الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)

51.9K 3.2K 830
                                    

"الفصل الثامن و الثمانون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"كم قاسي الكتمان في حين أن كل ما بداخلك يود الصراخ"
_________________________

هل ظننتُ أن هذه الحياة ستتوقف عن تلقينك الدروس على هيئة صفعاتٍ موجعة؟ هل ظننتُ أن كل ما لديها من جديدٍ انتهىٰ؟ فلازالت تملك من الدروس المزيد و كل درسٍ يترك أثرًا لا يزول من القلب حتىٰ و إن زالت الحياةِ نفسها.

لم يصدق "وليد" ما وقع على سمعه و ارتمى في حضن "خديجة" مثل الطفل الصغير الذي يبحث عن ملجأه وسط خوفٍ من قبيلةٍ بأكملها، صدمة لم يتحملها عقله و قلبه و أثرت على كيانه، فيما نظر "طارق" لـ "سلمى" التي ارتمت عليه تبكي بقوةٍ و هي تتذكر حديث شقيقتها معهما بالأمس.

دلف الطبيب لها من جديد فيما وقفوا جميعهم بالخارج ينتاب القلق قلوبهم و يغلف الخوف نظراتهم و أكثرهم تأثرًا كانت "هدير" نظرًا لمكانة الأخرى لديها، فارتمت على "حسن" تبكي بخوفٍ فرفع كفه يربت عليها و هو يحاول طمئنتها لكن خوفها تغلب عليها و خاصةً بعد حديث الطبيب و نظراته المتأسفة.

كان "وليد" بين ذراعي "خديجة" و هي تربت عليه و "ياسين" أيضًا يُطمئنه حتى خرجت له الممرضتين بعد مرور ساعتين أخرتين تحمل كلٍ منهما طفلًا على ذراعيها، حينها وقف "وليد" أمامهما فمدت الأولى يدها له و هي تقول بنبرةٍ هادئة:

"اتفضل ابنك الأول"
أخذه من يدها بكفين مرتجفين و حمل "مرتضى" الأخر على يده و هو يبتسم بتأثرٍ، فسألها "وليد" بخوفٍ و صوتٍ مختنقٍ:

"طب هي ؟! عبلة عاملة إيه طيب ؟! كويسة صح ؟!"

ابتسمت له تطمئنه و هي تقول:
"الحمد لله، سيطرنا على الوضع، هتخرج قريب إن شاء الله من العمليات"

تنهد هو براحةٍ، فاقترب "طارق" يسألها بلهفةٍ:
"بجد ؟؟ يعني هي هتبقى كويسة طيب ؟!"

حركت رأسها موافقةً ثم تحركت من أمامه، فأعطىٰ "وليد" ابنه لـ "طارق" و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"أنا مش هسيبها يا طارق، أمسك"

أخذ "طارق" منه الصغير فيما ابتعد "وليد" عنهم يطلب من "ياسر" بتيهٍ:
"أنا عاوز أدخلها يا ياسر، ينفع ؟"

رد عليه "ياسر" بثباتٍ مقدرًا حالته و ما يشعر به:
"مش هينفع يا وليد، دي أوضة عمليات و مش اي حد يدخلها، اتطمن طالما الممرضة طمنتك يبقى خير إن شاء الله"

ابتلع "وليد" غصة في حلقه ثم نكس رأسه للأسفل فاقترب منه "عامر" يربت على ظهره و هو يقول مؤازرًا له:
"متخافش والله دا اختبار من ربنا ليك، ادعي و إن شاء الله تخرجلك بالسلامة زي ما ولادك خرجولك"

رفع رأسه للأعلى يقول بقلبٍ موجوعٍ:
"يـــا رب !! خرجهالي بالسلامة"

اقترب منه "وئام" يقول بنبرةٍ هادئة يحاول إزالة خوفه:
"هتخرج إن شاء الله، صدقني ربك كريم و رحيم بعباده و أنا جربت احساسك دا من سنة و أكتر لما هدى كانت مكانها، ربنا يطمن قلبك عليها زي ما طمنك على ولادك، تعالى شوفهم"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن