إنها تقف في قلبك مثل قطع الزجاج رغم معرفتك بأنها تؤلم روحك إلا أنك تخبئها هناك.
-دوستويفسكي.
#الفصل_الرابع_والثلاثون
#معشوقة_النَّجم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصةوضبت جنـة البساط الذي افترش على الأرض الرملية، لتناول طعام الغداء المعد مسبقًا في البيت، ثُمَّ التقط نَّجم الدين زجاجة المياه الغازية:
-تلعبـوا صراحة أو تحدي؟
ورفع نظره إلى أشقائه الثلاث الذين تعلقت أهدابهم عليه ما بين تهكم أو استنكار جعله يعلق بنوع من التواقح:
-إيه؟ مالكم بتبصوا لي كده؟!
حاوط يامن رقبته وجذبه بغتة، ثُمَّ مال على أذنه هامسًا بنبرة تميل للمكر:
-كفاية تحاول تصالحنا على بعض عشان شكلك بقى مُلفت.
تصنع الجهل وهو يرمقه بنظرة جانبية مستنكرة:
-ليه مواريش غيرك ولا إيه؟ أنا بعرض عشان نغير جو مش أكتر.
رمقه بنظرة ساخرة دفعته للتجاهل وهو يحظى بموافقة الفتيات اللواتي أجبرن أزواجهن على المشاركة، أدار الزجاجة الخضراء التي استقرت على سـلا، وبدورها ضحكت وهي تمط ذراعيها بحماسٍ تشاغب يـمَّ بحاجبيها بعدما استطاعت بقدرتها الفائقة على الاقتناع جعله يشارك في لعبتهم فلم يستطع صد رغبتها:
-تمام، صراحة.
داعبها نَّجم الدين بشقاوةٍ:
-جريئة يا فراولة.
هزت كتفها دلالة على ثقتها، فأنطلقت الضحكات، ليتأهب نَّجم الدين وهو يتساءل في فضولٍ:
-السؤال ده كنت هموت وأعرف أجابته من زمان، بس جات الفرصة وهستغلها.
رمقه شقيقه بنظرة محذرة لم يهتم بها، متشدقًا:
-أول مرة شوفتي فيها يـمَّ، حسيتي بـ إيه؟
راق لأخيه السؤال، فالتفت إلى سـلا التي استكانت ابتسامتها بنعومةٍ يُعلق:
-مسألتكيش السؤال ده قبل كده تصدقي؟
وضعت كفها على وجنتها، تتشدق في نعومة:
-غلطتك يا بحـر، أمَّا أنا طلعت أكتر اهتمام وسألتك عن كل التفاصيل، عشان بعد كده تعرف أن رغي كان ليه أهمية.
ضحك رغمًا عنه، وبريق النجوم يضوي في عيناه، فاسبلت رُوبين عينيها عليهما بدهشةٍ، وهي تراقبه يضع عيناه عليها كأن العالم مختصر فيها، خاصةً عندما شرعت سـلا في قص أجمل ذكرى تحتل ثنايا عقلها، كانت البداية التي وهبتها أرقى قصة حب ستظل تحاكيها لأبناء أبناءها في المستقبل:
-أول مرة قابلت فيها يـمَّ كنت في المستشفى، أنا لسه فاكرة اليوم ده كأنه إمبارح.
ونظرت لداخل شاطيء غرامه، المفعم بموجات الهيام، يجسد لها المشهد بنفس نظرة تلك الأعين:
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...