الفصل الحادي عشر ♥

29.1K 782 78
                                        

كان المحامي يقوم بجميع الإجراءات لخروجها ونيل حريتها بعدما أنهت ما يقارب شهر كامل مقيدة تُعاقب على شئ لم تفعله،  تنفست بصعداء مرتسم فوق شفتيها ابتسامة خفيفة تزين وجهها الشاحب الذي كان الحزن يملأ كل أنش به.

كان عقلها شارد يفكر فيما ستفعله في حياتها القادمة بعد خروجها من هُنا، ولازالت غير مصدقة أنها قد نالت براءتها وحريتها معًا، لكن حريتها الحقيقية قد نالتها بموته، نعم بموت عصام تلك هي الحرية الحقيقية، سينتهي عذابها وجحيمها.

تستطع أن تقول حقًا أن سجنها قد انتهى، ستفعل كل شئ كما تريد هي، تضحك تبكي، تفرح تحزن، كل شئ ستفعله متى تحب؟ لن يعود ما يمنعها ويشعرها بمرارة الأيام، تلك الغصة القوية التي كانت متواجدة دومًا في قلبها قد انتهت حقًا!! هل حقًا انتهت؟!  لم تصدق ما حدث هل كل ذلك الألم انتهى؟ لكن إن كان الالم انتهى فندباته لازالت في قلبها وروحها وجسدها المشوه على يده.

هُناك العديد من الجروح لن تُشفى مهما مر عليها الوقت، وذكريات لن تُمحى، عامان كاملان كان بمثابة حياتها بأكملها، ذكريات حزينة تسيطر على عقلها لا تعلم كيف ستفقدهم حتى تستطع العيش في أمان بلا حزن ووجع، أهم شئ تود فعله هو الإبتعاد عن عائلة زوجها تلك العائلة التي عانت كثيرًا بسببها، لكن نظرات مديحة لها قبل تركها للقاعة غير مبشرة بالخير، بل كانت تطالعها بغضب معترضة في حكم البراءة التي نالت عليه متوعدة لها بشر ومكر يشبهها.

نفضت كل ذلك من عقلها الآن فهذا ليس وقته، وتمتمت بهدوء تشكر المحامي الذي وقف معها

:- بجد أنا متشكرة جدًا لحضرتك مش عارفة أقولك إيه على وقوفك معايا.

ابتسم المحامي بهدوء وأجابها بعملية ومهارة بعد إنهاء جميع عمله وإجراءاته القانونية لها

:- لا طبعا يا مدام رنيم متقوليش كدة انا معملتش حاجة زيادة عن واجبي لو لازم تشكري حد فهو جواد باشا هو اللي عمل كل حاجة وهو اللي راح مكان جريمة وقدر يعرف مكان الكاميرا دي اللي كانت مستخبية في مكان سري، هو كمان اللي اقنعني  امسك القضية عمل كل حاجة بصراحة وكان واثق انك بريئة، مبروك ليكي يامدام رنيم.

صُدمت من حديثه هل حقًا جواد فعل كل ذلك لأجلها؟ لكن مهلًا كيف فعل ذلك؟! كيف وهو بذاته كان يعلم أنها قاتلة ويود قتلها، كان يتعامل معاها بحدة وجمود ويريد حق ابن عمه منها!! شعرت أنها كالتائهة هي مهما فعلت لن تستطع فهم شخصية جواد لكن بالرغم من كل ذلك لازال معلق في قلبها بجميع طباعه التي لن ترى مثلها من قبل.

تسائلت بدهشة وعدم فهم حتى الأن

:- طـ... طب هي ازاي الشرطة ولا النيابة ملقتش الكاميرا دي.

أجابها المحامي بعملية جادة

:- الكاميرا كانت في مكان صعب حد يلاقيه وكمان هما بالنسبالهم انتي المتهمة وفي شهود عليكي فاتعاملوا على الأساس دة وعلى فكرة جواد باشا مسكني القضية قبل ما يلاقي دليل البراءة هو فعلا كان عارف أنك بريئة.

لهيب الروح "هدير دودو"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن