#الفصل_الثاني_والثلاثون
#معشوقـة_النَّجــم"أريد أن أكتب لك كلاماً .. لا يُشبهُ الكلامْ، وأخترع لغةً لكِ وحدكِ، أفصّلها على مقاييس جسدك، ومساحةِ حبّي."
-نزار قباني
ما يُقارب ست سيارات، ترجل منها عائلة الراوي ورفاقهم، قفز الصغار متجهين إلى
الحديقة الفسيحة الخاصة بمزرعة واقعة في الفيوم، اشتراها حديثًا يامن بشراكة توأمه من إحدى رجال الأعمال بسعر معقول، بعدما قرر التوجه إلى الخارج بجوار ابنته الوحيدة التي تزوجت أوروبيًا وقررا الإستقرار في إسبانيا حيث موطنه الأم، كانت فسيحة تتمتع بالخُضرة المريحة للأعصاب، مزروعة بأشجار
المانجو الطازجة، وحديقتها مغروزة بأجود
الزهور المعبقة بريحانها المريح للأعصاب، وخاطف للأبصار، يتوسطها ممشى خشبي ناحية المزرعة نفسها، بيت مكون من ثلاث طوابق متبع نسق العمارة الأوروبية، حيث يمكن التميز في بساطة المظهر الخارجي، المطلي بلون أبيض جذاب، يبدع في ظهور الألوان الزاهية حوله، وعلى مقربة نسبيًا يتواجد بيت للخيول ارتفع صهيلها معبرة عن تواجدها، فدفع المشهد الادرينالين في دماء الصغار متبادلين أحاديث عدة حول العطلة الشتوية التي قررها آبائهم بعدما عجزوا عن الالتحاق برحلة المدرسة إلى الفيوم، ليكون تعويضهم قيمًا يليق بقدر كلمة آبائهم، وأثناء تفحصهم للمكان، تقدم رجلٌ طاعن بالسن، مغمغمًا بترحيب واضح:-أهلًا وسهلًا، نورتونا يا بشوات.
علَّق يامن بابتسامة مُشرقة، متوليًا دور التعريف:
-بنورك يا عم سليمان، ديه العيلة اللي هتحفظ أسماءهم مع الوقت، لكن خلينا في المهم عملت اللي قولتلك عليه؟
أجابه على الفور:
-طبعًا، اللي سيادتك أمرت بيه اتنفذ وخصوصًا
طلبات يـمَّ باشا وتعليقه على الروف، وقتها جبنا نجار وعمل التعديلات بالظبط.لم يكن يـمَّ فظًا، ليقلل من حجم العمل الواضح في تعديل كافة النواقص في المزرعة، فعبر عن امتنانه بالقول:
-تسلم يا عم سليمان، تعبناك معانا.
أومأ برأسه مُمتنًا على ترفع خُلقهم، وطفق يتحدث مع أفراد العائلة معرفًا عن نفسه، وأنه يعمل في تلك المزرعة منذ أن كان شابًا، ومظهر امتنانه لعدم تغير طاقم العمل بعدما تم شراؤها من ورثة الراوي، هدرتْ جنـة موبخة في رقةٍ:
-والله يا فارس ولو مسبتش الكورة ديه
لأنتَ حُر.سخر منها نَّجم الدين بقوله:
-ده إنتِ كده بتزعقي يعني؟ التربية الحديثة مودية الأجيال الجديدة في داهية، الله يرحم لمَّا الشبشب يصقف على قفا العيل، دلوقتي العقاب بـ أنتَ ولد نوتي جدًّا.
زمت شفتيها مستاءة:
-الله يا نجم، بطل بقى بجد هزعل منك.
علَّق بصدقٍ وهو يضحك:
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...