اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━
"هل فرَّشتَ أسنانك؟"
هز الصبي رأسهُ إيجابًا، ليبتسم الرجلُ الأكبر ويُربت علي شعرِه البُني
"أتلى صلاتك قبل نومِك"
وبقوله هذا؛ كاد ان يقف الرجل ويُغادِر، إلا ان الفتى الاصغر الذي علي الفِراش؛ قد اوقفهُ متمسِكًا بكُم يده
"ماذا هُناك يا بومقيو؟"
فغر بومقيو شفتيه الجافتين والمُرتعشتين، ونطق بنبرةٍ شديدة الهدوء
"انا عطِش"
همهم الأكبر، ووقف ليُحضِر كوب مياه إليه، وفي اثناء ذلِك دخل فتى آخر بالخامِسة عشرة، يُشارك بومقيو غرفته
"اهلًا بومقيو" ابتسم بومقيو له، وخرج صوته خفيفًا ومتحشرجًا وهو يرُد
"مرحبًا يونجون هيونغ"
عاد الرجل مانِحًا بومقيو كوب الماء، وقد شربهُ الاخير بلهفةٍ عالية تحت انظار المسؤول؛ السيد لي
"شفتيكَ جافتين ومُتقَشرتين، ألم تشرب الماء اليوم بعد اللعب مع البقية؟" سألهُ الأكبر وهو يحكُ صدغه، بينما أكتفي بومقيو بالنظر نحوهُ للأعلى بأعينٍ متلألأة
"بومقيو شرب الكثير من الماء اليوم"
اجاب يونجون عنه، بينما يجهزُ نفسهُ جالسًا على الارض ويضعُ مرفقيه على السرير معًا لصلاته
حدق السيد لي بِه يُفكِر، ثُم أخرج مرهمًا طبيًا مِن الطاولة الجانبية وجلس راكِعًا امام بومقيو
"اقترب"
اقترب بومقيو، بينما السيد لي وضع اصابعهُ بخفة على شفتا الأضغر بالمرهم البارِد، وبقي بومقيو ساكِنًا حتي انتهى المسؤول وتمني لهُما ليلةً سعيدة وغادر ليَطمئن علي بقية الأطفال
عَدل بومقيو سريره، واستلقي عليه مُكفِنًا نفسهُ بالغطاء وكأن درجة الحرارة تحت الصِفر
التفت يونجون إليه بغرابة، وسألهُ حائرًا "ألن تُقوم بصلاتِك؟"
"قمتُ بِها سابقًا"
كذب بومقيو وتمني ألا يكشِفه صديقه، ويونجون لم يهتم؛ إنما اكمل الصلاة كما علموه
بعدما اكمل يونجون ما يقوم بِه، وقف وأغلق نور الحُجرة وعاد لسريره ليغُط بالنومِ العميق
بالنسبة لبومقيو، ابتدأ بذلِك كوابيسه مع الظلام...
وبأعينٍ مُنفرِجة علي وسعِها من وجهه الخارج من البطانية؛ بدأ ينظرُ هنا وهناك بأرجاء الغُرفةِ المظلِمة، لا شيء سِوى ضوء السماء يأتي من النافِذة الطويل بين سريره وسرير يونجون
وبعد ان أُغلِقت كافةُ الأنوار ونام سُكان المنزِل، سمِع بومقيو صوت خشخشة، وصوت اظافِر حيوانٍ ما ضد خشبٍ قديم
وما زادر رُعب الصغير، سمع صوتًا هاديًا بعيدًا يُناديه
"تعال، تعال.. أخرُج للعبِ صغيري بومقيو"
ألتفت بومقيو لفِراش يونجون، وندَّه عليه "هيونغ.. هيونغ، هل تسمعُ هذا؟"
ولَكِن لا رد عليه، يونجون كان بسابِع أحلامِه
كان الصوتُ يقترب كُل حين بتؤدة، والصغير المُرتعِش قد غلف نفسهُ مِن رأسِه حتي أطراف قدميه، وتكور علي نفسِه داخِل البطانية كالجنين
"ماذا تفعلُ يا بومقيو؟ ألديك بعضُ الوقت للعِب معًا؟"
وقليلًا قليلًا، كان الصوت يقتربُ مع صوت خطواتٍ ثقيلة، وانقطع حالهُما تمامًا في لحظةٍ ما
