#الزمردة
#الذئبيجلس في بهو المنزل أمام التلفاز برفقة أبيها كأنه بيته مربع الساقين، مُشمر أكمام قميصه
باهمال زاده حلا، وفي يده طبق من نصيبه من الغداء فقبل أن يمس أحد الطعام أتى صوت مُحمّد الجادي يقول:
-سالي، شيلي لنجم الدين نصيبه عشان هو بيحب ورق العنب.حينها فقط رفعت عيناها المصدومتين من اريحية التعامل بينهما، علاقة عبرت عن مدى الحب الذي يكنه لابن صديقه ولم تخطَ به هي فـ هنيئًا لك يا نجم الدين، حظيت على الحب لم احظ عليه أنا ابنته، وكما لاحظ مُحمّد صدمتها لاحظ العتاب الصامت في حدقتيها قبل أن تنهض متعللة بالشبع، لكن الآن هو اندمج مع حديث نجم بصورة مُبهرة، تعالت القهقهات بينهما، وحظت اللاعيبة منه على السُباب في المباراة ودون ارادة وجدت نفسها تميل على الترابزون ترى صورتهما الحلوة في عينيها غير واعية لتلك البسمة التي زينت ثغرها ببلاهة، لحظات ووجدت أمها تقبل على مجلسهما تحمل صنية فوقها طبقين من الأرز بحليب كحلوى، تضعها على الطاولة ليرفع نجم الدين رأسه يسألها بعتب:
-إيه ده يا سالي؟توسعت عيناها ارتياعًا وسألته بقلقٍ:
-في إيه الأكل مش حلو؟غازلها بشقاوته الرائعة:
-يا قمر أنتَ أي حاجة منك حلوة، لكن ينفع رز بلبن من غير مكسرات؟نظرت له بيأس وهمست ضاحكة بعد أن تبادلت النظرات مع محمد الذي ضحك بدوره:
-هجيب المكسرات، أي حاجة تانية؟قال ببسمة واسعة:
-القشطة، أوعي تنسيها.هوَّمت سالي برأسها بيأسٍ وهي تضحك، في نفس الوقت الذي اقبلت رُوبين على مجلسهم وهتفت ساخرة:
-اللياقة البدنية في ذمة الله.طالعها بنظرة جانبية واشاح برأسه تجاه أبيها يقول:
-قول لبنتك توعى من قدام الشاشة عشان الماتش، وتخليها في حالهاتأوهت بتهكمٍ وهي ترد:
-آه عفوًا أصل الباشا مضايق عشان كده مش عايز يتكلم معايا.ثُمَّ التفت إلى أبيها تعقب بحزمٍ:
-قوله لو عايز يقولي حاجة يتكلم معايا أنا.جذب نجم رقبة مُحمّد وزمجر بتوعد:
-خليها تبعد عن وشي ومتتعاملش معايا.جلست بالقرب من مُحمّد بعفويةٍ وجذبت رقبته لها كي يطالعها بمقلتيه الحنونتين:
-قوله أنه هو هنا في بيتي، وطول ما هو في بيتي يبقى يتكلم معايا وش لوش.جذب نجم عمه له وقال بحدةٍ:
-قولها إني في بيتك أنتَ.همت رُوبين بجذب أبيها حتى استوقفها صائحًا:
-بس أنتوا الاتنين، واحترموا إني قاعد وسطكم.اكفهرت ملامح كليهما واعتدلا في جلستهما ناقمان على اجحاف مُحمّد لهما ليتمتم نجم مغتاظًا:
-طبعًا ما هي بنته.بينما قالت هي بغيظٍ:
-طبعًا ما هو أبن صاحبه.هزت سالي رأسها بعدم استعياب لمشاكستهما الطفولية، وما أن همت بالالتفاف نست ما طلبه منها فعاودت سؤاله:
-قولتلي عايز إيه يا نجم؟صاح كليهما في الوقت نفسه:
-سم هاري!
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...