الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)

76.2K 3.3K 1.5K
                                    

.ض"الفصل السابع و الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

كان حبك معركةً فاز فيها الجميع، و كُنتُ أنا الخاسر الوحيد بها.
_________________________

علمته الرماية و لما أشتد ساعده رماني، و كم علمته نُظم القوافي و لما قال قافيةً هجاني.
مدت يدي لكِ؛ راغبٌ في وصالك، أطرق بابك بكامل قوتي أملٌ في رؤية جمالك، لطالما كان قرب الحبيب للحبيب واجبًا....فـ أكرمي قلبي و أريني حنانك، أتيتُ إليك مُحملًا بهزائم الطريق أريد فقط سماع صوتك حتى و إن كانت كلمات عتابك.

_"أنا خسرت كتير من الدنيا و معنديش استعداد أخسرك أنتِ، علشان أنتِ حقي يا عبلة و وليد الرشيد مبيسيبش حقه، كل خساير الدنيا تهون قصاد عيونك و دنيتي فيهم، أنا المرة دي اللي هتمسك، سيبي براحتك و أمشي و ارفضي، بس هتلاقيني قتيل عليكي، زي ما طول عمري قتيل على حقي، تفتكري وليد عمره هيسيب حقه؟"

تفوه «وليد» بذلك أمام الجميع بإصرارٍ ضاربًا بقرار انفصالهما عرض الحائط، أما هي حاولت اسكات تلك المضخة التي ترقص فرحًا بداخلها وهي تحاول التحكم في تنفسها، فوجدته يقترب منها و تلك البسمة الخبيثة ترتسم على محياهُ وهو يقول بنفس الإصرار:

"فيه ثوابت مفيش فيها تغيير يا عبلة و هي العين بالعين و السن بالسن و عبلة الرشيد ملهاش غير وليد، هاتي أخرك يا بنت محمد علشان وليد ملوش أخر يتجاب"

ابتسمت هي رغمًا عنها من طريقته المغرورة التي اشتاقت لها كثيرًا، فوجدته يميل عليها مُقبلًا قمة رأسها أمام الجميع و تبع فعلته تلك بقوله الهادئ:
"مينفعش أنا اللي ازعلك يا عبلة، مينفعش عيونك تدمع بسببي، شكرًا علشان فوقتيني قبل فوات الأوان"

طالعته بعينيها الدامعتين و كأنها تعتذر له عن ما بدر منها، فوجدته يمد يده لها و هو يقول بصوته الرخيم:
"أنا اللي بمد ليكي إيدي و عاوزك معايا كل يوم يا عبلة، عاوزك مراتي و حبيبتي و صاحبتي، عاوز أنسى اللي شوفته بوجودك، عاوزك السوبيا بتاعتي...يا سوبيا"

قال جملته الأخيرة بمرحٍ فارتفعت ضحكات الجميع حوله، بينما هي مدت يدها تعانق كفه و هي تقول بنبرةٍ تجاهد حتى تتحدث بها دون بكاءٍ:
"و أنا معاك و الله، قولتلك دا حِملك و دا كتفي و مينفعش تميل لوحدك من غير ما كتفي يسندك، بس كان لازم يكون فيه رد فعل مني يلحقنا إحنا الاتنين"

بعد حديثها وجدته يحتضنها بقوةٍ يشبع شوقه و حنينه لها و هو يقول بوجع الاشتياق:
"آااه يا عبلة....وحشتيني و وحشتي قلبي و عيني، غيابك تعبني يا سوبيا"

وضعت رأسها على كتفه وهي تجهش بالبكاء لا تصدق إنه عاد لها من جديد و هي بين ذراعيه الآن ، بينما هو ربت على ظهرها وهو يقول بندمٍ:
"متزعليش مني يا عبلة، قدامهم كلهم أهو أنا هحاول تاني بس مش عاوزك تسيبيني في نص الطريق أنا مش هعرف أرجع تاني لوحدي لو دا حصل"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن