1

430 20 0
                                    

.
.

ليخبرني شخص ما هو السبب الذي يدفعه للعيش؟
لأخبرك أنا أسبابً عديدة تجعلني أرغب في الموت أن أبتغيه كل دقيقة، لكنه لا يأتي إلي، ولا أجرؤ على إزهاق روحي.
لا مانع لي أن يفعلها شخص ما فقط حاولت، لكنني أعود إلى تلك الحياة إلباسه ببؤس أكبر من ذي قبل أليس هناك من  يجراء على فعل ما لم أفلح بفعله منذ عشر سنوات.
استمر بتلويث الورقة بكلماتي الباليه حتى أتات النادلة لتضع قهوتي أمامي لأخرج من دوامة أفكاري، أشكرها
أغلق دفتر ملاحظاتي الذي يحمل جميع سوداويتي التي لا يراها أحد غيري.
أرتشف قهوتي بهدوء، وأتأمل العابرين  هل جميعهم يعلمون لاين يسيرون؟
أم أنهم مثلي يسيرون حيث تريد الحياة؟
تنهدت من تلك التساؤلات التي لا تفارقني.
أنظر إلى ساعتي التي تشير للعاشرة صباحاً  يجب علي الذهاب للمكتبة فهناك ما أحتاجه لكتابة روايتي الجديدة
رغم بؤسي وسوء حالتي النفسية والجسدية إلا أنني أحب الكتابة، وأجدها السبيل الوحيد لبقائي على قيد الحياة،
فهي تنتشلني من واقعي المرير لتسقطني  ببحر اللغة لتجعلني أبحر بعمق ومعاني كلماتها.
تمكنني من رسم حياة وأشخاص ومشاعر فقط بالكلمات أعيش بها مِئات الحياوات والمشاعر لذلك ما زلت أكتب.
أسيرُ لشارع المقابل الذي تقبع به المكتبة
دلفت لداخل
توجهت للبحث عن الكُتب التي أريدها
مكثتُ بالمكتبة ما يقارب الخمس ساعات، ولم أشعر بمرور الوقت لشدة انغماسي بالكتابة والقراءة والبحث عن مواضيع وحبكة جديدة،  قمت بجمع أوراقي وكُتبي أدخلهم بحقيبتي.
في أثناء خروجي من المكتبة صادفه باتريك
"كيف علمت أنني هنا؟"
سألته، بينما أضع سيجارتي بين شفتاي لأشعلها

"أين سوف تكونين مثلاً عدا بتلك المكتبة"
ابتسمت على رده فهو محق لا مكان يألف روحي المغتربة منذ سنوات أرفع رأسي لأنفث هواء سيجارتي لأسأله

"حسناً أيها لَبيب ماذا أتى بك؟"

"أتيت لأخذك للغداء ولكي نناقش أيضا بعضاً من الأمور التي تخص العمل"

"حسناً"
دلفت لسيارته نتجه إلى مطعم فاخر فباتريك يعلم أنني أحب ذلك النوع من المطاعم.
أفتح النافذة لتلفحني رياح مارسيليا الباردة، ما زلت أحمل سيجارتي التي على وشك الانقضاء، انتهيت منها ولم ينتهي معها كُمِدي.
وصلنا للمطعم لنرتجل من السيارة، ويأتي شخص ليأخذ مفتاح السيارة من باتريك ليركنها لنا اتجهنا لداخل كان المكان هادئ صوت أحاديث قليلة وفرقعة الصحون والملاعق أتى النادل ليرشدنا لطاولتنا.

"ماذا تريدين أن تأكلي؟"
انظر لقائمة الطعام حقاً ليس لدي شهية، لكنني لا أريد سماع تذمرات باتريك.

"أريد باستا فقط"

"حسناً"
أشار باتريك لنادل ليعطه طالبتُنا ويذهب
صدح صوت البيانو فجأة ليعلو جميع تلك الأصوات بالمطعم تنهدت لعلمي بتلك المعزوفة أنها ذكريات الماضي لشاعر البيانو فيردريك شوبان وضعت يدي تحت ذقني، أتأمل ذلك العازف تلك المعزوفة تحثني على نثر دواخلي أن أغرق ببحر كلماتي أن اتقيى جميع ما حبسته بصدري، يخرجني النادل من شرودي أثناء وضعه لأطباق الطعام

Marseille (MCH)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن