الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)

98.5K 3.9K 1.3K
                                    

"الفصل الثاني عشر"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________

فُتنَ فتىٰ فِي فتاةٌ فـتاه...فأذدهرت له الحياة
__________________

خُلقت الحياة حتى؛ نتعثر...نتألم....نتعلم، حتى نعتاد التأقلم، فما من دروبٍ كُتِبَ علينا السير بها إلا و سلكناها حتى نهايتها، فـلا الوقوف في المنتصف يجوز و لا العودة لبداية الطريق تنفع بشيء، لذلك لا يتطلب منك سوىٰ السير في دروبك المعتمة حتى تصل للسلام وتنير طرقاتك المُظلمة..

_"الغريب لو دخلت مرة و لقيت وضعهم غير كدا"
تفوه بها «ياسين» ساخرًا من تعجب «وليد» و دهشته و قبل أن يُعقب الأخر، وجده يمسكه من ذراعه ثم اقترب من الأريكة يجلس بجانب «ميمي» التي كانت تتابع ما يحدث بحنقٍ، رحبت بهما بصوتٍ عالٍ نتيجة صوت «خالد» و «عامر» المرتفع و هما يتعاركان سويًا، جلس الأثنين بجانبها و هما يتابعان ذلك النزاع، فصرخ «خالد» من جديد يقول منفعلًا:
"انزل يا عامر و لِم نفسك بقى، أنا تعبت منك و من هزار أهلك دا"

رد عليه مُتسرعًا:
"دا الحل الوحيد علشان تيجي، هما كلهم سمعوا الكلام، أنتَ كنت هتطلع عين أمي و جيت بالعافية"

أبان ذلك خرج «ياسر» من الداخل و في يده كوب شاي، وقف بجانب الطاولة يتابع صديقيه بهدوء و كأن الموقف لا يعنيه، رفع «وليد» رأسه يتابع الموقف ثم اعتدل في جلسته و هو يقول بنبرةٍ تائهة غير مُصدقة:
"هو إيه العبث دا يا جدعان، أنتو ليه محسسني إننا داخلين و هما بيصلوا العشا، طب محدش فيكم مندهش مثلًا ؟"

ردت عليه «ميمي» بقلة حيلة:
"خلاص خدنا على كدا، حاجة مش جديدة و الشارع كله عارف، ترابيزة السُفرة دي لو بتنطق كانت اشتكت من خالد و عامر"

اتسعت حدقتيه بقوة تزامنًا مع تحريك رأسه بيأسٍ، ثم هَبَ واقفًا يقترب منهما و هو يقول بهدوء يحاول حل الموقف:
"بالراحة كدا يا رجولة أنتَ و هو و عرفوني حصل إيه بس علشان بصراحة عامر منظره مهزق أوي"

التفت له «خالد» يقول منفعلًا:
"ماهو مهزق أنتَ مبتكدبش، البيه خلاني أجري زي المجنون و أركب العربية حافي علشان البيه بيهزر"

_"أنتَ اللي معفن و قاعد من غير شبشب أعملك إيه، دا درس يعلمك يا حافي إنك تلبس شبشب بعد كدا"

تفوه «عامر» بذلك بنبرةٍ حانقة أثارت ضُجر الآخر مما جعله يرفع يده بالعصا حتى يضربه بها فتفاجأ بـ «وليد» يمسك يده و هو يقول بتوسل:
"اهدا يا عم خالد أنتَ حِمقي كدا ليه؟ فهمنا بس عمل إيه...ما تقوم يا عم ياسين تحل الدنيا دي"

وقف «ياسين» ثم اقترب من الطاولة من الجهة الأخرى فكان المشهد كالآتي: «وليد» بجانب «خالد» و «ياسر» عند طرف الطاولة و «ياسين» عند الطرف الآخر و «ميمي» تجلس على الأريكة تشاهد ما يحدث، فأول من تحدث كان «ياسين» حينما قال:
"فهموني حصل إيه علشان الساعة داخلة على ٩ و احنا ورانا شغل بكرة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن