أعشقها فهي بداية لكل شيء. "فرنسيس سكوت"
#الفصل_الثلاثون
#معشـوقة_النَّـجم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصةقُدمت لهم القهوة التي ارتشفوها وسط أحاديث متعددة متضمنة الإقتصاد والبورصة، مع لمحة من السياسة، وقتئذ وضع يـمَّ فنجان قهوته مع قول أبيه:
-بقالنا فترة كبيرة مقعدناش سوى.
قطم نَّجم الدين قطعة الشيكولاتة، وأثناء ذوبانها الناعم تشدق:
-ربنا يمدك بالعمر يا زين وتفضل وسطنا دايمًا.
نظر لتجمعهم حوله المفتقر لتواجد فهـد العائد الليلة من اجازته، قائلًا بتلألأ النَّجوم في عيناه:
-أنا سعادتي وأنتوا حواليا، بتحبوا بعض وكل واحد عنده استعداد يضحي بأي حاجة عشان
مايتأذيش واحد فيكم، أنتوا كنزي اللي بخاف في يوم يجراله حاجة ولا يتخطف مني ساعتها عُمـر ما يعوضني مال الدُنيـا بشعرة من واحد فيكم.استكانوا بصمتٍ على حديثه الحاوي على مغزى ضمني، أفصح عنه بقوله:
-عشان كده أنا جمعتكم أنتوا بس حواليا، لأن واثق أني ربيت رجالة لكل واحد فيهم شخصية بتفرض قراراتها بشكل واعي وعشان ماحدش فينا يقدر يأخد قرار من غير ما يستشير الباقية.
تبادلوا النظرات قبيل أن يتقدم يامن بتعليقه:
-ليه طيب منستناش فهد، هو كده كده جاي النهاردة بالليل.
أجابه بهدوءٍ:
-لأني عايز رأيكم بعيدًا عن فهد، عشان عارف قراره من البداية بس حبيت أسمع رأيكم اللي واثق فيه.
تبسم نجم الدين بتعجبٍ:
-وياترى إيه الموضوع المُميـز ده، جالي فضول الحقيقـة.
ولت عيناه على ثلاثتهم، يلمح القيم التي أفنى عمره فيه سبيل غرزها في نفوسهم الراقية، فأهتدوا إلى طريق لا تغويهم فيه الملذات، لذلك لم يماطل حينما أستطرد:
-أنتوا عارفين إني كبرت، وكل يوم بيعدي بياخد من الصحة والعمر وديه حقيقة ولو رفضناها هتفضل حقيقة، ومصير كل انسان معروف، مافيش حد هيفضل خالد غير ربنا ومصيرنا في يوم الفراق، لكن قبل اليوم ده عايز أحط قواعد أضمن بيها إن شقايا فيكم مراحش هدر، ومخافش عليكم من بعدي رغم المكتوب.
تنهد يـمَّ بضيقٍ بدى واضحًا من كلمات أبيه الملامسـة لوتر حساس يثير حفيظته، ماثل رد فعل توأمه الذي علَّق:
-ولازمته إيه الكلام ده بس يا بابا، ربنا يديك الصحة والعمـر وتفضل وسطينا دايمًا.
ضحك بتعجبٍ على تعبيراتهم التئقة:
-يا ابني ده أمر مسلم بيه، الموت أكتر حقيقة ثابتـة بنتغاضى عنها عشان نعرف نعيش من غير خوف الحساب، لكن ده مش معناه إني متلهف ليه.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...