الفصل الثامن

58.6K 1.5K 82
                                    

الفصل الثامن(الماضي يعود)
وجهها كان باهت للغاية ...الدموع كانت تنساب من عينيها ...ما أن أدرك سامر ما قاله حتي فتح عينيه ونظر إليها ليجدها شاحبة بقوة ...دموعها تتساقط وشهقاتها تخرج متقطعة من فمها...كان يعرف أنه اذ*اها تلك المرة أكثر من أي مرة اخر ...يا الهي ماذا فعل ...كيف ينطق اسم امرأة وهو مع اخري ...كان سامر يدرك جيدا بشا*عة ما فعله ...ولكن ما العمل ...مرام مسيطرة علي كل جزء من عقله ...مسيطرة علي كيانه بالكامل ...لا يستطيع أن ينساها ...والان واضح أن حياته الزوجية سوف تكون كالج*حيم ...بالتأكيد لن تسامحه ابدا علي فعلته تلك ...من وجهها عرف سامر أنه جر*حها كثيرا ...
-كارما ...أنا
-كويس ان حضرتك فاكر اسمي ...أنا بشكرك والله ...
قالتها بصوت مخنوق ودموعها لا تتوقف عن الانسياب ...
-انا اسف غلطت ...
قالها بندم لتصرخ هي بق*هر:
-غلطت ؟!!واسف بالسهولة دي ...وبالبرود ده !!!!!انت دوست علي رجلي يا سامر ...انت قولت اسم واحدة تاني وانت معايا ....عارف يعني ايه تنادي مراتك بإسم واحدة تانية ....في يوم فرحنا بتفكر في واحدة تانية يا سامر  ...قولي لو انا عملت كده كان ايه هيكون احساسك ...لو ناديتك باسم واحد تاني يا تري هتحس بإيه...قولي بالله عليك هتحس بإيه لما تعرف أن مراتك بتفكر في حد تاني وهي معاك ....لما تعرف أن مراتك معاك جسديا بس قلبها مع حد تاني ...انطق يا سامر هتحس بإيه!!!
قالت جملتها الأخيرة وهي تصرخ ...ليصرخ هو بدوره ويقول :
-انتِ اتجوزتيني وانتِ عارفة اني بحب غيرك ...دخلتي حياتي وعارفة أن فيها غيرك ..فبلاش جو الضح*ية دي ..أيوة أنا بحب مرام وهفضل احبها اعمل ايه مش بإيدي...أنتِ ف*شلتي تخليني احبك ...وده مش ذ*نبي اعملك ايه يعني ...انطقي !!
تراجعت للخلف ودموعها تتساقط أكثر ...لا تصدق أنه بتلك الق*سوة  ...لقد ك*سرها يوم زفافهما ..لقد أخبرها في وجهها انه يحب اخري .لم يحاول حتي أن يتودد إليها أو يطيب خاطرها بل القي اعتراف أنه ما زال مغرم بمرام في وجهها دون اهتمام بقلبها الذي تحط*م ...لكن كلامه كان صحيح نوعا ما ..هي من أخطأت ...أخطأت عندما تزوجت من شخص لا يحبها ...شخص ما.زال متعلقا بحبه القديم ...شخصا لا يريد أن ينسي حبه القديم ما زال متمسكا بتلك التي ابتعدت عنه ولم تفكر فيه لحظة ...شب*ح مرام ما زال يخيم علي حياتهما وهو لا يبذل ادني طاقة لنسيانها ...
مسحت هي دموعها وقالت بقسوة :
-انت عارف ايه هي مش*كلتك يا سامر ...عارف ايه هي ؟!
نظر إليها ببرود دون أي مشاعر علي الاطلاق ...كان منتظر تنهي حديثها كي يهرب ...يخرج من هذا المكان لانه بدأ يشعر بالاختناق ...لقد أخطأ بزواجه منه ...أخطأ كثيرا ولا يعرف هل سيستطيع يوما أن يصلح هذا الخطأ ام ماذا !!
-اتفضلي قولي ايه مشكلتي عشان امشي من هنا لاني بجد اتخنقت ...اتخنقت وقر*فت من محاضراتك اللي مبتنتهيش ...اتخنقت من لعبك لدور الضح*ية كل شوية ...انك فاكرة اني انا الو*حش وأنتِ يا عيني الضح*ية ...
ضحكت بسخرية مريرة وقالت:
-مشكلتك انك مبتحاولش تنساها ...مش بتبذل اي مجهود عشان تنساها ..ومش بتساعدني اني اخليك تنساها ...انا تعبت ...تعبت يا سامر ..تعبت من محاولاتي معاك...عايزاك تشوفني أنا مش هي ...أنا اللي مراتك مش هي ....انا بقيت اكر*هها بسببك ...كر*هت صاحبتي بسببك ...
ضحك سامر بسخرية وقال:
-لا لا يا كارما ...مش بسببي ...أنتِ كر*هتي مرام لانك كان نفسك تبقي زيها وفش*لتي ...وعندك حق تفش*لي أنتِ فين وهي فين ....أنتِ بالنسبالي بديل مشو*ه من مرام ...
قال كلمته الأخيرة التي فطرت قلبها ثم غادر ...غادر وتركها مح*طمة ...تركها عروس مح*طمة وفي ليلة زفافها !!!
.................
في احد البارات ...
كان مروان يجلس وبجواره  زجاجتين خمر وبيديه واحدة اخري ...  كانت يديه  غير متزنة بينما يسكب الخمر  في كأسه...لقد شرب اليوم بج*نون ...كان يريد أن ينسي كل شىء.....يريد أن ينسي أنه غير محبوب ...لقد ألقت حياة الحقيقة في وجهه وصارحته حقيقة ما تراه ..أن والده لم يحبه يوما ...رغم أن والده اغدق عليه العديد من الأموال ولكن الحقيقة لم يعطيه الشئ الوحيد الذي أراده وهو الحب ...لقد أراد مروان ان يحبه والده ...أن يعانقه.مرة ...فقط مرة ...كان دوما يشعر بالغي*رة عندما يري اب يعانق ابنه ....يغا*ر كلما راي الحب بعيني والد لابنه ويتساءل ماذا ينقصه كي لا يشعر بحب والده ...هل يطلب الكثير ...هو فقط يطلب الحب وليذهب المال الي الجح*يم ...امتلأ الكأس بالكامل حتي انسكبت الخمر علي الطاولة فقال هو :
-اهو ده الا*لم اللي حاسس بيه ...ا*لم كبير لدرجة أنه طلع من قلبي ...
امسك الكأس ثم شربه مرة واحدة وهي يشعر أنه سيفقد وعيه ...وهذا ما يريده أن يشرب حتي يفقد الوعي ...أن ينسي لدقائق الخذ*لان الذي تعرض له ...
ولج حمدي ...أحد رجال وائل السويسي ...رجلا مسن ويعتبر المساعد لوائل في كل أموره ....دار بعينيه في المكان حتي وجد مروان ينهي ثالث زجاجة خمر ...اقترب منه وهو يوقفه ويقول:
-مروان بيه ..كده غلط عليك ...
نظر مروان الي حمدي وضحك قائلا:
-عم حمدي بابا هو اللي بعتك صح ...اكيد عايز يفهمني أنه بالطريقة دي بيحبني صح ...اتعب يبعتك..اسكر يبعتك ...عيد ميلادي يبعتك انت ...تقريبا لما امو*ت انت اللي هتحضر عزايا بداله لأن اكيد المسكين هيكون مشغول اووي في صفقاته وشغله ...
حاول حمدي جذبه وقال:
-يا بني بعيد الشر عنك متقولش كده ...خلينا نروح البيت ...
أبعده مروان بلطف وقال:
-بيت ايه ...انا مليش بيت ...مليش بيت ....ده مش بيتي ده بيت وائل بيه ..خليه يعيش فيه لوحده مع فلوسه وثروته وصفقاته وشغله ...انا مليش مكان لا في بيته ولا حياته ...سيبني لو سمحت أنا مش عايز ارجع
-يا بني تعالي بس ...تعالي الله يهديك ...
ثم امسكه حمدي بينما مروان دائخ كثيرا ...يكاد يفقد وعيه ...ولكن وجهه كان ملبد بالحزن والحرمان من الحب ...
خرج حمدي ومعه مروان من البار واقتربا من السيارة ...وقف مروان وقال بنبرة ثقيلة:
-بتحب ابنك يا استاذ حمدي ؟!
-طبعا يا بني هو فيه اغلي من الضنا...
ابتسم مروان بحزن وقال:
-يا بخته  بيك ...ياريت بابا يحبني زي ما انت بتحب ابنك....
هز حمدي رأسه وقال:
-ابوك بيحبك يا مروان انت مش فاهمه ...
هز مروان رأسه ودموعه تتساقط بينما يقول:
-عمرك حضنت ابنك؟!
-ايوة...
-انا بابا عمره ما حضنني عم حمدي ...هو فاكر أن فلوسه كفاية بس الفلوس مش كفاية ..مش كفاية ابدا...
تنهد حمدي بحزن وهو ينظر لحال ذلك الشاب المح*طم وجذبه للسيارة وهو يذهب للمنزل ...
........
كان مروان يغني بصخب وهو ثمل بينما يستند علي حمدي:
-اهلا اهلا بالبيه اللي جايلي سكران وش الصبح ....
ضحك مروان وقال:
-مش معقول يا بابا انت خايف عليا ...ليكون بتحبني لا سمح الله ...
اقترب وائل من مروان وقال بغضب :
-مروان تصرفاتك بقت مش مقبولة ...أنا ليا وضعي ومركزي ومش عايز حد يجيب في سيرتي بسببك عايز تتنيل تشرب اشرب هنا متفض*حنيش برا ...
اقترب مروان منه وقال:
-هو ده اللي هامك ...الفض*ايح...طب انا ...أنا ايه في حياتك ...قولي مركزي ايه ...قولي متحبنيش ليه ...عمرك ما حاولت تحضنني ليه و ...
قاطعه وائل بغضب وقال:
-هو حضني اللي هيفرق معاك ...اهو ..
ثم.جذب وائل مروان لحضنه  ولكن ابعده بسرعة وقال :
-اهو حضنتك اهو مبسوط....حياتك اتغيرت ...
دموع مروان تساقطت فقال وائل بق*رف:
-بطل تشفق علي نفسك واسترجل شوية لاني جبت اخري ...
ثم تركه وذهب ...
جلس مروان علي الأرض ودموعه تتساقط بغزارة ...
اقترب حمدي منه وضمه إليه بقوة وكانت تلك لحظة  الانه*يار ...اللحظة  التي سمح مروان لنفسه أن ينف*جر بالبكاء
......
في اليوم التالي ...
ولجت الي الشركة وهي تشعر بأنها محط أنظار الجميع ...منذ اسبوع وهي تسمعهم يتحدثون عنها ولكنها لم تكترث ...كانت تحتمي بقناعها الجليدي...لقد احست أن تلك الثرثارة منال ستتكلم عما رأته منذ اسبوع وكيف أن الأستاذ أنس كان يمسك يديها ...بالطبع خيالها المر*يض صور أن بين مرام وانس شيئا ما ...لم تقف لتفكر أنه أنقذها فقط من السقوط...واستغلت منال ما رأته واشا*عت في كل الشركة عن علاقة محتملة بينهم!!!!حسنا في البداية  لم تهتم مرام كثيرا لأنها واثقة من نفسها ولديها مبدأ تتعامل معه وهو من يريد أن يصدق عليها شيئا فليصدق هي ببساطة لا تهتم طالما واثقة من دينها وأخلاقها ولكن الأمر أصبح لا يطاق وبدأت تغضب توقفت مرام قليلا وهي تري منال المزعجة تقف أمامها وتقول بصوت بفحيح الأف*اعي:
-صباح الخير علي مرات المدير المستقبلية ....بجد برافو يا مرام مكملتيش شهر هنا وسر*قتي قلب المدير أنا مبهورة بيكي ...اصل اخر واحدة حبت استاذ أنس اللي هي مريم اللي قبلك ط*ردها ...بس شكله مديرنا اخيرا وقع ....
شملتها منال بنظراتها وقالت:
-بشكلك البرئ المتدين أنتِ قدرتي توقعي المدير برافو يا مرام ...
-احترمي نفسك ...
اخيرا تخلت مرام عن صمتها واقتربت تحذرها بشر*اسة ...عينيها تتألقان بغضب... كفيها يستعدان للهجو*م عليها وتمز*يق وجهها...كانت في وضع استعداد تام أن توريها مكانتها لو فكرت مرة أخري أن تته*مها بأشياء مر*يضة من عقلها ...نظرت إليها منال بتسلية لتكمل مرام ؛
-مش كل الناس بأخلاق حضرتك...ولا كل الناس تفكيرها مر*يض زيك يا منال ...أنتِ عارفة ومتأكدة أن مفيش حاجة بيني وبين المدير بس بتخد*عي نفسك عشان تخرجي مر*ضك النفسي علي الناس ...تعرفي انا شفقانة عليكي جدا ....
ثم كادت أن تتركها وتذهب إلا أنها توقفت واكملت:
-بالمناسبة اعرف طبيب نفسي كويس ممكن يساعدك ...لو فكرتي تتعالجي يعني .
ثم تركتها وذهبت الي المكتب ...لقد نفذ صبرها حقا ...ولن تسمح.لمنال أو أي أحد أن يتكلم معها بتلك الطريقة ..لن تسمح لاحد مهما كان أن يش*كك في اخلاقها ...لقد قررت انها لن تصمت بعد الان ...
ولجت مرام لمكتب انس وهي تشعر بغضب كبير لم تشعر به من قبل وقالت بنبرة عالية غاضبة:
-لو حضرتك موقفتش الشائعات الر*خيصة اللي بتحصل هنا وبتمس سمعتي يبقي تقبل طلب استقالتي احسن ...لاني مبقتش متحملة ...
نهض أنس وهو ينظر بصدمة الي سكرتيرته التي ولجت الي مكتبه كالأع*صار وتصرخ بتلك الطريقة ...كانت ملك الصغيرة أيضا معه  تنظر بعدم فهم إلي تلك الفتاة الجميلة وهي تصر*خ في وجه والدها ...كانت المرة الأولي التي تري فيها أحد يصر*خ في وجهه ...كان الجميع يهابه ويحترمه ...انتظرت ملك بتوتر أن ينهض والدها ويصر*خ بتلك الفتاة ويطر*دها ...
اقترب انس من مرام وقال بنبرة جعلها هادئة رغما عنه :
-ممكن افهم ايه اللي حصل ولو سمحتي بصوت واطي ...بنتي هنا ...
اخيرا انتبهت مرام لملك وسيطرت علي أعصابها ولكن نظرات عينيها كانت مشبعة بالغضب والق*هر وهي تقول:
-فيه أن استاذة منال لما شافت حضرتك ماسك أيدي وقت ما كنت هقع وهي نشرت ان بيننا حاجة ...الشركة بقالها اسبوع وهي ماسكة في الحوار ده وانا تعبت يا استاذ أنس ... خليني استقيل وارتاح ...و.
لم يدعها انس تنهي حديثها بل اتجه إلي الخارج وهو يهدر بصوت مرتفع :
-منال !!!
اقتربت منال وهي ترتعش منه وقالت وعينيها لامعة بأثر دموع الخوف:
-نعم...نعم يا استاذ أنس ...
رفع رأسه وقال بقسوة:
-انتِ مط*رودة يا انسة منال ...عدي علي الحسابات وخدي باقي حسابك وفكريني اكتبلك توصية زي الز*فت عشان محدش يشغلك عنده تاني عشان تخوضي في أعراض الناس كويس ...
-صدقني يا استاذ أنس ..أنا ...
-ولا كلمة روحي بدل ما اخلي أمن الشركة يط*ردك برة ...
كانت مرام مبهوتة حقا ...لقد قط*ع برزق الفتاة ...هكذا وبكل سهولة ...ظنت أنه سيصرخ عليها فقط لا يطر*دها!!!
نظر انس الي الباقي وقال :
-لو حد حابب يكمل نم*يمة علينا أنا وانسة مرام ويته*منا بالبا*طل يحصل آنسة منال أو كل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويشتغل ...هنا مكان اكل عيش مش نم*يمة ...انتوا فاهمين؟!
ثم استدار ودخل مكتبه دون حتي أن ينظر إلي مرام التي كان يسيطر علي وجهها البلاهة !!!
........
في احد المقاهي علي النيل ...
-اتأخرت عليك ؟!
قالتها حياة برقة وهي تجلس علي المقعد المقابل ...شعرها كان منسدل برقة علي كتفها ...ترتدي ثيابا محتشمة علي غير العادة ... بنطال جينز ثلجي وبلوزة سوداء فضفاضة نظر إليها احمد وهو يحاول أن يحطم الجليد داخله من جهتها ..للاسف هو يحتاج إليها الان ...يجب أن يعاملها بلطف ...علي الرغم من أنه يك*ره ما يفعله ولكن في محنته لم تقف بجواره الا حياة ...هي من أعطته المال عندما طلبه منها كي لا يطر*د من منزله هو ووالدته وهي ايضا من وعدته أنها سوف تجد له عمل جيد يغطي تكاليفه ....كانت تساعده بسعادة تامة ...تفعل ما يريده ...ولكنه يعرف ما تريده حياة ...هي تريد منه الحب ...الحب الذي لا يستطيع أن يعطيها إياه ابدا ...لانه ما زال يحب مهرا لكن حياة لم تكن في عقله اصلا ...هي لم تستطع الدخول لقلبه ...وليس ماضيها هو السبب فحسب ولكنه حقا يمق*تها يشعر أنها خب*يثة ولو لم تكن تحبه لم تكن لتعامله بذلك اللطف ...هو حقا يحتق*رها وقد قرر أن ما ان تنتهي مصلحته معها سيتركها في حال سبيلها ..اصطنع احمد ابتسامة وقال:
-مش اووي متقلقيش ....
ابتسمت بسعادة ...استطاع الشعور بتوترها وقالت:
-اسفة بجد يا احمد بس الطريق كان شوية زحمة ...كنت بصا*رع العربيات عشان اوصلك ...المهم ايه رايك في شكلي حلو ولا مش اووي ...
ضغط علي نفسه وهو يقول بنفس الابتسامة:
-انتِ دايما جميلة يا حياة ...
احمر وجهها بطريقة صدمته ...وبدأت تفرك كفيها بتوتر ...كانت تشعر بسعادة كبيرة ...تشعر أنها تطير فعليا ...لقد أخبرها أنها جميلة ...كانت تلك هي اللحظة الاجمل في حياتها حقا....اه لو يحبها مثلما تحبه هي ...تقسم أنها سوف تقدم له الكثير ...ولكن حتي لو لم يحبها ...هي تحبه ...هي سوف تعطيه حبها وقلبها واهتمامها وكل شىء ...
-صحيح
قالتها وهي تتذكر شيئا
ثم فتحت حقيبتها وأخرجت ظرف ما وقالت:
-هتروح مكتب الاستاذ جمال السيد المحامي ....ده محامي كبير ومحتاج محامين يا احمد ...
-استاذ جمال ...ده غني عن التعريف ...
قالها احمد بذهول ...ابتسمت حياة بفخر وقالت'
-استاذ جمال كان صاحب بابا جدا جدا ...وبيعتبرني بنته ...وانا كلمته عنك ودي كمان رسالة مني ليه عشان يفتكرك وصدقني يا احمد هترتاح في الشغل معاه وكمان  هيراضيك بالمرتب اللي انت عايزه ...
كان احمد ينظر إليها بذهول ...لم يصدق أنها سوف تجد له عمل بتلك السرعة وفي مكتب واحد من أكبر المحاميين في البلد ...كان مبهوتا حقا ...لقد حلت حياة للتو جميع مشاكله ..لم يعرف ماذا يقول ...كان الكلام لا يخرج من فمه ...أراد حقا شكرها وتلك المرة بصدق حقا ...
-احمد انت كويس ...
قالتها حياة وهي تنظر إليه بتوتر ...كانت لا تفهم لماذا ينظر إليها بتلك الطريقة ...لماذا لا يتكلم ويقول شيئا ...كانت حقا متوترة ...ظنت للحظة أن هذا العمل لم يعجبه...هذا التفكير وترها أكثر ...كانت تريد أن ترضيه حقا ولكنه ينظر إليها بتلك الطريقة التي تقول إنه  غير راضي عما فعلته ...
بلعت ريقها واكملت:
-احمد لو مش حابب الشغل ده انا ممكن يعني اشوفلك شغل تاني و...
-لا لا ..
قالها احمد بسرعة وهو يمسك كف حياة ...
ذابت حياة من الخجل وهي تتطلع الي كفه الممسكة بكفها ...شعرت أنها غير قادرة علي الكلام...لقد كانت دوما جريئة ولكن لا تعرف لماذا كلما رأته تذوب من الخجل كمراهقة ليس لها تجارب ...ابتسم لها احمد ابتسامة حقيقية وقال:
-شكرا يا حياة ...جميلك ده مش هنساه ابدا  !

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن