الفصل الخامس والثلاثون

7.5K 510 41
                                    

الموت يهمس باستمرار في أذني: عشْ، فأنا في طريقي إليك.

-أوليفر هولمز.

#الفصل_الخامس_والثلاثون
#معشوقة_النَّجم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصة

اجتمعوا حول الصغير في دائرة يغدقونه بالدلالٍ، يضمه جده زين إلى صدره ورغم محاولات سـلا في إبعاد الصغير عنه إلا أنه أبى بالقول الثابت:

-ملكيش دعوة إنتِ.

علَّقت بيأسٍ:

-يا خالو حضرتك حساس وبتتعب بسرعة وممكن تتعدي منه، وبعدين هو الحمدلله بقى كويس جدًّا، يـمَّ متحركش غير لمَّا حرارته نزلت.

رمقها بنظرة معاتبة، يظهر كم استياءه من تصرفهما:

-إنتِ وجوزك ليكم حساب تاني معايا، إزاي يكون حفيدي تعبان ومتقولوش وتروحوا أنتوا الاتنين سوى الفجر المستشفى، لأ وكمان أعرف بالصدفة لمَّا كلمني إيهاب.

غمغمت بلكنة معتذرة، تقص عليه الظروف التي أضطرتهم:

-الوقت يا خالو كان لسه بدري عليه، وكنتوا كلكم لسه مخلصين صلاة الفجر ويـمَّ دخلهم زي كل يوم قبل ما يمشي، لقى آريان تعبان جدًّا حتى كان رافض أنه ياخدني معاه لولا أني أصريت.

أومأ بوعيد لولده:

-ده لوحده ليه حساب معايا البيه، اللي فاكر نفسه كبر عليا وبيتصرف من دماغه.

-والله أنتوا ناس مهزأة.

قالها فهد بغير رضا، حينما جاوبته سـلا بضحكة تسربت بغير حساب:

-مش هرد عليك والله.

أعتدل وهو يقول بلهجة موبخة:

-تمام، قولي إن بابا بقى مش هحمل صدمات، لكن كنتوا هتتشلوا يعني لما حد فيكم يبعتلي أجي معاكم؟ بجد إزاي بتفكروا، ليه تكونوا لوحدكم من غير ما يكون حد معاكم.

مسدت جنـة على كتفه، وهي تقول برفقٍ:

-خلاص يا فهد، الحمدلله أنها جات على قد كده وطلعت بسيطة.

سكن بغير رضا حينما تقدمت مُنى تحمل الأعشاب الطبيعية، تضعها في كوب حفيدها المفضل تناوله لزوجها:

-عملتلك الأعشاب اللي بتحبها.

رمقها بمقلتين زرقوتين شديدتي البراقة، تماثل مقلتي أبيه المتقلبة:

-حطيتِ فيها زنبق الوادي فيها يا نينة؟

ضحكوا على سؤاله الحريص، يقلد أبيه الذي يدقق بأقل التفاصيل حينما يمس الأمر طعامه أو شرابه:

-أنا كده بقى اتأكدت إنك كويس.

قالها زين ممازحًا وهو يقبل رأسه برفقٍ، حينما تشدقت مُنى بضحكة ناعمة:

-حطيت لك فيها زي ما بتحبها بالظبط.

أومأ بعيناه بشكل تلقائي، دفعه مُنى للتوجه نحوه وهي تقول بمقلتين تخرجان قلوبًا:

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن