Part 12

207 7 0
                                        

في الصباح الباكر استيقظ مانع من نومه ليتوجه فورا. قبل غسل وجهه نحو غرفة نومها ، دخل من باب الشقة ثم ضرب بابها دون رد ، فقرر الاستعداد ليومه الجديد ثم الاطمئنان عليها مرة اخرى
استيقظ الجميع و لاصوت صدر منها
ارتشفت الجدة من فنجان قهوتها ثم : وحدة منكم تنادي على بنت منصور
وصايف : من عيوني الحين اقوم اشوفها
صعدت درجات السلم متوجهه للشقة لتُصادف عمها في الطريق
: مساء الخير
وصايف: مساء النور ، ماصحت بنتك؟
مانع : مستغرب والله تعالي نشوفها
ضرب كلاهما الباب و نادت وصايف كثيراً برفقة عمها من دون رد على حديثهما
وصايف : خليك انا بدخل اشوفها
مانع بعجله : وصايف ابعدي عني
اقتحم الغرفة ليراها مُرتبه كما هي لم تُلمس منذ الامس
وصايف : يمكن  في العمل  اتصل هناك
رفع هاتفه لدقائق و انزله بخيبة امل : يقولون اعطتهم خبر من امس بالليل اذا احتاجو شي يتواصلون معي
وصايف : وين راحت البنت ؟ ، كيف محد يدري عنها !
نزل درجات السُلم سريعاً ودخل الصالة بالقُرب من الجميع بتلك الملامح الخائفة التي ارعبتهم
كيف  ينقل خبر اختفاءها ، ليرى الجميع استقاموا في وقفتهم ينظرون خلفه متفاجئين ، تفاجأ هو بدوره منهم
ليلتف ويرى اخاه الذي تركهم منذ اكثر من عشر سنوات مع ابنه و عائلة اخرى
دخل علي بخطوات متسارعة و صوت اعلى : مانع ، يا مانع ...
صمت فور ما رأى من امامه ثم ضاعت كلماته و ما كان يريد قوله
تقدم هتان بسعادة نحو جده : جدي جبت لك معي ابوي ، خلاص رجع لنا و راح يصير بيننا
كان الجميع خائفين من ردة فعل حصة خصوصاً نحو ابنها
بدورها بالفعل صُدمت من عودة زوجها لكنها تذكرت كيف ربت ابنها على الحب و دائماً ما تحثه على البحث عن والده و معرفة الحقيقة التي يبحث عنها
ابتسمت للجميع و كانت اول المرحبين
: الحمد لله على سلامتك يا يحيى ،نورت المكان الكل اشتاق لك هنا
قالتها بقلب مُتألم و نبرة صوت باردة تخلو من المشاعر
اجابها : و انتِ!
تركت سؤاله دون جواب بمشيها نحو الدرج للصعود
هتان بسعادة : تفضل يا ابوي
احتضن الجد ابنه ببرود ظاهر عكس ما بداخله بينما والدته استقبلته بالبكاء و الحضن الدافئ
سلم الاخرين على اخيهم بحراره بينما الصغيرين بقيا يشاهدان الاحداث امامهما
همس عليّ : كنت بقول لك عن رونق
مانع بذات الملامح و الهمس : البنت مدري وينها جيت بكلمهم الا و المفاجأة لا قصدي  المُفاجعة قدامي
علي: تعال تعال برى
مانع: يلا قبل لا ينتبهون علينا مرة ثانية
قطعت وصايف النقاش في الداخل لتتحدث مع جدها : جيت مع عمي مانع نقول لكم ان رونق مختفيه
الجد : وين البنت ؟
وصايف : مو بغرفتها و اغلب اغراضها مو موجودة ، يا انها سافرت يا معرف وينها
ليلى : بسم الله امس كانت معنا وين بتروح!
تميم : انا رايح ادور عمي مانع و اشوفه
الجد: قول له و لعلي يجون بسرعة عندي
يحيى : بس حبيت اعرفكم على صمود زوجتي و بناتي التوأم بتول و أمنه
احتضنت الجدة حفيداتها في مشهد لطيف ثم رحبت بزوجة ابنها و اعتذرت عن عدم ضيافتها بشكل لائق اكثر
بينما في الرياض ، منزل يسكنه رجل و والدته
دخل بعد شهرين من عدم اللقاء و احتضنها فوراً
: اهخ يايمه شهرين و انت بعيد عن عيني ان شاء الله انك الحين حولي !
سليم : ياعيون ولدك انتِ ان شاء الله هالفترة انا معك و عندك ولا يهمك
والدته : طيب يايمه روح خذ شور و انا بجهز لك الاكل
سليم : يايمه لا تتعبين والله مو مشتهي
اجابته بنبرة حازمه : روح تنظف و تعال بسرعه
تحدث بضحك : افا يانبع الحنان لهدرجة ريحتي طالعه!
ضحكت ثم توجهت للمطبخ من دون جواب
وهو بدوره صعد للاعلى
بعد ساعه نزل درجات السلم ليجلس فوق طاولة الطعام المُعدة له
سليم : تسلم يدك
والدته : ربي يسلمك يايمة تغذى زين
سليم بضحك : والله بتهلكيني اكل يايمه
اجابته : شوف عافيتك راحت و جسمك ضعفان
قاطع حديثهم رنين حرس المنزل
سليم : بنت الجيران للحين تزورك ؟
عقدت حاجبها : اي كل يومين بس مو وقتها الحين
سليم : ارتاحي انا افتح الباب
بينما في الخارج اوصلها السائق فطلبت منه الذهاب فوراً
رنت جرس الباب وبقيت في الانتظار
فتح الباب شخص لم تتعرف سوى على ملامحه فهو يشابه اباها كثيراً
اردفت : الوالده موجودة ؟
سليم : تفضلي الحين اناديها
دخلت خلفه ثم استقبلتها والدته
: تفضلي يابنتي من بغيتي ؟
قالتها و في نبرتها الوضوح بأنها لا تعرفها
رونق : انتِ زوجة منصور احمد الاولى ؟
عقدت حاجبها بتساؤل و حذر : ممكن اعرف مين انتِ؟
ابتسمت لها و عيناها على وشك اسقاط الدموع : رونق بنت منصور زوجك
اقتربت منها بينما لازالت متفاجئة : بنت منصور !
رونق : ممكن نجلس نتكلم ؟
اشارت لها بالدخول : اكيد اكيد تفضلي
رونق : قبل كل شي و قبل ما ابتدي انا ممكن اعرف قصتك مع ابوي ؟ ، كيف اجتمعتم ! ، و ليه بعيدين عن الكل ؟
: حبيبتي تشربين شي ؟
قالتها قبل ان تبدأ حديثها بالقصة
رونق : يعطيك العافية ، انا بس ابغا اتكلم معك عن الموضوع اللي جيت له بس اللي فتح لي الباب ، سليم!
اجابتها : اي بس كيف اتأكد انك بنت زوجي و مو جايه تضرينا
ابتسمت لها : حقك يا خاله ، هاذي هويتي وبطاقة العيلة اسمك و اسم سليم موجودين فيها بعد
اعطتها البطائق ليطمئن قلبيها فالحق معها غريبة و دخلت منزلهم تريد معرفة تفاصيل خاصة بالعائلة
رونق : معك حق تخافين مني يمكن تحسبيني راح اضرك او اتسبب لكم بمشاكل بس لا والله ، انا من فقدت اهلي بحادث و انا مو بخير ابداً بس لما فتحت وصية الوالد عرفت عنكم و عرفت ان لي اخ اكبر مني بكم سنة معك حق ما تتقبليني او ما تقبلين التقي بسليم ، اعطيك كل الحق بس انا هنا ابغا اعرف الحقيقة و انفذ وصية ابوي
ابتعدت عنها لدقائق ثم عادت وبين يديها كأس من الماء
: تفضلي و ارتاحي شوي
رونق : يعطيك العافيه يا خاله
تحدثت : بيوم كان اخوي يتكلم عن صديق له يشتغل هنا بالرياض و قال لي انه يبغا يعرف رأيي بالزواج وبعد تفكير قبلت
بس عرفت ان ابوه يبغا يزوجه لوحدة ثانيه و رافض زواجنا من الاساس ، حاولت اتكلم معه كثير بأنه ما يعصي ابوه لكنه رفض و قال انهم رافضين زواجنا و طلع من البيت بعد ما حطهم تحت الامر الواقع
و بيوم من الايام اتصل جواله وعرف بتعب امه وقتها كنت حامل مقدر انزل معه للشرقية فـ استودعته ربي و راح
غاب شهر شهرين ثلاثه و ماعندي عنده اي علم لا رسايل و لا اتصالات يرد عليها حتى جا اليوم اللي جاني فيه البيت و استقبلته بكل شوق و محبه و سألت عن حال امه ، و قال انه تزوج امك و انجبر على هذا الشي لانه ما يقدر يعيش بدون عزوة و اهل و اكيد تفهمت هذا الشي و استقبلته بكل صدر رحب ، صار وقت العمل عندي و بالاجازة عند والدتك
و صح رجع لي بعد ما كذب عليهم انه طلقني
المهم اني ولدت و عاش بيننا افضل خمس سنوات الى ان جا الوقت اللي عرفت والدتك عني و اني لسى على ذمته
زعلت وقت ما كانت حامل فيك و تركت ابوك و اشترطت طلاقي عشان ترجع ، طبعاً اختفى ابوك و بهذا الوقت كان عندي حتى لقى له خطة و طبعاً كذبة جرت كذبة اكبر منها
و اخذ ورقة طلاق مزورة و اعطاها جدك وقال طلقتها
وبكذا كملت والدتك الحياة مع منصور و جيتي على الدنيا
و صار يشوفنا من وقت لوقت و عمك علي كان يخلص كل اجراءاتنا و حاجياتنا و ابوك نشوفه من فترة لفترة و هاذي حياتنا الى ان انصدمت بالخبر و وفاته مع زوجته
الحمد لله ربي اللي نجاك و الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته والله ان مافي قلبي شي على امك
رونق بحزن : عارفه ان طلبي ممكن يكون غلط بس ممكن تحضنيني!
احتضنتها نحو صدرها هامسه بتنهيدة : تعالي ياقطعة من الغالي
رونق : يا خاله ممكن اشوف سليم و اتكلم معه ؟
جاوبتها بعدما مسحت دموع خدها : من عيوني رايحة اناديه لك ، بس اشربي موية و امسحي دمعتك
رونق : ان شاء الله
انتظرت ما يقارب دقيقتين ثلاثه ، حتى اقبل سليم و عيناه في الارض
: تفضلي اختي؟
: انا اختك من ابوك ، رونق
قالتها بخوف و انفاسها تسارعت من بعد ذلك
رفع عينيه لها و اذ بها تشعر انها ترى والدها امامها لا اخيها
وضعت يديها على فمها تكتم بكاءها و ترى لنظراته الحاده
تقدمت والده لهم : يا يمه هاذي اختك الصغيرة من ابوك الله يرحمه
سليم : كيف اتأكد ان كلامك صح و انك صدق اختي
رونق : هويتي موجودة على الطاولة و بطاقة العيلة بعد موجودة و بالفندق عندي اوراقك و اثباتاتك عشان كذا عرفت وينك ، و انا عندي لك وصية من ابوي
: ايش هي الوصية ؟
قالها بينما دقات قلبه تتسارع بقلق
اخرجت له فلاش من جيب عباءتها: تفضل و الوصية الورقية عندي بالفندق ، كتب فيها كلام كثير و من ضمنه اعترافه  و اسمك  و عنوانكم و رقم التواصل معكم و قال ان بعمره ما تبرى منك بالعكس هو فخور ان عنده ولد نفسك
سليم : احتاج اثبات اكثر عشان اصدق
خرج الحديث من بين شفتيه وهو غير مُصدق لما يحدث في هذه اللحظة
رونق : اذا ودك بفحص DNA انا مستعدة و اذا ما ودك تكون معي انا مستعدة ارجع مكان ما جيت و لا كأن شي صار
امسكت والدته بيدها : تكفين يابنتي لا تروحين مكان ، ما تصدقين قد ايش كان يقول ليه ما عندي اخت وهو صغير و يتمنى وجودك معه
مسحت دموعها : انا اترككم سيارتي وصلت ، بكون في الفندق هاليومين اذا احتجتم اي شي بكون موجودة قبل ما ارجع
مدت له مُغلف صغير و عندما لم يأخذه رمته فوق الطاولة : كنت متوقعه هالشي و مو زعلانه ابداً ، هاذي عينة دم و خصلات شعر تقدر تسوي تحليل وراثي و اثبات اخوة او اللي ودك ، عن اذنكم
خرجت بينما قلب سليم لم يستطيع تركها
فلحق بها و امسك بيدها هامساً : لا تروحين
ناظرت له في صمت
سليم : قولي شي تكلمي بس لا تروحين
في هذه اللحظة داهمها الصداع مرة اخرى و لكنها حافظت على تركيزها : ليه؟
سليم : نروح الفندق ناخذ اغراضك و نامي عندنا
رونق : اذا وثقت من صحة كلامي ساعتها اسكن عندك
لاحظ عليها التعب و عيناها التي اغمضتهما بقوة
امسك بها : رونق فيك شي؟
جاوبته : لا بس من امس مو نايمه عن اذنك
سليم : اللي جا يمشي انا اوصلك
حاولت الحديث لكنه اسكتها قبل نُطقها و خرجت برفقته
في المساء داخل منزل الجد لا يعلم اصحاب المنزل ان كانو يستقبلون ابنهم أمّ يفكرون بالفتاة التي اختفت عن الانظار
دخل علي بينما والده يتناول الطعام برفقة الجميع
تحدث الاب قبل ابنه : وين البنت ؟
علي: حجزت تذكرة قطار على الرياض بس للحين معرف وينها
: هذا انت طول عمرك ما منك فايدة لاهلك بس فالح للناس تكسب قضاياهم و تاخذ الفلوس
منير : يا ابوي اهدى الولد ما عرف الحين الا انها بالرياض
دخل مانع : حاولت ادور حجز رحلة على ايطاليا بأسمها ما لقيت
قال جملته بخيبة امل
علي: البنت في الرياض
مانع : بسرعة تعال ندورها هناك
علي : انا و انت ما ينفع ندور كذا اصبر

أنثى حالِمةWhere stories live. Discover now