الفَصلُ الرَابِع | صَديق صَغير

208 33 19
                                    


مَر أسبوعان و حدث بِهم الكثير من الأحداث العشوائية ، كُنت أوصِل فتياتي كُل يوم لِمدرستهن و كُل يوم أراه ، يأتي و يَجلس بِجانبي كما فعل بأول يوم و انا لازالتُ لا أُعطيه أى أهتمام.

حتى جاء باليوم الرابع و بدأ حديثَهُ معى ، لم يَبدو عليهِ التوتر أو الخجل وكأنَهُ مُعتاد علي التحدث مع الفتيات و ذلك ازعجني ، لا اُحب أن يَظنوا من حولي بأنني سَهلة المنال.

لذا بأول مُحادثة لم أُعيرَهُ الأهتمام الكامل و هو شَعر بِذلك ، باليوم التالي فعلتُ المِثل و اللاحق فعلتُ المِثل ، حتي بدأتُ أعتاد عليهِ و علي أحاديثَهُ و مُزاحهِ ، في الواقع شخصيتَهُ لطيفة للغاية عكس ما ظَننت بأول لقاء لي معَهُ.

و عَلمتُ موخرًا بأنَهُ لاعب كُرة البيسبول ، عَلمتُ الأن لِمَ كانت الفتيات تَحتضر عندما تراه و لابُد من انَه كان ذلك الشاب الذي سَمعتُ الفتيات يتحدثنَ عن مجيئَهُ ، لم أعلم أنَهُ يَحظي بِشعبية كبيرة كَتِلك ، يبدو انني سأُتابع أخبار كُرة البيسبول مِن الأن فصاعِدًا.

أصبحنَا أصدقاء جيدين و لم يَمُر يوم بِدون ألتقاءنا بهِ ، لم أُمانع رؤيتَهُ أبدًا بل كُنت سَعيدة بِأكتسابي لـصديق بَهيّ فاتِن مِثلَهُ ، و أيضًا لقاءاتِنا جعلتني أبتعد عن ضجيج المَنزل و حَديث عائلتي السَلبي عن كُل ما يَخُصَني.

أرتَديتُ تنورة بلونِ الليلُ و مئزر بِلونِ ورق الأشجار المُتساقط بِالخَريف و أسدلتُ خُصيلاتي القَصيرة علي طول عُنقي و ذهبتُ لمكاني المُفضل ، موقع الملاهي القَديم.

تأرجحتُ بِخفة و انا أستمع لِموسيقاي ،و بعد عدة دقائق شعرتُ بأحدٍ يَجلس بالأرجوحة الأُخري بجانبي ، و ما كان أحدًا سواه.

أبتسم علي الفور و أخبرني بأنَهُ توقع مجيئي إلي هُنا فـأنا أخبرتَهُ مُسبقًا بِمكاني السِري ، سَعِدتُ للغاية ، تِلك أول مرة يُشاركني فيها أحد مجيئي لمكاني المُفضل و الأستماع معي لِما أهواه ، سَعِدتُ لوجودَهُ معي.

و بعد مرور عدة دقائق اُخري أخرَج دُميتان مَحشوتان علي شَكل ضُفدع و ضُفدعة ، أعطى الضُفدع لي و أخذ سيدة ضُفدعة كي يكون لدينا شيئ مُشترك بيننا كُلما لم نَستطع رؤية بَعضنا نُحدِث هذه الدُمية ، و علي الرغم من أنني أكرَه الدُمي و أهابُ مِنهُم إلا أنني لم أرفُضها ، لن أرفُض أي شيئ مِنهُ مهما كان.

سميتُ خاصتي بـتايلور و هو دعاها ڤيوليت ، اخبرتَهُ بأنني سأقوم بِبعض التعديلات علي سيد تايلور و سأضع لَهُ شَعرٌ أخضر كخاصتكَ و هو لم يتوقف عن الضَحِك علي فِكرتي ، و لا أعلم لِمَ ..

و لكن قَلبي خفقَ عندما رأيتَهُ سعيدًا مُجددًا بِرفقتي.

B A S E B A L L حيث تعيش القصص. اكتشف الآن