الفصل الخامس والعشرون

11.1K 675 156
                                    

الكراهية عُبارة عن أرجيلة، جمراتها القلوب التي أحرقتها، ودخانها المسموم يعبر عن احتراق مسَّها فتحولت لرماد تناثر في الخواء.

#الفصـل _الخامـس_ العشـرون
#معشـوقـة_النَّجـم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصة

ضيق عيناه ببطء وهو يمضغ علكة بالنعناع
محافظًا بها على تركيزه، غير مُهتم للعاصفة الثلجية التي حذرت منها الحكومة صباح اليوم، في نفس الوقت الذي استدار على صوت يحيى الهاديء:

-فعلت طارد الذبذبات، أي إشارة هتيجي هترتد بالعكس والجهاز مش هيلقطها.

وحينما وجد الوقت سامحًا توجه لهم
باللهجة الآمرة، ويوزع عليهم الأدوار:

-تمام، كده شاهر خليك مع يحيى راقب الوضع ولو حسيت بأي حاجة بلغني.

أومأ شاهر مزعنًا حينما التفت نَّجم الدين إلى
الباقون:

-أمَّا جواد وحذيفة وسلمى معايا هخرج الأول، وبعد دقيقة واحدة هفتحلكم الباب.

وصاه شاهر بجديةٍ:

-خلي بالك.

أومأ قبل أن يخرج متبع تسلسل النظام، داسسًا يده في جيب جاكيته، يطالع حوله بطرف عيناه قُبيل أن يخرج شيئًا مدببًا من حقيبة كتفه الصغيرة، يعلقه في معطفه فلم يكن سوى طارد الذبذبات الذي انتهوا منه أمس، وبخفة استدار حول المنزل يتأكد من عدم وجود أحدًا قبل أن يقفز متعلقًا بالسور القصير نسبيًا، متجاهلًا ألم كتفه بذبذبات الوجع التي تجاهلها، قافزًا برشاقةٍ للحديقة، ثُمَّ قرص أنفه معدلًا من وضع كتفيه بهدوءٍ ودلف
بحرصٍ، متأهبًا لأي جهاز إنذار سيشتعل في ثانية ولكن ثقته كانت بمحل جهدها، ليلحقه باقي الفريق الذي يترأسهم بآمر من مديرهم، فلم يكن فتح الباب بالشيء الصعب البتَّة لسببين أحدهما للعاصفة التي أبشرت عن وصلوها، والثان لعُزل المنطقة في ولاية تكساس، نزع جاكيته وحثهم على التحرك:

-قدامنا أربعتاشر دقيقة عشان نخرج من هنا، كله يظبط الاستوب وتش بتاعته دلوقتي.

ورفع ساعده معهم في ثانية واحدة يضبطوا الوقت، ثُمَّ تحركوا في البيت المكون من طابقين، يفتشوا في الأرجاء ليأتيه صوت سلمى بقولها:

-مافيش حاجة في أوض النوم.

ليتدخل جواد معبرًا عن تواجده باللاسلكي:

-ولا في المكتب.

زفر بتروٍ وهو يغلق باب الغرفة خلفه بعدما انتهى من تفتشيها، يُلقي بنظره حوله، الوضع يتأزم وهم بأمس الحاجة لتلك الأوراق، بهم  سيمنع إبراهيم بالخروج من مصرٍ ومعاقبته بحكم الجنسية المصرية التي لازال يحملها، سيساعد شقيقه باسترداد حق صغيره، وسينتهي ذلك الكابوس أخيرًا، لذلك خيار الاستسلام لم يكن متاحًا حتى بانخفاض الدقائق لعشر لا تكفيه للبحث عن الإبرة بكوم القش، لكنه توجه ناحية المكتبة التي أثارت انتباهه يزيح كتبها لعله يجد دليلًا ولكن كل ما يفعلوه سـراب ولا الوقت أو الإنتظار خياران متاحان لهم، فتملكه يأس لحظي حينما تشدق حذيفة:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن