الفصل التاسع♥️

53.3K 1.4K 58
                                    

الفصل التاسع (نبضات جديدة )
زأر قلبها داخل صدرها  بر*عب وهي تري آدم ينظر إليها بغضب ....عينيها العسلية تلبدت بدموع الخوف وهي تهز رأسها بالنفي...تريد ان تتكلم كي تنفي الته*مة عن نفسها ولكن الكلمات محشورة في فمها ...شعرت أنها غير قادرة علي الكلام بتاتا بسبب نظرات ادم ...يا الهي ماذا سيظن الان عنها؟!هل سيعرف أن مروان هو الشخص الحق*ير الذي  سلب براءتها أم سيظن أنها مجرد فتاة لعوب ....دون أن تعترف بهذا ولكن من داخلها كانت لا تريد أن تسوء صورتها لدي ادم أكثر من هذا ...انسابت دموعها وهي لا تقوي علي الحركة أو الكلام فقط تنظر إلي ادم وتتوسله بعينيها أن يصدقها ...الا يظ*لمها ولكن نظرات ادم لم تتغير ابدا ...ما زال ينظر إليها بتلك الطريقة المرعبة ...
مروان لم تكن حالته احسن من حال مهرا ...كان ينظر إلي ادم وليلي بصدمة ...ليلي تلك الفتاة التي يطاردها منذ فترة ...لو تكلمت الان قد يق*تله هذا الشاب الذي نظراته لا تبشر بالخير ابدا ...ابتلع مروان ريقه وهو ينظر إلي أدم ....ادم الذي كان يغلي من الداخل وهو يراها مع هذا الشخص ...اول من قطع هذا الصمت المريب هو ادم الذي اقترب من مهرا المتجمدة وامسكها ثم جذبها خلفه وتصدر هو لمروان ....كانت عينيه الزرقاء تبرق بغضب اخافه
تراجع مروان قليلا وقال :
- انا ابقي ...
-ميهمنيش تبقي مين ...لولا وجود الستات هنا كنت علمتك ازاي تحط ايديك علي حاجة تخصني....لازم تعرف انك محظوظ ...بس مش هتكون محظوظ في كل مرة ...
ثم بسرعة جذب مهرا وليلي وذهب ...
وقف  مروان وهو ينظر إليهم مبهوتا للغاية ...ماذا يقصد بأنها تخصه ...كيف مهرا تخصه ؟!ماذا حدث ؟!ولماذا ليلي معه ...أخذ عقل مروان يعمل بسرعة وهو يربط الأحداث سويا حتي توصل لشئ...هذا الشاب هو ابن عم مهرا وبالتالي ليلي هي شقيقته ...ولكن هل يمكن أن يكون هذا الشاب ليس ابن عمها فحسب بل من سترتبط به !!!
ذلك الاستنتاج ضايقه ...شعر مروان بصدره يضيق  بشكل غريب ...معقول مهرا سوف تذهب لغيره !!
هذا التفكير جعله يغلي من الغضب ...جعله يحتار ...هو لا يحب مهرا ..إذن لماذا هو غاضب بذلك الشكل ....لما يشعر بأ*لم شديد في قلبه ؟!وكأن شيئا ثمين سوف ينتزع منه ...ما به ...هو الآن معجب بليلي ويريدها إذن لماذا يفكر بمهرا ....ذهب لسيارته واستقلها ....لقد نسته مهرا بتلك السهولة ...بتلك السهولة نست ذلك الحب الذي تتشدق به ...حقيقة شعور مروان جهة مهرا لم يكن الحب بل التملك ...مهرا كانت تشعره دوما بالغرور وما كان ينبغي لها أن تتجاوزه...كان ينبغي لها أن تتع*ذب ...أن تتوسله لكي يتزوجها ...ض*رب مروان علي مقود السيارة وهو يغلي ... يختنق..لماذا رآها اليوم لماذا ...ولماذا هو بذلك الغرور ...لماذا لا يدعها وشأنها ....ولكن لا هناك شيئا قوي يدفعه الي إفس*اد حياة مهرا ...مهرا لن تكون سعيدة ما دام هو ليس سعيدا ...هذا بعيد عن منالها...سيفعل ما في وسعه كي يد*مر زواجها من هذا الشاب ان صدق إستنتاجه ..ولكن يجب أن يتأكد اولا من إحساسه وبعدها سوف يدبر خطة ما ....هو لن يترك مهرا بتلك السهولة ولا ليلي أيضا ...هو يريدهما هم الاثنين ولن يمنعه أحد عن خطته سواء هذا الشاب أم غيره ..ابتسم برضا وهو يفكر كيف يمكنه أن يعيد مهرا لحياته ...بالطبع هي ما زالت تحبه ...فكر بغرور ...فمستحيل أن يختفي الحب بتلك السهولة !!!
.........
منذ  تلك الصدفة السي*ئة التي جعلتها تري مروان وليلي  وادم رآه معها وهو لم يوجه لها كلمة  ...لم ينظر إليها من الأساس بل كل كلماته كانت موجهه لشقيقته ليلي ..وكأنها شفافة غير موجودة من الأساس ....أغمضت مهرا عينيها بتعب وهي تري عالمها ينه*ار من حولها أكثر فأكثر كلما حاولت أن تنسي وتتجاوز ما حدث يعود الماضي ليذكرها بما حدث ...هي لن ترتاح ابدا ...سيظل ما حدث يلاحقها حتي تمو*ت ....ولكن الغريب أنها عندما رأت مروان اليوم لم يدق قلبها له عشقا أو شوقا ...بل كر*هت رؤيته ...جل ما شعرت جهته هو الغضب ...الغضب فحسب ... أرادت قت*له بسبب ما فعله ...قت*له بسبب الحالة التي وصلت إليها بسببه هو ...الح*قير الذي خدعها بإسم الحب ...حتي ملامحه الوسيمة بدت لعينيها مشو*هة ...بدأ حقا قبي*ح ...لقد رأت قب*حه من الداخل ... وتساءلت حقا ما الذي أحبته بذلك الرجل ....كيف كانت بذلك الغباء ووقعت في الحب ...حتي أنها تظن أن ما شعرت به جهة مروان لم يكن ذلك الحب القوي ...الحب لا يزول بتلك السهولة ...الحب يؤ*لمك ...يسلب روحك وهو يخرج ...فكيف طردت حب مروان بتلك السهولة ...كيف اصبحت لا تطيق الرجل الذي لطالما أخبرت الجميع أنه تعشقه أكثر من أي من شخص علي وجه الارض ...شعرت بالحيرة من أفكارها وشعورها....كما شعرت بأ*لم شديد يفتك برأسها ....
-مهرا ...مهرا ...
قالتها ليلي لتنتبه اخيرا مهرا فتكمل ليلي :
-ركزي يا اختي اللي يباركلك عشان تختاري الفستان بسرعة ...
هزت مهرا رأسها ...كان آدم طلب من ليلي أن تدخل مع مهرا لتختار فستان الزفاف وجلس هو بأحد مقاهي المول ينتظرهم ...
كانت عيون مهرا تدور بين الفساتين المختلفة ...اخيرا وقعت عينيها علي فستان زفاف راق لها كثيرا ...كان فستان دون حمالات يضيق من الاعلي ويتسع  من الخصر بقصة تسلب العقل ...ما أن رأتها ليلي تنظر إليه حتي ضحكت وقالت:
-انسي يا مهرا أبيه مستحيل يخليكي تلبسي الفستان ده ...شوفي غيره ...
رفعت مهرا حاجبيها وقالت:
-هو أبيه بتاعك ده هيتحكم فيا يعني ...
-بالضبط...
ردت ليلي ببرود ثم أكملت :
-ممكن لو مصممة ادخلك أبيه بنفسه يقنعك ...
تراجعت مهرا عن موقفها ...ادم لن يتفاهم معها بالطبع سوف يلغي الزفاف مباشرة ...يكفي أنه رآها مع هذا الح*قير مروان ...وللأن لم يصدر أي رد فعل منه ...ولكن تعرف أنه لن يمرر هذا الموقف مرور الكرام ...لقد رأت هذا في عينيه الزرقاء ...لمعة عينيه كانت مخ*يفة لها ...وأصبحت تفكر الآن فيما يجهزه لها آدم ...
تنهدت مهرا وقالت لليلي:
-خلاص اختاري أنتِ فستان الفرح ...ما دام هلبس علي مزاجكم...
ثم اتجهت مهرا الي المقعد الموضوع في ركن المتجر وجلست عليه بتعب...
نفخت ليلي بضيق وهي تفكر كم أن هذا الفتاة مزعجة ...
-الله يكون في عونك يا أبيه ...جبت و*جع الدماغ بنفسه في حياتك ....البنت دي اكيد هترفع ضغطك ...يا حبيبي يا آدم ..كان ماله لو اتجوزت صاحبتي ميار ...هي صحيح هبلة بس بتحبك والله ...انت اللي واخد موقف عدا*ئي منها بسبب أن اسمها زي اسم اللي ما تتسمي حبيبتك القديمة !!
صمتت ليلي قليلا وقالت:
-وبصراحة السن ليه عامل برضه ...بس اهي تكون ميار احسن من البنت المتدلعة دي اللي ناوي تتجوزها انا بجد مش طايقاها ....ومش عارفة ازاي أبيه عدا نقطة أنه شاف واحد مسك ايديها !!!
دارت عيني ليلي في المكان حتي رأت فستان وقعت في حبه من اللحظة الاولي  وقالت بسعادة :
-هنشوف ده !!
............
-اهو..
قالتها مهرا بفتور وهي تقف أمام ليلي وهي مرتدية فستان الزفاف الذي اختارته ليلي ...اتسعت عيني ليلي بصدمة وهي تنظر إلي مهرا ...فغرت فاها بذهول ...عينيها لمعت بإعجاب مدهش وهي تري كيف يلائمها الفستان كأنه خُلق من أجلها ...كان الفستان بأكمام واسعة ...تصميمه بسيط ولكن انيق ...جزءه العلوي لامع بالكامل أما الجزء السفلي كان يتسع من الخصر وذيله يسبح علي الأرض بحرية ...
أطلقت ليلي صفيرا وقالت:
-والله يا بنت يا ليلي ذوقك لا يعلي عليه .
.شايفة الأناقة مش الفساتين الهبلة اللي انتِ بتختاريها ...بصي علي المرايا وشوفي نفسك ....
ذهبت مهرا بملل الي المرأة ...لم تتعب نفسها لتنظر الي نفسها دقيقة في مرأة البروفة ...وقفت أمام المرآة وتنهدت ونظرت الي نفسها...لتعترف أنها كانت جميلة حقا ...الفستان يلائم جسدها جدا ...كأنه صنع خصيصا لأجلها بالفعل ...
-تمام هناخده ...
قالت مهرا جملتها بخفوت ...
ثم اتجهت الي البروفة لخلع الفستان ....
...
بعد هذا دفع أدم حساب الفستان وأعطاه لمهرا وقال :
-تحبوا تأكلوا قبل ما نكمل ...
هزت ليلي رأسها وهي تقول:
-يا ريت يا أبيه ...اكلني ابوس ايديك ...أنا خسيت النص في المشوار ده ...
ضحك ادم وقال:
-انتِ فعلا نصا*بة ...حاضر يا ستي تحبي تأكلي ايه ...
-كشري ...
قالتها بحماس ....هز هو رأسه وثم اختفت ابتسامته ونظر لمهرا ببرود وقال:
-وانتِ تحبي تأكلي ايه ؟!
نظرت للجانب الآخر وقالت ببرود:
-لا شكرا من هاكل...
جذبها ادم من يديها وقال لليلي وهو يمسك كفها بيده الحرة :
-يالا هنأكل كشري ....
ثم جذب مهرا خلفه وهي تفتح فمها بذهول غير قادرة علي الكلام حتي ...ناهيك عن دقات قلبها التي زادت بطريقة أكثر من المعتاد ....
... 
بعد قليل ...
في احد المطاعم الشعبية لتقديم الكشري ...
كانت تجلس مهرا وهي تتطلع حولها بفضول ...كانت المرة الأولي التي تدخل فيها الي أحد تلك المطاعم....كان كل شىء غريب عنها...الاغاني الغريبة التي تصدر من المسجل الكبير بالمطعم ...رائحة الطعام التي كانت جميلة جدا ...اعترفت داخلها ..فرائحة هذا الشئ الغريب الذي لم تأكله ابدا جعلها تشعر بالجوع ...اخيرا اقترب منهم رجل يحمل صينية ضخمة عليها ثلاث اطباق من الكشري يتصاعد منهم الدخان ...وضعهم بلطف علي الطاولة وهو يعطيهم ابتسامة لطيفة ويقول:
-بالهنا والشفا ...
أمسكت ليلي المعلقة بسرعة ثم أمسكت عبوة الشطة التي بجوارها و ضعتها علي طبقها ثم بدأت الاكل بسعادة ...وآدم فعل مثلها أيضا ...ابتلعت مهرا ريقها وامسكت المعلقة وأخرجت منديل ورقي من حقيبتها وأخذت تمسح المعلقة عدة مرات بطريقة ادهشت كل من ليلي وادم ...اقتربت ليلي من ادم وقالت :
-هي دي بتمسح ايه يا آدم ...المعالق بلاستيك وجديدة اصلا ...خليها تبطل اللي بتعمله هتفض*حنا ...
-ششش ملكيش دعوة كلي انتِ...
هزت ليلي كتفها وبدأت تأكل دون اهتمام بما تفعله مهرا ...
انتهت مهرا من مسح الملعقة ثم أخذت عبوة الشطة ووضعتها علي الكشري حتي اغرقته...في الحقيقة ظنت أنه كاتشب ...ثم بدأت بأكل اول ملعقة ...وما هي إلا لحظات وحتي صرخت بفز*ع وهي تدفع الطبق عنها ...نهضت وهي تضع كفها علي فمها وتقول:
-هموؤت ...همو*ت الحقوني ...الحقوني ...
كانت مهرا تصرخ وهي تقفز كحبوب الفشار علي النار ...
-الحق يا أبيه اتفض*حنا ...
قالتها ليلي بفزع ...نهض ادم واعطاها كوب من الماء وهي يقول محاول تهدئتها:
-مهرا ...مهرا اهدي خلاص هتبقي كويسة ....
شربت الماء الكأس كله ولكن رغم هذا ما زالت تشعر بنير*ان تندلع من فمها ...كان تشعر بأ*لم فظيع ...
فجأة جذبها آدم وخرج من المطعم وذهب الي المحل المقابل وهو يشتري لها ثلاث اكواب من عصير القصب .ساعد كثيرا علي تهدئتها!!
..........

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن