الفصل الثالث والثلاثون _ قـ (2)

13.2K 526 56
                                    

#الفصل_الثالث_والثلاثون2

-معرفة قديمـة.

أختصر تساؤلاتها في إجابة دفعت الفأر ليلعب في عباءتها، فأبت أن تقبل إلا بما يريح عقلها:

-ده اللي هو إزاي، حدود علاقتك واصلة بيها أنها كانت عرفاك لدرجة أنها تتفاجيء إنك اتجوزت؟ ده إيه المعارف ديه؟!

نفخ الهواء من صدره بنفاذ صبر، واستدار لها هادرًا:

-نعم يا مادي، خيـر إيه اللي سيادتك عايزاه يريحك وتريحيني عشان أنا زهقت.

-والله ما حد زهق غيري من كتر كدبك عليا، ده بدل ما تلف وتدور واجهني قولي الحقيقة مش متعمد مخليني عيني في وسط رأسي كأني عندي طفلين مش طفل واحد.

أشار لها بنفاذ صبر، وبعصبية بدأت في الظهور:

-إنتِ من الصبح عمالة تخرفي وأنا ساكتلك، فعدي أم اليوم ده بدل ويمين الله اخليها سفرية زي الزفت.

صرحت بانفعال:

-متتكلمش معايا بالشكل ده.

قذف كوب الماء الذي كان يرتشف منه، وصاح:

-إنتِ عايزة إيه يا بنتي، هو جنان كل يومين هنبقى في الحوارات ديه، طالما معندكيش ثقة فيا إيه اللي جابرك تبقي تحت ذمة واحد خاين زيي، ما تطلقي وتخلصي مني.

دخلت أمه عليهما بعدما طرقت على الباب، لـ تستمع إلى كلمات ابنها الأخيرة التي دفعتها لتوبيخه:

-يامن، إيه اللي أنتَ بتقوله ده؟!

علَّق وقد بدى غير مرن للتعاطي مع أحد في أحاديث شخصية:

-بقول إني اتخانقت، ديه مش عيشة ده معتقل
رايح فين جاي منين، كنت مع مين وعلاقاتك باللي حواليك إزاي، كأنها أول واحدة تخلف عشان مطفحاني الهم كده، ده إيه القرف ده.

تحرك متجاوزًا أمه، صافقًا الباب خلفه لتقترب منى بحرص من مادي التي جلست على الفراش متصلبة المقلتين، ساكنة التعبيرات حتى قالت برفقٍ:

-مادي حبيبتي.

دمعت مقلتي مادي قبل أن تنفجر في البكاء، وقد وجدت سبب للتنفيث عن إحساس بالكآبة
يتموج داخلها بغير رأفة، فـ احتضنتها منى بحنانٍ، تجاورها في أشد أوقاتها احتياجًا لأمها في تلك الفترة الحساسة:

-إيه اللي حصل بس يا حبيبتي؟

-ابنك بيخوني.

قالتها بنبرة باكية، تخبرها بما لا تصدقه نفسها فمنعت منى ضحكتها وهي تجيبها:

-يخونك إزاي بس يا مادي، يامن بيحبك من وأنتوا عيال لسه، فـ إزاي بعد ما بقيتي أم عياله يعمل كده؟

جاوبتها:

-ما عشان بقيت أم عياله ومراته هو ضمن وجودي.

أعقبت برفق:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن