"سامحني ... على حبي - لإتلافك بحبي."
-دوستوفيسكي#الفصل_الثاني_والعشرون2
#معشوقة_النَّجم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصةأعلى قمم جبال المقطم يقف عليها مستندًا على مقدمة سيارته، تلك العادة حينما يزهد البشر وتعاملاتهم يأت لهنا سرًا، تاركًا للنسمات الباردة لفح وجهه، ويريح عقله الذي يخيل له بأن يُلقي نفسه ليصبح أشلاءً كما كان يفعل أثناء مراهقته، لكنه كبر على تلك الخيالات الطفولية لم يعد يهرب من مسؤولياته بل يحاربها ببسالة ولم يعد الموت حلًا، بل
اعتراض على أحكام ربه وكُفر يوقن من مدى بشاعته، لكن العُزلة لم تدم كثيراً حينما أتت سيارة مجاورة يعلم صاحبها والذي لم يكن سوى آمان الذي ترجل، متحركًا ليجلس بجانبه بصمتٍ، محافظًا على وصلته الانعزالية والتي لم يقطعها سواه:-عرفت.
سؤال ليس الغرض منه الاستفسار بل التيقن بحقيقة جاهد لاخفاءها خاصةً عنه، يومًا ما تحدثت أمامه أمينة وقالت أن "آمان" وصفًا لا اسمًا، وهو كان كذلك حينما مات والداه، فالتقطه في كنفه ولم يلفظه أبدًا، ومن لحظتها هو يرغب في الحفاظ على كنزه الثمين، لم يكن قديسًا أو راهبًا بل كان أرعن منغمس في اللذات حد التخمة، ولم يوجد فعل يؤكد حرمانيته إلا وفعله، ولكنه توقف حينما
علَّم هولازال يتذكر تلك النظرة المتوجعة التي لاحت في عيناه حينما أتى ليزوره ووجد معه فتاة ، لمح الهزيمة في عيناه وتهدلت أكتافه بمهانة لم يقبلها عليه، ولم ينبث بحرفٍ حينما صفعه بقوةٍ شقت لهُ فمه، وبعدها أحتضنه باكيًا وهو يشتد من ضرباته على ظهره بتكرارٍ:
-خُنت ثقتي فيك.
يشتكيه لنفسه وهو يحتضنه !
ويعبر عن بشاعةٍ فعلته بجملة أقسى من مائة جلدة حق فعلته الشنيعة شرعًا وقتها يتذكر أنها كانت تلك أول مرة يصفعه آمان في حياته واليوم هو جعله يفعلها مرة أخرى ولكن ليس تطبيقًا لحق الأبوة، بل ليفوقه على حقيقة قاسية يرغب في تجاهلها عنوة.بينما قال آمان وعيناه لم تحيد من على المدينة من علوٍ:
-كنت عارف من سنين.
لم يصدمه كونه يعلم، هو بالآخير من الراويين بدماء صافية:
-وليه مقولتليش؟
تلك المرة استدار ليسأله:
-سؤال ولا عتاب؟!
لم يجاوبه حينما شرح الآخر مقصده:
-أصل على حسب الاختيار هتختلف الإجابة.
-ليه متقولش أنه حق؟
أجابه بحرقةٍ، جعلته يهتف بكياسةٍ:
-ساعات حقايق لازم تتخبأ عن الشخص عشان يقدر يعيش يا سهم، مش كل حاجة لازم نلاقيلها سبب أو نعرف بدايتها، في حاجات لازم تتقبلها زي ما هي.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...