الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)

76.2K 3.4K 1.1K
                                    

"الفصل الرابع و الخمسون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"سكنت الراحة بين أضلعي..
و بِتُ قرير العين بأدمعي..."
_________________________

"الراحة"
تلك الكلمة التي تكونت من عدة أحرف بسيطة و بين ثناياها احتوت على كل المعاني التي يحارب المرء للحصول عليها، و للحق يظل المرء منا مُحاربًا حتى يحصل على الراحة في حياته قبل أن يصل إلى مماته، و إذا دُقق الوصف لتلك الكلمة سنجد أن الراحة قد تكمن في حصولك على ما تمنيته، أو في وصلك لمسلكٍ توهت في عتمته، أو في إنارة طريقٍ سرت في ظلمته، اختلفت المعاني و تعدد الوصف و في النهاية تكون الراحة في حصولك على ما رجوته و كأنك لن تستطع التحمل بدونه.

في شقة «ياسين» دلفها مع زوجته حتى تنهدت هي براحةٍ و قبل أن تتفوه بكلمةٍ واحدةٍ وجدته يتحدث من خلفها بنبرةٍ جامدة يُحذرها من القادم:
"عارفة لو نطقتي و قولتي جُملتك النحس دي هعمل فيكي إيه؟! هــبـلـعـك"

حركت رأسها موافقةً ثم رفعت كفيها تحاصر فمها حتى لا يفتضح أمرها و تضحك أمامه على طريقته تلك، فرمقها هو بحنقٍ ثم أغلق باب الشقة، انتظرت هي حتى دلف هو للداخل ثم أطلقت العنان لفمها و هي تقول:
"يـــاه أخيرًا وصلت شقتي؟!"

ضحك بيأسٍ منها بعدما استمع لجملتها ثم دلف للغرفة و هي خلفه و بعد مرور دقائق بدل كليهما ثيابه و قبل أن يتركها و يدخل الغرفة، تحدثت هي بصوتٍ عالٍ:
"خد يا بني هنا رايح فين !! تعالى شوف هناكل إيه أنا جعانة"

جلس بجانبها من جديد و هو يسألها بتعجبٍ:
"جعانة !! مش كلتي في القاعة و مرضيتيش تخرجي معايا علشان كنتي بتاكلي؟!"

ردت عليه هي بسرعةٍ:
"ما هو حضرتك قومتني و أنا لسه مكملتش أكلي"

زفر هو بقلة حيلة ثم تحدث على مضضٍ:
"نعم !! تاكلي إيه بقى ؟! و متخترعيش ليا، اطلبي حاجة نقدر نعملها وفق الموار المتاحة"

ردت عليه هي بسخريةٍ:
"إيه دا !! ناقص تقولي بم تفسر سقوط الدولة العثمانية، موارد متاحة مين؟! أكلني يا ياسين و خلص"

ضحك على طريقتها الساخرة ثم سألها من جديد:
"تاكلي إيه يا ست أنتِ انجزي !! عاوز أنام لسه بكرة هنروح عند ميمي و بعدها نبارك لوليد و طارق و ليلة كبيرة، و الجمعة ساعتها بتكون قليلة"

صفقت بكفيها معًا و هي تقول بحماسٍ:
"عرفت !! إحنا نحمر بطاطس و نجيب مخلل و بالذات الزيتون اللي أنتَ مخبيه مني ها !! هاته بقى علشان ناكله بسرعة قبل ما أنام و أنا جعانة و ذنبي يبقى في رقبتك"

أمسك رسغها يسحبها خلفه و هو يقول بعدما اعتدل واقفًا:
"معايا بقى يا حلوة علشان تعملي الأكل معايا، و قشري البطاطس أنتِ و أنا هظبط الباقي"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن