم نحو الطاولة التي قد وُضعت سابقا بالغرفة ليتقدم نحوها قائلا:
-تلك ليست أمي، ولكنها أمي بالقانون.
حركت رأسها يسارا لتنظر له بملامح لا تعابير لها، لتهاجمه بذلك السكين الذي التقطته وتضعه على رقبته لـيمسك ذراعها بقوة وتنظر له بحدة قائلة:
-إن تجاوزت حدودك مرة أخرى سأقطع تلك اليد، ومن ثم سأنتقم منك على تلك الرصاصة التي اخترقت كتفي من قبل.
دفعته ولكنه لم يتحرك لتتركه وتغادر حيث غرفتها والتي وجدت بها ابنتها والخادمة التي كانت تحاول التواصل معها ولكنها لا تتحدث العربية.
-شكرا على خدمتك.
أومأت لها نيسان لتتركها وتغادر، بينما جوليا تقدمت من ابنتها لتتسائل عن وجهها العبوس:
-مالك؟
-أنتِ بتحبي عمو أمير؟
جحظت عينيها وهي تستمع لابنتها، لـتصحح الأمر وتقول:
-متفكريش بالطريقة دِ، عمو أمير بيحاول يحمينا.
-من مين؟ وليه أنا مش في مدرستي؟
-ليه بعدنا عن بابا؟ ليه؟ ليه؟ ردي عليا.
-عمو أمير بيحمينا من ناس عايزين يأخدوكِ مني، وأنتِ مش في مدرستك عشان خطر عليكِ، وبِعدنا عن بابا عشان أنا و والدك هننفصل عن بعض.
بكت جود لتتقدم جوليا من الشرفة وهي تحاول ألا تستمع لبكاء ابنتها، فدموعها تحرقها وتجعلها مقيدة.
-تقدري تعيطي براحتك وأنا أحميكِ بالطريقة اللي تعجبني.
-أنتِ قاسية.
ابتسمت جوليا وهي تنظر لتلك الجنينة الواسعة أمامها، لتتحدث بداخلها متساءلة:
-أحقا هي القاسية أم تلك الظروف؟
-أحقا هي تحاول حماية ابنتها بالطريقة السليمة أم لا؟
أخذت شهيقا قويا لـتزفره ببطء وهدوء، لتعود تلك النظرة الباردة تحتل عينيها وتتقدم من الفراش بعدما ذهبت للمرحاض.
-مش هتنامي؟
-مش عايزة أنام.
-براحتك.
وضعت جوليا رأسها على الوسادة لتغمض عينيها ببطء مستسلمة لتلك الذكريات السوداء.
_______________________
كانت تستند على الحائط تجرب أن تسير بشكل مستقيم ولكنها شعرت بأن قدميها لا تحتمل كل ذلك الضغط لتسقط أرضا وهي تبكي، لتتقدم منها الممرضة على الفور وهي تساعدها على الجلوس على ذلك المقعد.
-حسنا يمكنكِ التجربة مرة أخرى، لا تيأسي.
-أنا فاشلة لا يمكنني المحاولة مرة أخرى، لقد سئمت من الأمر سئمت من محاولاتي.
-حتى وإن فشلت محاولاتك، لا تيأسي من التجربة مرة أخرى لعلها تصبح الناجحة.
نظرت لها الفتاة وهي تنظر لقدميها حاولت تحريكها ولكنها لم تستطيع لتنهار وتسقط باكية، لتتأثر الممرضة من الأمر وتذهب بها لغرفتها لتساعدها على الجلوس على فراشها وتتركها وتغادر.
بدأت في البكاء وحدها وجذبت ذلك الصندوق بجانبها لتفتحه وتخرج محتوياته لتلتقط يدها ورقة.
-" إلى تلك الأميرة، التي تجعل قلبي ينبض بقوة عند رؤياها أتمنى أن أراكِ بخير مرة أخرى".
-"يمكنكِ فعلها، سديم".
ازداد بكائها وهي تتذكره، لتكمل قراءة تلك الرسائل التي تعيد الأمل بداخلها.
-"سأعود لكِ مرة أخرى، لا تيأسي".
-"أنا خُلقت من أجلك، لذا افعليها من أجلي".
نظرت لقدمها وهي تتحدث بداخلها بأنها حقا ستتمكن من فعلها من أجله ولنفسها ستتمكن من العلاج ورؤيته مرة أخرى كما وعدها.
________________________
-هتبقى بخير صدقيني.
ابتسمت جويرية وهي ترتشف قهوتها لـتقول:
-أنا واثقة في بنتي، هتقدر تتخطى كل اللي هي فيه.
-وطالما واثقة بتفكري كتير ليه بقى؟
شردت جويرية قليلا، لتتذكر تلك اللحظة.
تتقدم منها بثيابها الممزقة لتتقدم نحوها وتلتقطها بيديها قبل أن تفقد وعيها رافضة العيش بذلك العالم، الذي لم يدعها تعيش بسلام كفتاة مسالمة.
كان إياد يتحدث لأمير عبر الهاتف:
-ما الأمر لديك؟
-لا تقلق.
-لذلك كلفتك بتلك المهمة.
-ولكن متى أصبحت تنقذ الناس بدلا من قتلهم؟
-العمل لأجل المال.
ابتسم أمير لـيقول:
-حسنا، سأتركك لعملك وإن حدث شيء بلغني بالأمر.
-حسنا سيدي.
أغلق إياد الهاتف ليجد خلفه ملك التي تحمل بيدها صينية طعام ليأخذها منها على الفور ويشكرها، لتتركه ملك وتغادر على الفور فهي تخاف كثيرا منه لديه وجه حاد مخيف بالرغم من بساطته وجمال ضحكته حينما يضحك.
ابتسم إياد وهو ينظر لصينية الطعام ليبدأ في تناول طعامه وهو يضع مسدسه على الطاولة بجانبه.
___________________________
أصبحت تخاف جدران تلك الغرفة، صوت ذلك الباب حينما يدخل للغرفة لتشعر بأنها حبيسة ذلك المكان ولن تخرج منه أبدا.
ألتلك الدرجة أخطأت باختيار قصي!!!
دلف مرة أخرى وهو يخلع جاكت بدلته ليرميه أرضا ويتقدم نحوها لتشعر بالخوف، ماذا سيفعل بها تلك المرة؟
-هالة.
-نعم؟
-خايفة مني؟
أومأت له ببطء دون أن تنظر له، وجدته يجذبها من فكها لـيقول:
-ومفكرتيش في خوفك مني لما كنتِ بتخونيني ليه!
ابتلعت لعابها ونظرت لداخل عينيه يعميها الغضب، لم يكن هكذا بل كان يحبها ويلبي لها طلباتها جميعا، لِمَا تغير؟
-وأنت إيه اللي خلاك متأكد إني خونتك! إيه دليل كلامها؟ إيه اللي يثبت إني خونتك مع أخوك!
-دِ واحدة كدابة، هتصدق كلام هي بتقوله.
تركها لـيصمت قليلا ويردف قائلا:
-تفتكري كنت هصدق كلام جوليا بدون دليل!
نظرت له باندهاش وعدم فهم، ليبتسم معتز بخبث ويخرج هاتفه ويعرض أمامها تلك الصور التي تجمعها بأخيه فقد أرسلت له جوليا العديد من الصور كتصديق على كلامها.
جحظت عينيها وهي خائفة، لـيخرج مسدسه ويصوب نحوها لتخاف وتتقدم نحوه تتمسك بقدميها وتصرخ أن يعفو عنها وأن يغفر له ذلك الخطأ الذي ارتكبته ليدفعها بقوة بقدمه.
-بيقولوا من الحب ما قتل يا هالة.
صرخت بقوة وخوف لتخترق الرصاصة قدمها ويتركها ويغادر قائلا:
-أنتِ طالق.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
.
يتبع:
______________________________

جريمة حُبّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن