الفصل السادس عشر (هدير السبب)

119K 5.1K 666
                                    

"الفصل السادس عشر"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
__________

"لا تسأليني لماذا أنتِ، فأنتِ إختيار القلب"
__________

هل يمكن أن تعطينا الحياة ما نريد دون أي مجهود يصدر منا؟ هل كل ما يدور بالعقل من أحلام يتم تحقيقه في الواقع، كيف يأتي من يتقبلك كما أنتَ حتى وإن كان لا يعلم عنك شيئًا، كل هذه الأسئلة كانت تدور برأس «خديجة» بعد مكالمته لها، وبعد تلك الرسالة التي أرسلها لها، وبعدما كانت على وشك النوم جفاها النوم و فَر بعيدًا ألم يكفي إضطرابات نومها ليأتي هو و يزيدها بأفعاله تلك، كانت تنظر للرسالة بعمق دون تصديق أن أحدهم أرسل رسالة كهذه لها، بعد ما يقارب خمسة عشر دقيقة من التحديق في الرسالة، وجدت نفسها تبتسم شيئًا في شيء، قامت بتسجيل رقمه على هاتفها ثم ارتمت على فراشها وهي تنظر لسقف الغُرفة دون جدوى، وعلى الرغم من السعادة البادية على ملامحها إلا أن هناك شيئًا بداخلها يثير القلق والتوتر والخوف مما هو قادم.

أما «ياسين» بعدما أغلق الهاتف حتى لا يزيد من تهوره، قام بفتحه مرةً أخرى، قام بفتح المحادثة الخاصة بها وبمجرد فتحه المحادثة ابتسم بعذوبة حتى أوشك فمه على التوقف عند هذه الحالة والسبب في ذلك هو ظهور صورتها بعدما قامت بتسجيل رقمه، قام بالضغط على الصورة لكي يراها بوضوح، كانت الصورة لها في شرفة شقتهم وسط الزرع الموضوع بها، وكان وجهها هاديء و ملامحها بها براءة كبيرة تجعلك تغرق في تفاصيلها، على الرغم من أن ملامحها عادية تُشبه غيرها من الفتيات، فهي فتاة متوسطة الطول، جسدها متوسط الوزن كغيرها من الفتيات لكنها دائمًا تُخفيه تحت ملابسها الفضفاضة، أعينها بُنية مُختلطة باللون العسلي،  بشرتها متوسطة اللون، يُقال عنها: "بشرة خمرية" لكن على الرغم من ذلك يوجد بها شيء مميز يجعل القلب يشعر بالراحة تجاهها، قام «ياسين» بتكبير الصورة ليغرق في تفاصيل ملامحها أكثر، وفجأة عنف نفسه ثم هز رأسه بقوة وهو يقول:

"لأ لأ أستغفر الله العظيم، في إيه يا ياسين، و بتقول مش مراهق، دا أنتَ غلبت العيال بتوع ثانوي"

قال جملته ثم قام بإلتقاط الشاشة على صورة «خديجة» و أغلق الهاتف بعدها، ثم قام وأمسك دفترها ليقرأ ما تم تدوينه به من قِبلها.
______________

في شقة «خالد» بعدما أوصل الفتيات إلى منازلهم وجلس برفقة والدته وأخته ثم أخذ أسرته وعاد إلى بيته، عند دخولهم الشقة كانت زوجته مُتزمرة بعض الشيء، لكنه لم يعلم السبب، فسألها بهدوء:

"مالك يا ريهام؟ شكلك متضايقة في حد زعلك؟"

هزت رأسها نفيًا وهي تُجبر شفتيها على الإبتسام ثم قالت:
"لأ مفيش يا خالد، أنا كويسة"

نظر لها مُتفحصًا ملامح وجهها ثم قال:
"لأ يا ريهام شكلك مش كويس خالص، لو فيه حاجة زعلتك قوليلي، لو إيمان قالتلك حاجة ضايقتك قوليلي برضه"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن