يومًا ما سنلتقى

٩٦

- أبوكِ قرأ الفاتحة معاه.
قومت من على السرير بفرحة :- وافق وقرأ فاتحة كمان!

حسيت إن بابا بيقول الكلام ده عن يوسف من ورا قلبه، أساسًا هو شخص كويس أوي مكنتش مقتنعة إن بابا مبيقبلهوش.
ماما قعدت على السرير وبصت في الأرض من غير كلام، قربت منها ببطئ وقعدت قدامها، مسكت إيدها وابتسمت بتوتر:
- عارفة إنك عايزالي الأفضل، بس هو كويس فاهمة؟ بيحاول يبقى أحسن كل يوم عن اليوم اللي قبله، يمكن انتوا مش شايفين ده بس أنا شيفاه، يعني .......(ابتسامتي اختفت تدريجيًا لما سكوتها طال، سألتها ):- هو أنتِ ساكتة ليه يا ماما؟مش فرحانة ليا؟
رفعت عينيها ليا وقالت بحذر:
- قرأ الفاتحة مع سيف.
رجعت براسي ل ورا بسرعة وسيبت إيدها، وقفت ورجعت خطوتين وسألتها بعدم استيعاب :
- سيف مين بالظبط؟
- سيف ابن عمك عمران، انتوا متربيين مع بعض، سيف راجل تتمناه بنات البلد ك........
- إلا أنا! يتمنوه الكل إلا أنا، ده شخص مُعقد.
- من امتى بنحكم على الناس من بعيد؟
- زي ما قولتِ أنا متربية معاه، يعني عارفة الشخص اللي قدامي ايه، ده بيشوفني بحس إنه شاف عفريت، مبيبتسمش حتى، ايه فجأة حبني وبقى عايز يتجوزني!وبعدين بابا يوافق على أساس ايه؟ مأخدش رأيي أصلا!
- لو مرتاحتيش معاه سيبيه، هو قرأ فاتحة بس.
- انتِ عارفة إني مكنتش هوافق عشان كده داخلة ساكتة صح؟

(سيف؟ ده أنا بتمنى أمحي ذاكرتي في اليوم اللي بقابله فيه، هو جد دايمًا، مبيضحكش ولا يهزر ولا بيتكلم معايا أصلًا، بابا كان بيتعمد يقول قدامي أكتر من مرة إن يوسف مش أد المسؤولية، أنا بس اللي كنت بشوفه شبهي، القمر اللي بيقلب التجمع العائلي قاعة للضحك ده مش أد شيل المسؤولية؟ خلاص نرميها مش مهم نشيلها.)

ماما قامت من مكانها بدون ما تضيف كلمة، وصلت لباب الأوضة ولفت براسها ليا، لمحت الحزن في عينيها فعرفت إنها هتقول خبر أوحش من اللي
قالته:
- يوسف كلم أمه على البنت اللي بيحبها، راحوا قابلوا أهلها من أسبوعين ووافقوا، هيحددوا خطوبة قريب.

رفعت عينيا لماما بسرعة، فتحت بؤي عشان أتكلم وقفلته تاني، محدش يعرف موضوعي أنا ويوسف إلا شهد، ده لو كان في موضوع من الأساس. وبنت مين اللي يحبها؟ طب وأنا؟
حسيت الأوضة بتضيق عليا فابتسمت بتوتر:
- اه قالي، خالتو قالتلك متأخر المرة دي.

( يخطب! ده أنا متمنتش حاجة في الدنيا غير إني أكون معاه، حاجة وحيدة بس أتمنتها! حتى دي؟)

مسحت دموعي وكملت كلام مع شهد في التليفون:
- وهو بيعلقني بيه ليه لما هيروح يخطب واحدة تانية؟
- بيعلقك بيه ايه! وانتوا بتشوفوا بعض غير في التجمعات العائلية أصلًا، اسمها تتعلقي بيه من طرف واحد.
- أنا فكرت إنه كمان بيفكر فيا واتقدم لبابا، وقلبت الموضوع في دماغي و حسيت براحة مع يوسف فاهمة؟ يعني في ناس كده تفكري فيهم تحسي براحة نفسية بمجرد التفكير، أهو هو الناس دي بقى!
- هو أيّ حد نرتاحله يبقى ينفع يكون شريك وزوج؟ يوسف شخص كويس يمكن، بس مش كويس ليكِ، انتِ معجبة بشكل يوسف عشان حلو شوية؟ بهزاره والكام جملة اللي بيقولهم عشان تضحكي؟ طب ما هو بيعمل كده مع كل العيلة، وطبيعي انتِ بتهزري فالناس تحب وجودك عشان بتغيري الجو وبتضيفي بهجة ليه، انتِ حابة هزاره بس، مشوفتيش الجانب التاني منه ولا ناسبتيه وقربتِ منه عشان تعرفي تفكيره ايه! حسيتِ أد ايه ده إنسان مش هيخليك تشوفي الحزن ولو دقيقة، الناس من بعيد دايمًا بتبقى جميلة، بتعرفيهم بس لما تقربي..اللي ينجذب لشكل وبس، عمر ما عينه هتبقى مليانة بالشخص ده، بُكرا يشوف الأجمل والأجمل وهيحس إن اللي معاه مش كافي ومبقاش مالي عينه، إنما اللي يحب إنسان عشان شخصُه، بيحب كل حاجة فيه ف بيشوفه أجمل حد في العالم حتى لو مكانش كده فعلًا، بيملي عينه فبيشوفه كافي عن الكل.