متاهةً الذاكرةَ

99 17 12
                                    

لحنَ احتكاكَ السيوفَ
صراخَ البشرَ، رائحة الدماءُ
نشوةَ ما قبل الانتصارَ  ،  انهيار ما بعدَ الهزيمةَ
وجعَ الجريحَ،  ارتباكَ الجندي
خوفَ النساء والأطفالَ
معاناةَ الخيولَ العاجزةً
انت كلَ ذلكَ
لتستيقظَ مفزوعاً من كابوسَ مرعبّ


♡~♡~♡~♡~♡

سألتهُ بأمل:
- حقاً ؟

- أراكِ في أحلاميَ.. وأرى أَخرين .. أحلم بوجوهكمَ .. لكن لا أعلم من أنتمَ، أنها مثل الوميضَ الذيَ يأتي ويذهبَ أنها تراودني منذَ أشهرُ .


قال ذلك ونظر إلى وجهي فشعرت بالحزَن وقمت اجلسَ إلى جواره على الأريكةَ :


- نعم، هذا رائعُ .. سوف تتذكر كل شيء قريباً.. لكني أريدك أن تتمتع بالاِصرار الذي كنت تتحلى بهُ في السابق.. عندما كنت في باروسَ .


تمتم بهدوء :
- باروسَ ؟


- نعمَ يا عزيزيِ.

- تلك الأسماء ليست غريبة عنيَ.

ابتسمت وقلت بلطفُ :
- وهذا يعني أنك تعرف ولكن هناك أمر طارئ عليك.. يكفي فقط أن أقوم بتذكيرك ألَيس  كذلكُ؟


أطرق ولم يقل شيئاً فوقفت وتركتهُ لكي اخرج وقبل أن أضع يدي على مقبض الباب التفت وقال  بارتباكُ :

- أنا أتذكر أنني ركضتَ على شاطئ البحر معكِ .. ولكنني مشوش جداً، هناك بعض الأشياء في عقلي لا أستطُيع ترتيبها انها كثيرةَ ولكنَ عشوائية انها مثل القطعَ الناقصةَ من الاحجيةَ  من المؤسف حقاً أن يكون للمرء ذكريات يشُك في صدقها .


- جيمينَ.. أخبرني، ما الذي تتذكرهُ؟

تردد جيمينَ للحظات ثم قال ببطءَ :
- بعض الصور في مخيلتيَ .


- أخبرني عنهاَ أنا اسمعك.


- رجال لا أعرفهم.. هناك حربَ ما وخيول ونيران وخوف نساءَ متشرداتَ.. جرحىَ مصابونَ وأنتِ

- أنا؟

- نعم .. أنتِ تبكين وتصرخين بوجهيَ .


أمسك جيمينَ برأسهُ وكأنما أصابهُ صداع مفاجئ فقلت:
- حسنا لا ترهق نفسك.. يمكنك التذكر بهدوء، ما رأيك أن أحكي لك عنكَ؟


نظر لي بتساؤل وقالَ :
- تحكين لي عن نفسي؟

- نعمُ .


ثم أمسكت بيده وتحدثتَ بحماسَ:
- هل نتمشى عند الشاطئ قليلاً؟ ما رايكَ ؟

جنـَدي بـاروَس PJM Where stories live. Discover now