الفصـل العـاشِر

2.6K 434 175
                                    

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🥀

لَـيست الغُربة غُربةَ الأوطان؛ إنّما الغُربة
يَا سادة بعدٌ عن الأهلِ والأحِبّة، وَتلك الغُربة الأشدّ
عنفًا وقهرًا. تغتصبُ الشّباب فينَا وَتطعمُنا شيبًا وإن
لم يكُن الشّيب عيبًا! غربة الأوطانِ قدَر، وغربةُ الأحبّة
قَهر؛ يدفنُ الرّوح بَين ثنايا الذّكرياتِ الحزِينة.

وُقوعُ تـايهيـونغ بعدَ رڪضِه المُبعثـر خلفَ سيّارةِ
السّيدِ جيون؛ جعلَ مِنهُ يذرِفُ الدّموع، لَيسَ بِسببِ
سُقوطِه العنيف على الأرضيّة الصّلبة، وإِنّمـا بِسببِ
غدرِ صاحِبِ اللّحية البَيضاء الذي إنتشلَ مِنه
فلذةَ ڪبِدِه وَوحيدته، آرِي.

«ء ء آرِي!»

ڪانت تِلك أسوء لَيلةٍ تمُرّ على قلبِ
البندُقِيّ، فبعدَما إفتعلهُ الأڪبر بِه، لَم يجد نفسهُ
إلاّ وسطَ العتمـة، بِثِيـابِ المشفى الخفيفة وعصابةِ
الرّأس، في مڪان يجهلُ معالِمهُ، ڪل ما يُميّزهُ
هوَ نسمـاتُ الهواءِ البـاردة ڪالصّقيع!

اِنزَوَى إلى شجرةٍ فارِعة الطّول، ڪأنّها
غصنُ البـان، يحتمِي بَينَ أغصانِهَا ويتدثّر بِأوراقِها
النّدِيّة المُترامِية الأطراف، ولَم يڪُن وَنيسُهُ
سِوى صَوت قرقرةِ بطنِه.

هوَ لمَ يحظى بِوجبَاتِه مُنذُ
دخولِه المشفى هذا الصّبـاح، وَهذِه ستڪون
أوّل لَيلة لهُ مِن دونِ صغيرتِه، هوَ يشتاقُ
لِاحتِضانِها مُنذ الآن بِالفعـل!

لطالَما گانت أحاسِيسُه وِسامًا يَتألّق علَى عُنقِها
جعلهـا تمرحُ فوق بستانِ فؤادِه وَتُغرّدُ گالبُلبل فَوق
أغصانِ ذِكرياتِه، اِبنتُـه ڪانت شمس خافِقهِ التِي لا
تغِيب، وَنجمَ سمائِه الذِي لَا يأفل، هيَ أنوارٌ
في وجدانِه لا تضمحِلّ أبدَ الدّهر.

«تاي تاي خـائِف! تاي تاي يُريد آري»

أخـذ يُردّدُ إسمها مِن بَين أنفاسِهِ التِي يستلُّها
بِمشقّة، فِي حِينِ أنّهُ يجلِس القُرفصـاء، ويضُمّ وجههُ
لرُڪبتَيه يحتمِي بِهِما، خـاصّةً وأنّ أصوَات الڪلاب
والصّراصير أخذت تعلو بِالقُربِ مِنه، ماجعلَهُ يغفى
على تِلكَ الحـال والدّموع مُتحجّرة
أسفلَ وجنتَيه الشّـاحِبة.

لأنّكَ أبٌ عظيـم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن