الفصـل الخـامِس

3.6K 566 186
                                    

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🥀

ما أجملَ هذا الصّباح الذِي يبدأُ بِرُؤية هذهِ
العصَافير وسماعِ ألحانِها وهيَ تُغرّد مِن حَولِهمَا. لقد
اِنتظرت آرِي هذه اللّحظة منذُ زمَن. حيثُ تلبسُ
زِيّها المدرسيّ، وتنطلقُ إلَى مدرستِها بِهمّةٍ
ونشَاط ڪغَيرِها مِن الأطفـال.

علَى عڪسِه هوَ! مَن إستَيقظ على ألَمٍ بِالمَعِدة.
فهوَ لا يُحِبّ المدرسـة، لأنّه يمقُتُ أن تغِيبَ اِبنتهُ عن نـاظِرَيه مِن جِهة، ويخَافُ علَيها مِن طِباعِ المُعلّمةِ والتّلامِيذ مِن جِهةٍ أخرى، ڪما حدث
معهُ أثناء مرحَلتِـه الدّراسِيّة.

«هل وَضعتِ ڪُلّ شيءٍ بِمِحفظتكِ آري؟»

«أجل أبي!»

فاهَت بِابتِسامة تُظهرُ أسنـانها ناصِعة البَياض
تستمِرّ بِالدّورانِ حَولَ نفسِها تتأمّلُ ملاَبِسها بِالمِرآة
مُعجبـةً بِتلك الجدِيلَتَين التِي صنعهـا والِدُها لهـا
أمّا عنهُ فيُراقِبُها بِسُرور على مُحيّاه.

وَبعدَ أن ذهبَ إلَى المطبخِ بِغايةِ إعادةِ ڪوبِ
الحليب الذي شرِبتهُ تَوًّا، إنتبَهَ لِعُلبـة الطّعام التّي
أعدّها لها فِي الصّبـاح الباڪر. لقد نَسيَتها معَ أنّهُ
نبّه عَلَيها بِأخذِ ڪُلّ ما قد تحتَاجُه هناك.

صَوتُ بوقِ البـاص المدرسيّ إنتشلَ ڪُلاًّ
مِنهُما مِن لحظتِهما تِلك، لِينتفِضَ على إثرِه يُسرِعُ
ناحِية حقيبتِها المدرسيّة يحمِلُها لها مُتجّهًا
للخارِج ثُمّ تلحقَ بِهِ هِيَ على عجل.

«إعتنِي بِنفسكِ آري، وقدّمي لأصدِقائكِ الحلوى
حتّى يُحِبّوكِ وَيعتنُوا بكِ»

نَبسَ بِتلعثِمٍ يقبِضُ على ما بِيدَيه بِتوَتّر
ثمّ إنحنَى لها لِتُقبّـلَ خدّهُ الطريّ بِحُـبٍّ فتلمعَ
حدقتاهُ بِسعادة، هوَ يُحِبّ عِناقاتِها وقُبلَها ڪثيرًا.
اِلتقَطت مِحفظتهَا مِن يدِه بِسُرعةٍ لِتصعد باصَ
المَدرسـة الذِي أقلَع، مُلوّحـةً لـهُ مِن ورَاءِ النّافذة.
ومَا إن همّ هوَ بِمُبادلتِها جحظت عينَاه لِحافِظة
الطّعام التي لازالت بِيدِه!

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن