الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)

69.8K 3.6K 822
                                    

"الفصل السابع و الستون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"خُلق لكل مرءٍ وطنًا، و لكني عاشق وطني هو عينيكِ"
_________________________

لا ليلٍ يدوم إلا و عقبه نهار، فلا ليلٍ وُجِدَ بدون نهار، كذلك لا تبقى الخبايا في عُقر دارها فـ يأتِ يومٌ تنكشف به الأسرار، و يبقى القلب يَصرُخ كمن يصارع في كَمدٍ حتى يأتِ حديثٌ يثلج نيرانه كـ سكب المياه فوق النار، فيغدو مُحلقًا في خفة كما الفراشة على أغصان الأشجار.

استمع «ياسين» لحديث الرجل بعينين متسعتين على أخرهما عند ذِكر اسم ذلك المدعو «هشام»، فتابع الرجل مُفسرًا:

"احنا كنا بنحاول نتفاهم معاه علشان ييجي يشوف حل، بس هو علطول كان رافض أي حلول علشان متبقاش عيبة في وشه، و أخر حاجة قبل ما أنتَ تيجي هو كلمنا و قال إن المهندس المسئول وصل المشروع، اتفاهموا معاه، و خلصوا الموضوع لو موصلتوش لحل هو عندكم و شوفوا صِرفة معاه"

سأله «ياسين» بلهجة صوتٍ حادة و جامدة:
"طب لما هو كدا من الأول متفاهمتوش معايا ليه من البداية ؟! كان لازمته إيه طريقتكم دي من الأول معايا ؟! كان لازمته إيه الحصار اللي اتعمل عليا و على العُمال ؟! لو كنتوا فهمتوني من الأول أكيد كنا لاقينا حل، إنما بعمايلكم دي الدنيا باظت و الخسارة بقت على الكل"

رد عليه الرجل مُردفًا:
"طب ما هو يا بني اللي قابلك محلوش حاجة، المدير نفسه ساب المشروع و مشي، و رأفت اللي جِه بعده ساب العُمال و مشي لوحده، أنتَ يعني اللي كنت هتحل ؟!"

_"آه، كنت هحل و مستحيل ارضىٰ بالظلم لحد سواء انتم أو احنا، بس أنا من البداية اتغدر بيا، و انتوا كملتوا عليا، و وشي اللي اتعور دا من رجالتك"

تفوه «ياسين» بذلك بنفس الجمود و الحِدة البادية عليه فتدخل الرجل الغليظ دائم الاشتباك يقول:
"هو أنتَ عاوز تبرطع براحتك من غير ما حد يوقفك ؟! و السلاح اللي رفعته عليا و حطيته على رقبتي ؟!"

تدخل «يوسف» يرد عليه بتهكمٍ:
"مش قولتلك بقرة الصحراء ؟! هو أنتَ عاوز تثبتنا بالسلاح و تتهجم علينا و زعلان إن السلاح اللي اتحط على رقبتك ؟! طب و السلاح اللي كنتوا مهددينا بيه ؟! إيه وَحمة ؟!"

رفع صوته و هو يتحدث، فرد عليه الرجل بنبرةٍ أقرب للانفعال:
"و أنتَ مالك بتتدخل ليه ؟! خليك في حالك يا جدع أنتَ الموضوع ميخصكش أصلًا"

وقف «يوسف» من موضعه ثم سار حتى اقترب من الرجل ثم مال عليه بجزعه و هو يقول بخبثٍ هاديءٍ و كلماتٍ متريثة:
"صح أنا غلطان و متربيتش علشان الموضوع ميخصنيش، زي ما هو برضه ميخصكش، علشان كدا احنا هنكون اتنين الموضوع ميخصهمش"
أنهى جملته ثم ضرب الرجل في وجهه برأسه حتى رجع الرجل للخلف و نزل الدم من أنفه فورًا، حينها هب «ياسين» منتفضًا و الرجل الأخر من جلستهما، فتحدث «يوسف» مُسرعًا بعدما رفع كفيه في وضع الاستسلام:
"على الهادي يا رجالة، كُل ما في الموضوع إننا اتنين الموضوع ميخصهمش بيتفاهموا سوا، خليكم انتم كملوا كلامكم علشان الموضوع يخصكم"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن