57 • أفكار مسمومة

4.8K 407 65
                                    

-














فتح الهُرير عيونه ليجد نفسه داخل سريره و الغطاء فوقه مع ضوء خافت ، لم يعرف من نقله للسرير حتى إلتقط رائحة الأسد خاصته الباقية في غرفته ليقف يطمئن على عمله الذي كان ينجزه و وجده محفوظًا حيث توقف .

تنفس بِراحة لِقضائه الكثير على عمله هذا من الأساس حتى نام قبل إنهائه .

خرج على صخب صوت التلفاز و التوأم يشاهدان ما يريدان بصوت عالي و ليو معهما يراقب ما يشاهدانه بإهتمام للتأكد من المحتوى الذي يُعرض لهما أما على الأرض الشبل و الهُرير يتشاجران على قطع الفاكهة التي تملأ طبقهما .

" مساء الخير ليو "

" مساء الخير كيتين ، هل نمت جيدًا ؟ "

" أجل ، أين تاي ؟ "

" نائم بعمق ، يبدو أنه مرهق ، لن يستيقظ حتى يجوع "

" يبدو ذلك ، ماذا عن السنوريات الصغار ؟ "

" أطعمتهم ، تبقى أنت "

" أنا لست صغيرًا "

همس بإحراج و نظر بعيدًا عن ليو الذي تجاهله واقفًا لإحضار الأكل له و الجلوس قربه مُبتغيًا إطعامه .

" ليو- "

همس مُعترضًا و قد كان يقف مُغادرًا لولا أن الأسد سبقه بسحبه كي تَحُط مؤخرته فوق فخذه و يصبح جالسًا هُناك .

" افتح فمك "

قَرّب الملعقة من كيتين الذي كاد يرفض حتى أعجبته الرائحة ليفتح فمه و يضم أصابعه بِلذة تعلو وجهه كَرَد فعل عليه .

" مساء الخير جميعًا "

دخل النمر يخبرهم بصوتٍ مبحوح من كثرة النوم قبل الجلوس على الأريكة مع القِط و الأسد .

" ليو اطعمني أنا أيضًا ، أنا أكسل من أن آكل "

قالها خاملًا ليفتح فمه فور إقتراب الملعقة ليأكل منها و يتنهد أثناء مضغه .

" ليو إمضغه عِوضًا عني ، الأكل مُتعب "

ضحك الأسد لأنه يعرف جِديّة النمر الكسول في ما يقول .

" لن أُمانع مضغه لأجلك لكنك ستشمئز من لُعابي "

" لُعابك- لم أعُد أريد الأكل ، ساتقيأ "

" أخبرتك "

ضحك يُعيد ملء الملعقة و قرّبها من كيتين خاصته ليكمل إطعامه .

" متأكد لا تريد تاي ؟ "

" سآكل لاحقًا ، فقدت شهيتي الآن ، اكمل و احضني "

" سأفعل "

أكد له و أكمل إطعام القط المُستمتع بهذا الدلال بعد توقفه عن المُكابرة من الجوع .

" يكفي ليو ، شبعت "

" خذهم للمطبخ معك "

أطاع كيتين بالوقوف و أخذ الأطباق للمطبخ يسمح لليو بمعانقة تاي بِما أوتي من قوة و إشعاره بالمحبة و الإهتمام منه .

" نمري الجميل ، هل هناك ما يمكنني فعله ليتحسن مزاجك ؟ "

السؤال الحساس باغت مشاعر النمر الذي بلع ريقة بصعوبة و عبث بأصابعه .

" ربما.. وقت خاص معكما ؟ "

" ليلة جيدة ؟ "

" أجل "

أجاب يؤكد ما يعنيه ليو الذي وافق على الفور .

" هل نسأل كيتين ؟ "

" لا عليك ، لن يرفض إلا لو كان مُتعبًا "

" أشعر بالنقص ليو "

همس يتوسد صدره ليمرر ليو أصابعه بين خصيلات النمر المُحبط على صدره .

" أشتاق إلى كيتين ، أنا خَجِل مِن الإقتراب منه و بطني يبرز أمامي ، أشعر أنني.. كيف أصفها ؟ لستُ رجلًا ؟ "

" أفكارك خاطئة تاي ، إن كنت ترى نفسك هكذا فقط بسبب حملك ، أعتقد أن نظرتك هذه يجب أن تنطبق على كيتين كذلك ؟و نحن لا نراه هكذا "

" كلا الأمر مختلف ، كيتين قطة ، من الأساس مؤهل لهذا ، و لكن أنا ؟ أنا نمر و موقعي مُهيمن لا يُنجب لكني خرقت طبيعتي ، لذا أشعر بالنقص و العار "

خَبّء تاي وجهه بيديه و تنهد يستريح بين أحضان ليو بعيدًا عن أفكاره المسمومة التي تؤذيه .

" إذًا دعها ليلة لنا وحدنا و سنحل هذا معًا ، سأخبر كيتين كي لا يتضايق أو يشعر أنه غير مرغوب "

" سيكون أفضل ، لا أجرؤ على قول شيء أمامه "















-

مساء الخير ☕☁

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

قطط بارك ∆ TKM +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن