(أشعر بالأمان)ممدد بجوارها فوق الفـ راش واضعا رأسها على صـ دره وابتسامة كبيرة تزين محياه الحسن وراحا للمرة التي لا يعرف عددها يتذكر ما حدث بينهما بالأمس.
فبعدما أخبرته صراحة بأنها تحبه اتسعت حدقتاه في دهشة وغمغم بعدم تصديق وهو ينظر إلى عينيها: إيه بتقولي إيه عيدي الكلام اللي أنت قلتيه كده تاني.
إنهمرت دموعها ورددت بصوت مرتجف: أيوة أنا بحبك أوي يا أدهم الشعور ده حسيت بيه متأخر أوي.
وضع أصبعه على فـ مها يمنعها من الحديث واتجه سريعا إلى غرفة الملابس ساحبا أول قطعة قابلته وعاد إليها ثم عاونها في ارتدائها وجذبها إلى الفـ راش وجلسا سوية على طرفه ثم أردف بعدم تصديق: عيدي الكلام اللي أنتي قلتيه تاني يا فريدة.
تنهدت براحة وابتسمت بداخلها على شهامته التي اعتادت عليها منه إزدردت ريقها بصعوبة ثم مسحت دموعها بأطراف أصابعها وهتفت وهي تنظر إلى عينيه مباشرة: عارف طول عمري من الناس اللي ما بتحسش بقيمة الحاجة غير لما بتروح منها بس دايما كنت بقول لنفسي ده نصيب وإن لو كان فيه خير كان هيبقا
بس معاك ما قدرت أقول لنفسي الكلام ده وحسيت أنه خسارتك كبيرة أوي بالنسبة لي.أشرق وجهه بابتسامة رائعة وراح يهز رأسه يمينا ويسارا بعدم تصديق مما يستمع إليه منها
فاستطردت: عارف ما كنتش بحس بالأمان طول عمري من أول ما دخلت بيتكم ده غير لما كنت بتبقى موجود ولما كنت بتحضـ ني كنت يبادلك الحـ ضن وأنا عارفة أنه حرام شرعا بس ما كنتش بأهتم وقتها كل اللي كان يهمني الأمان والحنان اللي بحسهم في حـ ضنك
بس لما اتوفى أمير وأنت أجبرتني على الجواز منك أقنعت نفسي بأني بكرهك ما اتعودتش إن حد يجبرني على حاجة بصراحة فقررت انتقم منك علشان كده.
بس للأسف ما قدرتش ما قدرتش انفذ حاجة من اللي نويت عليها.قاطعها بلهفة: يعني ما فيش حاجة بينك وبين حازم؟
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه بصدق: أبدا والله كان مجرد تليفون عارفة أني غلطانة وإني كمان خينة بس صدقني العند اللي جوايا والكبرياء ما خلونيش أشوف قدامي ولما جيت وقلت لي إنك هتتجوز مرام حسيت بسكاكين بتقطع في قلبي وقتها بس اتأكدت أني بحبك وبغير عليك كمان.
لمعت زمرديتاه وجذبها إلى صـ دره يعانقها بقوة وهو يتنهد بحرارة فلأول مرة يسمع منها تلك الكلمات وذلك الاعتراف جعله ينسى ويتناسى كل شيء.
دقائق قليلة وأبعدها عن حضـ نه ثم استلقى على ظهره فوق الفـ راش وأشار لها كي تجاوره فانصاعت لطلبه وكأنها تريد ذلك أكثر منه
توسدت صـ دره وهي تشعر بالراحة والأمان يغلفونها والتي افتقدتهما لوقت طويل وأغمضت عينيها مستسلمة للنوم الذي أتاها سريعا في تلك الليلة المرهقة.
أنت تقرأ
كما لو تمنيت
Mystery / Thrillerكلنا نتمنى أن نعيش حياة غير تلك التي نعيشها لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه جميعنا خلقنا بالفطرة أبرياء لكن الحياة تشكلنا كما تشاء فتتغير صفاتنا وطباعنا ونجد أنفسنا تحولنا تدريجيا لشخص لا نعرفه ويصبح الهدف الأساسي الذي نريد ان نحيا من اجله ه...