الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)

102K 4.8K 937
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الخامس و الثلاثون"
___________

"منذ رؤياكِ أكتشفتُ نوعًا أخر من الغرق، وهو الغرق في عيناكِ عزيزتي"
___________

وقعت بِحُبكِ كما الأسير، ولكن بعد حبكِ أصبحتي لي ملكة وأنا لكِ أمير، و في بُعدكِ كأعمى يسير في الطرقات مُشتتُ وقلبه في حُبكِ بَصير.

نظرت لها «خديجة» بتعجب وهي تقول:
"يعني إيه مش فاهمة، إزاي مع حضرتك ومع ياسين؟"

إبتسمت الطبيبة بهدوء ثم أردفت قائلة:
"يعني يا خديجة علشان تتعودي تتكلمي مع أي حد بعد كدا، لازم تتعودي تتكلمي مع اللي أنتِ متعودة عليهم، يعني أخواتك و قرايبك، لو في أي ناس في حياتك تقدري تتناقشي معاهم، كل دا هيكسر حواجز الخوف عندك ومرة مع مرة تتعودي على الكلام مع أي حد"

سألتها «خديجة» بتعجب بعدما قطبت جبينها:
"طب وفكرة الكتاب لازمتها إيه؟"

إبتسمت الطبيبة ثم أضافت:
"علشان عاوزة أعودك على المناقشات يعني الكلام يبقى رايح و جاي، متكونيش بتسمعي بس"

أومأت لها «خديجة» بتفهم ثم إبتسمت بهدوء، بينما الطبيبة تنهدت بهدوء ثم قالت:

"الرُهاب أنواع يا خديجة، محدش بيصحى في يوم و ليلة يبقى عنده خوف من التجمعات كدا، لأ، الموضوع بيجي من التراكمات، أنتِ بقى يا خديجة هتتعاملي على إنك لسه في مراحل الرُهاب الأولى يعني مش واصلة للدرجة اللي أنتِ كنتِ فيها، يعني تتكلمي عادي، لو جاتلك فكرة قوليها من غير خوف، اجتمعي مع ناس أكتر، في إيدك حاجات كتير تعمليها علشان تخرجي نفسك من القوقعة دي"

نظرت لها «خديجة» بتعجب ثم قالت:
"بس إزاي، هو مش من ضمن خطوات العلاج النفسي إعتراف المريض بمرضه، يعني إزاي أقلل من رُهابي الإجتماعي؟"

أومأت الطبيبة في تفهم ثم قالت:
"مش كل الأمراض النفسية بتتعالج لما نعترف بوجودها،في أمراض نفسية بتتعالج بالإنكار، يعني الشخص يتحدى خوفه ويقول أنا معنديش كذا، ساعتها بس يقدر يتغلب على مخاوفه لإنه ببساطة مترجم عقله الباطن على إن المشكلة مش موجودة، تمام يا خديجة؟"

أخذت «خديجة» نفسًا عميقًا ثم أومأت مُبتسمة، بينما الطبيبة قامت وأعلنت عن إنتهاء الجلسة، خرجت «خديجة» من الغرفة مُتغيرة الحال وكأنها تبدلت بأخرى في تلك الغرفة، نظر هو لها بإندهاش حينما رآى بسمتها المرسومة على شفتيها، وحينما إقتربت أكثر حتى تقف أمامه، وجدته يبتسم بسخرية ثم تبعها بقوله:

"الضحكة من الودن للودن يعني؟خير ،لازم أجيبك للشيخة هناء؟"

إبتسمت على جملته ثم قالت:
"طب يلا ننزل من هنا وأنا هفهمك"

أشار لها بيده ثم قال:
"طب قدامي يا خديجة، علشان أنا على أخري"

نزلت من العيادة تسبقه في خطواتها وهو خلفها ينزل الدرجات بتعجب من التغير الذي طرأ عليها، لكنه تنهد حينما تذكر بسمتها له، خرج من العيادة وركب سيارته وهي فعلت مثله بهدوء، نظر لها ثم قال بنبرة هادئة:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن