الفصل الثامن عشر♥️

50.1K 1.4K 79
                                    

الفصل الثامن  عشر(عشاق قدامي )
-ادم ...
قالها جابر بصدمة وهو ينظر إلي ادم الذي يخ*نقه بقوة بينما عينيه تجحظ للخارج ...وضعت مروة كفها علي فمها وهي تري ما يحدث بصدمة شعرت أنها غير قادرة علي الحركة أو الفهم حتي ...لماذا يفعل ادم هذا !!؟..وما هذا الغضب الذي يسيطر علي ملامح وجهه ..ولماذا يمسك جده بتلك الطريقة ...
اقتربت من ادم بر*عب وقالت:
-ادم ...ادم بتعمل ايه ؟!
ولكن ادم لم يرد عليها بينما يخ*نق جده بتلك القوة ...كان الغضب يسيطر عليه بقوة ...شكل والدته ما زال يطارده ...لا يصدق انه هو من تسبب بهذا لوالدته ...هو لن يسامحه علي هذا ابدا ...ابدا.!!!
-يا ادم سيبه حرام عليك !!!
صرخت مروة وهي تحاول ان تبعد ادم ...تمسك ذراع لكي تبعد ولكن ادم كان في عالم آخر ...كان يستمتع وهو يري وجه جده يتحول الي اللون الاحمر ...كان ينازع بقوة من أجل حياته ...
ابتسم ادم وقال:
-شعورك ايه يا جابر عزام وانت في موضع الضعيف مش القوي ابدا ...أهو العيل الصغير اللي انت اها*نت والدته وهو صغير كبر وممكن بضغطة واحدة يق*تلك وينه*يك فعليا ...
ضر*بت مروة علي وجهها وهي تصرخ وتقول:
-يا ادم ابوس ايديك اهدي متنساش انه جدك ...
ولكن ادم لم ينظر إليها حتي وقال بغضب:
-هو مش جدي وعمره ما هيكون ...أنا اتكسف ما اكون علي صلة بيه ...جدي اللي بتقولي عليه يا مروة هانم جه بيتنا واه*ان والدتي وخلاها تنها*ر لحد ما جاتلها جلطة....
تراجعت مروة للخلف ونظرت الي جابر بصدمة وقالت:
-انت بجد عملت كده يا عمي ...روحت واه*انت حسناء في بيتها..انت وصلتها للمو*ت بإيديك !!!
-ايوة هو ...زي ما ق*تل ابويا زمان جاي عايز يحرمني من امي كمان ...انت ايه شي-طان...مش ناوي تسيبنا في حالنا يا بني ادم أنت...عايز مننا ايه تاني ...انطق عايز ايه...عايز تحرمني من امي ...
دفعه ادم عنه وابتعد وهو يقول :
-تعرف اني اقدر اقت*لك دلوقتي ...اقدر فعلا انه*يك بسبب اللي حصل لأمي يا جابر...اقدر اخفيك واعمل فيك اللي متتخيلهوش وضميري مش هيو*جعني حتي  ...لأنك تستحق كده..تستحق تم*وت بالطريقة دي !!بس لا ..أنا مش هعمل كده ..مش هو*سخ ايدي بد*مك ...مش هعيش لحظة واحدة بس في الس*جن بسببك ..كفاية أنك تعيش وانا كار*هك وهفضل كار*هك حتي جنا*زتك لو م*ت مش هحضرها ...انت بعمايلك بتخسر يا جابر ...الأول خسرت ابنك بعدين احفادك منه ..ودلوقتي بتخسر مهرا ...مهرا اللي لما عرفت باللي عملته كر*هتك ...صلح من نفسك والا والله هتخسر كتير.  .
اخذ جابر يسعل  وهو يشعر بالاختناق ...نظر الي ادم وقال:
-بتخ*نقني يا ادم !!!عايز تمو*تني؟!!
ابتسم ادم وقال بغ*ل :
-ده قليل عليك ...احمد ربنا ان سيطرت علي نفسي لأنك المرة دي جيت علي واحدة بعتبرها كل حياتي ...الا امي يا جابر...لو قربت من امي تاني اقسم بالله ما هرحمك ...فعلا وقتها هق*تلك ...انت فاهم ولا لا . 
كان قلب جابر يؤ*لمه وهو يري حفيده يكر*هه لتلك الدرجة ...لقد استطاعت ابنة الخا*دمة جعله يكره جده ...تلك الحق*يرة ..ولكن ربما يوما ما ادم يدرك حقيقتها الق*ذرة ...
اقترب ادم من جابر وقال وعينيه تبرق بغضب:
-جابر عزام...انت مش مرحب بيك في بيتي ولو حبت مهرا تشوفك هجيبها لحد عندك ...لكن اياك اشوفك قريب من بيتي او عيلتي....وعايزاك تدعي كتير ان امي تعدي الازمة دي علي خير ...لام اقسم بالله لو حصلها حاجة هق*تلك.!!!
ثم تركه وغادر المنزل
......
-كده البيت بقا بإسمك ..
قالتها حياة بسعادة وهي تمضي علي العقود كالمغيبة ...كانت غيمة الحب تعميها عن الحقيقة القا*سية ...ابتسم احمد بسعادة وهو يراها تتنازل عن البيت له ...ببضعة كلمات جعلها تكون كالخاتم بإصبعه ...صحيح اشفق عليها في البداية ولكن عندما فكر قليلا علم انها تستحق ان تُخد*ع ...لانها غب*ية ...كيف ظنت ان شاب مثله سيرتبط بفتاة مثلها ...فتاة غير شريفة ...جسدها ملوث ورخ*يصة أيضا....لا بالطبع لا هو لن يرتكب هذا الخطأ ويرتبط بفتاة مثلها ...هو سوف يجردها من كل ما تملك سوف يلقيها ويتزوج من تليق به ...يتزوج فتاة بكر ...صاحبة اخلاق وليست فتاة سيئة السمعة مثلها...حاول احمد ق*تل شعوره بالذنب من ناحيتها ...هي لا تستحق الشعور بالشفقة...علي كل حال هي فتاة رخي*صة كان الجميع يس*تغلها ...فلما لا يست*غلها هو ايضا؟!
.....
بعد قليل كان قد ذهب المحامي لتسجيل العقود في الشهر  العقاري ...
-يالا نخرج يا احمد عشان نحتفل بالمناسبة دي ..
قالتها حياة وعينيها تبرق من السعادة ...ابتسم لها احمد وهو يشدها اليه ويقول:
-خلينا نقعد هنا شوية نخطط لحياتنا في بيتنا سوا ...ايه مش هتفرجيني علي البيت ...
ابتسمت وقفزت بسعادة وهي تجره خلفها وتقول :
-اكيد يا حبيبي ...
ثم سحبته الي المطبخ أول شئ وقالت:
-ده مكاني المفضل يا احمد ...صحيح اني متدلعة اوفر بس بعرف اطبخ وطبخي يجنن ...يعني تقدر تتطمن ان مراتك حبيبتك هتخليك تدوق اللي مدقتهوش قبل كده ..
سحبته مجددا وقالت :
-وكمان فيه بلكونة في المطبخ ..هنا الفيو هايل يا حبيبي ...هنا ممكن نفطر  او نشرب قهوة واحنا بنشوف غروب الشمس ...هنا هنتكلم مع بعض كتير ...هنا هنتناقش في مستقبلنا ...هنا هنخطط لحياتنا يا احمد
ابتسم احمد لها وقال:
-هنا أكيد هنقضي اجمل ايام حياتنا يا حبيبتي
ابتسمت حياة وهي تهز رأسها بحماس ...تتمني ان تتزوجه بسرعة لتحقيق احلامهما سويا ..تريد أن تعيش السعادة التي عاشتها والدتها مع والدها ...تريد أن تكون مع حب حياتها للأبد ...جذبها احمد إليه وقال:
-يالا نشوف باقي البيت ...
هزت رأسها وسحبته خلفها الي غرفة صغيرة وقالت:
-دي فكرت انها بعد شوية توضيبات تكون اوضة الاطفال يا احمد ...اطفالنا انا وانت ...أنا نفسي اجيب بنت وولد .. ويكونوا شبهك انت ...
ضحك احمد وقال:
-يا ساتر يارب عايزاهم يطلعوا وحش*ين زيي ...
جعدت انفها بضيق وقالت:
-مين ده اللي وح*ش يا واد انت ..أنا مشوفتش احلي منك في حياتي كلها ...ده انت احلي مني ...
-بيقولوا الق*رد في عين انه غزال ...
قالها ضاحكا بمرح ثم اكمل:
-يظهر اني الق*رد ده ...
ضربته علي كتفه وقالت:
-انت مش قر*د ايام تقول علي نفسك كده ...ده أنا مشوفتش احلي منك يا احمد ...انت حبيبي واحلي راجل في عينيا....أنا مش مصدقة ان خلاص كلها ايام وهكون ليك ...
جذبها إليها وهو يقبلها علي جبينها وقال:
-ولا أنا مصدق يا حبيبتي ...يا كل ما ليا ..مش مصدق اني حبيت بالطريقة دي ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ...انتِ غيرتي حياتي يا حياة ...انتِ فعلا كنتي حياة جديدة ليا ...
ضمته إليها وقلبها يذوب من كلامه الرائع وقالت:
-اتمني أنك تحبني كده دايما حتي بعد ما نتجوز ...صدقني يا احمد هخليك اسعد انسان في العالم ده وعد مني ...
-مصدقك يا حبيبتي ...
لمعت عينيه بخ*بث وقال:
-وانا كمان هخليكي سعيدة اووي لدرجة أنك هتم*وتي من الفرحة ...وده وعد مني يا روحي !!
.......
في المساء ...
كان ادم جالس في غرفته وعلي فراشه ...يغر*ق وجهه في كفيه ...يشعر ان رأسه سوف ينف*جر من الضغط...لولا مروة لكان قتل جابر عزام بكل تأكيد...ذلك الحق*ير الذي تسبب في مر*ض والدته ...متي سيتخلص من هذا الرجل ...متي...ما زالت الني*ران تشتغل داخل صدره ولا تهدأ هذا الرجل د*مر حياتهم ..كلما دخل حياته كلما احدث بها ض*رر!!
ولجت مهرا الي الغرفة وقلبها يرتعش داخل صدرها ...لا تعرف ماذا تقول...تشعر بتأنيب الض*مير وتشعر انها هي السبب في هذا ...فهي من واجهت حدها في هذا اليوم ...وهي من جعلته يغضب بتلك القوة ...لابد ان ادم غاضب منها ...لن تلومه لو طلقها وارجعها الي جدها ...تشفق مهرا كثيرا علي حسناء ...تري كيف اها*نها جدا ...لابد ان كلامه كان قا*سي جدا عليها وهذا سبب لها صدمة كبيرة ...اقتربت مهرا من ادم وبتردد مدت كفها ووضعتها علي كتفه...نظر ادم الي مهرا الواقفة وعينيها لامعة من الدموع ...عضت مهرا شفتيها وهي تمنع نفسها من البكاء و  تقول :
-انا اسفة يا ادم ...اسفة اوووي ..
نظر إليها ادم بحيرة ثم نهض وقال:
-اسفة علي ايه يا مهرا...انتِ عملتي ايه ؟!
دموعها انسابت فمسحتها بسرعة فقالت :
-انا يعتبر ليا يد في اللي حصل لطنط حسناء يا ادم ...أنا اللي روحت واجهت جدي ...قولتله كلام صعب اوووي ..قولتله اني مش هرجع عنده تاني ...عشان كده هو اتج*نن وجه واجه طنط ...أنا السبب أنا اللي ...
وضع اصبعه علي شفتيها وقال:
-بطلي هبل أنا عمري ما الومك علي حاجة زي كده ...انتِ ملكيش ذنب ...هو المذنب الوحيد يا مهرا ..وفي نظري مفيش مذنب غيره ...
-يعني انت مش هتطلقني..
قالتها مهرا ..
ضحك ادم بصدمة وقال:
-اطلقك ليه يعني ؟!
-عشان جدي ...
ابتسم ادم لها وأمسك كفها وقال:
-لا يا مهرا ..أنتِ ملكيش ذنب في اللي عمله جابر عزام ...ومش هحملك ذنب اللي عمله...ده بالعكس أنتِ وقفتي في صفي لما عرفتي الحقيقة اقوم أنا اكافئك بالشكل ده ...متقلقيش يا ستي مش هطلقك الا لما تطلبي أنتِ ...
ابتسمت له بسعادة وده أن تدرك ماذا تفعل ارتمت بين ذراعيه تعانقه وقالت:
-شكرا اووي اووي يا آدم متعرفش كلامك ده فرحني قد ايه ....أنا مبسوطة انك سمحتلي اعيش معاكم هنا ...
ابتسم ادم وهو يربت علي شعرها...أغمضت مهرا عينيها وهي تنعم بالسلام بين ذراعيه ...تشعر أن قلبها يخفق بقوة ...كانت لا تريده أن يبتعد عنها ...تريد أن تدوم تلك اللحظة للنهاية ...تلك اللحظة التي يضمها فيها بتلك القوة ولا يسمح لها أن تبتعد عنه ...أرادت مهرا أن تصرخ بقوة أنها تحبه...أرادت أن تعترف بمشاعرها الجديدة التي ادركتها ولكنها خافت ...خافت أن يرفضها ...فهي لا تعرف مشاعره بعد ...صحيح هو يعاملها بلطف بالغ ...ولكن لا يمكن أن تتو*هم أن هذا حب ...سوف تكون كارثة لو كان يراها مثل شقيقته ...قد تمو*ت من الصدمة ...فكرت والإبتسامة تزين شفتيها ...
من ناحية أخري ...
كان آدم مبتسم وهو يضمها بقوة إليه ...قلبه يدق بطريقة غريبة ...مريبة ...طريقة تخ*يفه شخصيا ...تلك الفتاة التي اقتحمت حياته ...تلك الفتاة القادرة علي جعله يفقد عقله ...هي نفسها الفتاة التي تجعله يشعر بمشاعر قوية مج*نونة ...هي من تجعل قلبه ينبض بتلك القوة بعد ركود طويل... وكأنها جعلت قلبه يعود للحياة مجددا ...
...
كانت مرام تسير ناحية غرفة ادم ومهرا ووجدت الباب مفتوح بينما ادم يعانق مهرا بشغف ...تكونت ابتسامة علي شفتيها وذهبت وأغلقت الباب برفق ليحصلا علي الخصوصية !!
........
في اليوم التالي ...
كانت في المطبخ تحضر له طعام الافطار ...منذ مواجهتهم الأخيرة وهو يعاملها جيدا...يتقرب منها ويتغزل بها ...وكأنه أخيرا استسلم لكونها زوجته.....اغمضت عينيها وقلبها يمتلئ بالأمل ربما يوما ينسي مرام ويحبها هي ...تقسم ان في ذلك اليوم سوف ترقص من السعادة ...كل ما تريده حقا ان يحبها ...تريد حياة زوجية سعيدة مع اطفال تفني حياتها من اجلهم...لا تطلب اكثر من هذا ...تري هل سيكون مصيرها مختلف عن مصير والدتها ...هل ستنال السعادة ...ام ان تلك السعادة مؤقتة وسوف يخذلها سامر مجددا ويحط*م قلبها مجددا ...ربما برودها معه هو ما جعله يتوقف عن اذ*يتها ...للأسف سامر لا ينفع معه الاهتمام المبالغ به...بعض البرود سوف يعيده الي رشده ...
فكرت وهي تبتسم بخفوت وهي تتذكر كيف عاشت في النعيم في اليومين السابقين !!
ولج سامر الي المطبخ وهو يتأملها وهي تعد لهم الافطار ...كان شعرها القصير ما زال رطبا ...ترتدي منامتها الزهرية وهي غارقة في العمل...لقد تقربا كثيرا تلك الايام ...اصبح يعاملها كأنه يحبها ولكنه يعرف انها لا زالت خارج قلبه ...لم تمسه حتي ...للأسف هو ما زال يفكر بمرام ...ويقارن دوما بين  كارما ومرام ...ومرام هي الفائزة دوما ...لقد عاهد نفسه الا يظلم.كارما مجددا ولكنه لا يستطيع التوقف عن التفكير بمرام ...كأنها لع*نته للأبد ...واللع*نة كانت انها تكون في عقله حتي آخر العمر ...قلبه لا ينبض مع كارما بنفس الطريقة التي ينبض بها عندما كان مع مرام ...ما زالت كارما بديل باهت لمرام ...ولكنه لن يخبرها بهذا ...لن يج*رحها مجددا...بل سيتقبل نصيبه بهدوء ويحاول اسعاد كارما ...هي تستحق هذا ...هي تفعل المستحيل لتسعده وهو يجب أن يفعل هذا ...اقترب هو من كارما بهدوء ثم ضمها من الخلف وقال:
-تعرفي انك جميلة اووي النهاردة ...
ضحكت هي وعينيها تبرق بسعادة وتقول:
-انا جميلة طول ما انت بتحبني ...
استدارت نحوه وبرقت عينيها بأمل وقالت بلهفة:
-بتحبني يا سامر ...بتحبني....
كان ينظر إليها بشفقة ...كانت تتوسل الحب منه فلم يستطيع إلا أن يقول:
-طبعا بحبك يا كارما ...بحبك اووي
.........

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن