الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)

124K 5.1K 889
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الثالث والعشرين"
__________

"حُسنكِ أغوى تائبٌ عن الحب..وفي لقاكِ ينبض القلب"

__________

الحب هو أن لا تخاف وأنتَ وسط بحر من الظلمات، أن تُسلم قلبك لقلبٍ أخر يعتني به، فيكون ذلك القلب لقلبك السكن والسكينة والمسكن.

في صباح اليوم التالي، كانت «خديجة» مستيقظة في غرفتها بعد ليلة هاجرها النوم بها، لم تستطع تفسير ما تشعر به، كل تلك المشاعر التي داهمتها بقوة نتيجة حديثهما سويًا، وليلة الأمس بأكملها، تنهدت بعمقٍ ثم إبتسمت وخرجت من غرفتها لكي تتوضأ وتصلي صلاة الصبح، وقفت أمام المرحاض ظنًا منها أن «أحمد» هو الذي بالمرحاض، فُتح الباب فجأة ولكنها تفاجأت بـ «طه» يقف أمامها وينظر لها مُتفحصًا، خشيت نظرته لها فأخفضت بصرها بسرعة كبيرة حتى تتحاشى النظر له فيصيبها الخوف، بعد تفحصه لها قال بنبرته الجامدة:

"أنتِ رجعتي إمتى إمبارح؟"

شحب وجهها من نبرته الجامدة، ومن طريقة إلقاء سؤاله ولكن ما أنقذها هو صوت والدتها حينما أتت مُسرعة من المبطخ وأجابته قائلة بثبات:
في إيه يا طه ما قولتلك رجعت بعد ما أنتَ نمت علطول"

زاره الحرج من سؤاله وطريقته التي خرجت جامدة بعض الشيء ، لكنه حمحم بإحراج ثم قال:
"أنا مش قصدي حاجة يا زينب، أنا بطمن عليها بس، عن إذنكم"

ألقى حديثه، وفر من أمامهن، أما «زينب» ربتت على كتف إبنتها بهدوء وهي مبتسمة ثم قالت:

"أنتِ خايفة ليه يا خديجة؟ ياسين دا جوزك والناس كلها عارفة يعني مفيش حاجة عيب ولا حرام"

أومأت لها «خديجة» في هدوء، ثم دخلت المرحاض وهي تشعر بالتوتر والخجل تحديدًا من حديث والدتها عن «ياسين» فهي فهمت أن والدتها تُشير إلى فعلته بالأمس.

تناول والدها وجبة الإفطار ثم ذهب مع أخوته العمل، أما «خديجة» بعد صلاتها، بدأت في مساعدة والدتها في العمل بالبيت كعادتها، وبعد قليل صدح صوت جرس الباب، توقعت أنه «وليد» وبالفعل كان هو، دخل بمرحه المعتاد ، رحبت به «زينب» ثم قالت:
"إيه طارق مديكم إعفا ولا إيه النهاردة ؟ أنا قولت هتصحوا من الفجر"

إبتسم لها ثم قال:
"لا مش لدرجة إعفاء، كل الحكاية إنه راح يوصل عبلة الكورس، وهيروح بعدها الشركة وأنا وأحمد هنروح وراه"

أومأت له «زينب» وقبل أن تجلس بجانبه، تحدث «وليد» قائلًا:
"لأ أنتِ هتقعدي ولا إيه؟ جهزيلي فطار أنا وأحمد، أمي نايمة ومحدش فطرني"

إبتسمت له ثم قالت بحماس:
"بس كدا ؟ أنتَ تؤمر يا حبيب قلبي، واحلى فطار لعيون ليدو حبيب زينب"

نظرت لهما «خديجة» بسخرية ثم قالت:
"والله؟ مانا من الصبح قدامك وعمالة أروق مشوفتش حتى بوق مياة؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن