الفصل الرابع والعشرون♥️

55.6K 1.4K 59
                                    

الفصل الرابع والعشرون(موافقة)
يجلس في منزله ...بالاصح منزلها الذي س*رقه منها ...يتأمل كل ركن وهو يشعر بالإختناق ...يشعر وكأن شيئا بغي*ض يجثم علي صدره ...مشاعره مشوشة كليا ...عندما رأي مهرا ادرك انه لم يعد يحبها ...او بمعني اصح لم يحبها ابدا ...مهرا كانت بالنسبة إليه تحدي ...تحدي اراد ان يفوز به ...اراد ان يكسبها بأي طريقة ...حاول كثيرا ان يلفت انتباهها له ...كانت تضايقه الطريقة التي كانت تعامله به ...كانت تعامله بترفع وكأنها افضل منه......كأنه انسان حقي*ر لا يستحق انها تحبه...لذلك لاحقها بإصرار ...لاحقها حتي اصبح مه*ووسا بها وظن انه يعشقها ...حاول كثيرا ان يتودد إليها ولكنها كانت ترده بإصرار..جعله يفقد عقله ويصر علي أن يطاردها ....ولكن الآن ...الان يشعر بجفاف من ناحيتها وكأنه لم يكن مهووسا بها من قبل ...وكأنها شخص عادي جدا بالنسبة له ...المدهش أن انسانة اخري تماما احتلت تفكيره بقوة ...لم يتوقع في أكثر أحلامه سخافة أن حياة ستشغل تفكيره بتلك الطريقة...دموعها لا تتركه ...نظراتها المنك*سرة ترفض أن تحل عنه ...أنه يتذكر جيدا اخر لقاء بينهما عندما طردها من هذا البيت ...يتذكر انك*سارها وصراخها ...ثم قسمها الأخير الذي جعل قلبه يرتجف
فلاش باك ...
-بتقول ايه ؟!
قالتها حياة وهي تنظر إليه. ..وجنتيها ملطخة بالدموع وعينيها حمراء بلون الدم ...كانت تلهث بسبب ما يحدث معها ...كانت لا تصدق ...لا لا ..هذا ليس احمد ...احمد لا يفعل هذا ...
اقتربت منه أكثر ودموعها تنساب وقالت:
-احمد انت اكيد بتهزر ...انت بتعمل ايه ؟!انت عايز تطردني من البيت !!!...ليه بتك*سرني بالطريقة دي ....
مسحت دموعها وقالت:
-اكيد انت بتهزر معايا ..عايز تخوفني صح ...طيب أنا استسلمت يا احمد ...كفاية بقا هزار سخ*يف ...أنا بدأت أخاف منك ...انهي اللعبة دي لأن...لأن ..
تقطعت كلماتها وهي تضع كفها علي قلبها وقالت:
-قلبي بيتك*سر من معاملتك دي ...أنا تعبانة ومش متحملة ..قلبي أضعف من اني اتحمل هزارك ...فعشان خاطري كفاية ...
كانت ملامحه متجمدة وهو ينظر إليها رغم الأعاصير التي بداخله ...كان قلبه يؤلمه بشكل غريب ولكنه تجاهل المه وقال:
-انا مش بهزر يا حياة ...أنا قربت منك عشان فلوسك واخدت شقتك وأنتِ ملكيش مكان هنا ...يالا دلوقتي امشي ...امشي يا حياة مش عايز اشوف وشك تاني ...
تقلص وجهها من الال*م والحزن ...وضعت كفها علي قلبها. دموعها تتدفق من عينيها ...كانت تنظر إليه بصدمة ...لا تصدق أننا نحب شخص لدرجة الج*نون وهذا الشخص يتجرأ ويق*تلها ...لقد ق*تلها احمد ..نعم قت*لها ولن تقوي علي الحياة مرة أخري ...كم تمنت أن يكون هذا مجرد حلم س*خيف من خيالها ولكن للاسف كان الحقيقة كاملة ...الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنه لم يحبها ابدا ...بل هي كانت وسيلة لتحقيق أحلامه ...وقد حقق أحلامه والان انتهي دورها يجب أن تذهب من حياته ...اقتربت حياة أكثر وعينيها تلمع بطريقة غريبة ....شئ شبيه بالقسوة أو التحدي....
امسكته من قميصه وهي تهزه بينما دموعها تتساقط وتقول :
-ليه مخلتنيش امو*ت ...
نظر إليها بحيرة لتصرخ بشراسة :
-ليه مخلتنيش امو*ت لما كنت عند قبر اهلي ...ليه أنقذت حياتي وانت اصلا كنت ناوي تقت"لني ببشاعة اكبر ....ليه يا احمد ...ليه !!!
كنت سيبتني امو*ت كنت علي الاقل مش هحس باللالم ده مش هحس اني بمو*ت ومش طايلة المو*ت...لم يرد عليها وهو يشاهد انهيا*رها ....كان صامت تماما ولكن قلبه كان يغلي...أراد ضمها والاعتذار منها ولكن اوقف نفسه بصعوبة ...
ابتعدت وهي تمسح دموعها ولمعت عينيها أكثر وقالت:
-مبروك عليك الشقة ...ومبروك عليك انك قدرت تخد*عني بسهولة ...انت كسبت الشقة والفلوس بس خسرتني ...خسرت حبي للابد...أنا هطلع من هنا واوعدك مش هوريك وشي تاني !!!
باك ...
عاد من شروده وهو يلقي كوب العصير الذي يشربه ليتهشم الزجاج كتهشم روحه!
.......
-ادخلي يا حياة .
قالها مروان وهو يشير للداخل ...ولجت حياة الي شقة مروان وهي تمسح دموعها ...تفحص مروان حياة جيدا وهو يفكر أنها تغيرت...تغيرت كي تنال حب احمد ولكن يبدو أن احمد قد خد*عها وك*سر قلبها...رغم كل شىء ...شعر بالسوء من أجلها ....شعر أن بطريقة ما حياه تشبهه كثيرا ...هي تبحث بلهفة عن الحب مثله ...تبحث بشراسة حتي تح*طم قلبها...تح*طم قلبها مثله ...
اتجهت حياة الي الأريكة الناعمة التي تحتل صالة المنزل ثم جلست عليها وهي تضم ساقيها الي جسمها وترتجف بينما دموعها لا تتوقف عن الانسياب...منذ أن ط*ردها احمد وهي تجوب الطرقات دون هدي ...قضت ليلتها في فندق ثم باليوم التالي ذهبت الي المقبرة وقضت اليوم كله هناك ...كانت بحاجة إلي والديها ...كانت تريد أن تبث لهم حزنها وشعورها بالخ*يانة علي يد من عشقت أكثر من أي أحد ....
اخذت دموعها تتدفق بقوة وهي تشعر بقلبها يتم*زق من الالم بينما شهقاتها تعلو بعن/ف. ..لقد تد*مرت علي يده ...كيف يفعل بها هذا ...كيف يكون بتلك القسوة لقد أحبته اكتر من اي شئ وهو ك*سرها ...اتخذها وسيلة لتحقيق أحلامه دون أن يهتم  بقلبها الذي تح*طم علي يده ...كيف يكون بتلك البش*اعة كيف ...ماذا فعلت له ليفعل هذا ...ولكن داخلها ادركت أنه ذ*نب مهرا ...مهرا التي خد*عتها بعد أن أعطتها ثقتها .. شهقت حياة وهي تضع كفها علي فمها وتبكي بعن*ف ...نظر إليها مروان بحزن ...كانت حالتها تصعب علي الك*افر ...رغم أنه ابدا لم يحب حياة ...كان يحت*قرها كأي رجل في حياتها يظنها سهلة المنال ...ولكنه عرف أن حياة تشبهه الي حد كبير ...هي تعاني مثله من الوحدة والنبذ من الجميع ...احتشدت الدموع في عينيه وهو ينظر إليها ....كان يراها تبكي ...تبكي المعاناة التي يعيشها ...هي فقدت والديها الذين احبوها وهو فقد والدته ..فقدها وحتي الان لم يستوعب الأمر ...
جلس بجوارها بتعب وهي تبكي وقال:
-يمكن أنا اكتر واحد مقدر موقفك يا حياة...مقدر حزنك وعدم قدرتك علي تجاوز مو*ت اهلك ...أنا للاسف مش قادر أتجاوز وفاة امي ...قلبي بيتح*رق وانا بفتكر أنها مبقتش موجودة ...هي من اول ما ما*تت ملقيتش حد يحبني ولا يهتم بيا ...ابويا بيك*رهني ولا كأني  عد*وه ....
ضحك ودموعه تتدفق من عينيه وقال:
-تخيلي أنه قالي أنه عمري ما حبني ...يعني انا كنت عارف المعلومة دي ...بس لما قالها بلسانه ...وبنظراته وبالغ*ل في كلماته  ...حسيت أن قلبي زي القزاز اللي انك*سر خالص ومفيش امل يتصلح...كان نفسي حتي يكد*ب عليا ويقول إنه بيحبني كنت هفرح والله ...كان نفسي يحسسني ولو بالك*دب اني ابنه ...بس للاسف يظهر أن وائل بيه فا*شل جدا في الكد*ب ...
نظرت إليه حياة وهو يمسح دموعه ...يسيطر علي نفسه كي لا ينه*ار مثلها ...ربتت علي كتفه وهي تبكي ...تبكي حالهما ...تبكي عدم حصولهما علي الحب ...
ارتجفت شفتيها وقالت؛
-كنت فاكرة اني خلاص ...ليا حق احب واتحب ...ليا حق اني ابقي مبسوطة ...افتكرت أن احمد بيحبني وعملت المستحيل عشانه...لكن احمد. ...احمد ك*سرني يا مروان ...اتخلي عني يوم فرحنا ...بعتلي رسالة وقالي ببرود أنه مش جاي ...وقتها أنا حسيت اني نفسي امو*ت بس مش طايلة المو*ت ...وقتها اتمنيت أن بابا وماما يكونوا عايشين عشان ابكي في حضنهم ...لكن لا أنا في اليوم ده فضلت طول اليوم ابكي لوحدي ...صحيح عمو جلال حاول يساعدني بس مقدرش ...أنا مكنتش عايزة الا اهلي في الوقت ده..
انفج*رت حياة بالبكاء ليبكي مروان مثلها وسيطر صوت بكائهما علي المنزل ...كل منهم يبكي مر*ارة الفقد !!
............

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن