الفصل 07

452 26 53
                                    

الساعة الحادية عشر و النصف قبل منتصف الليل.. هذا ما كانت تشير إليه عقارب الساعة المتواجدة في الممر..
بقيت نصف ساعة فقط على موعده المحدد و ها هو ذا جالس على الأريكة المتواجدة في الردهة يناظر يديه الصغيرتين اللتين لا تتوقفان عن الارتعاش..

ضم قبضتيه بقوة صاكا على أسنانه حتى لَيُخَيَّلُ إليك أنها ستسقط سنًّا سنًّا من شدة ضغطه عليها.. حتى أنه قد ظهر احمرار على بياضها و ما ذاك الاحمرار سوى قطرات من دم لثته..

رغم الألم الذي سكن فمه إلا أنه لم يشعر به فقد كان غارقا في أفكاره الخاصة التي تجول هنا و هناك في عقله خالقة بذلك ضجيجا مزعجا يكاد يفقده صوابه..

قفز من مكانه فجأة حين وصل إلى مسامعه صوت دقات الساعة التي علا صداها في المكان معلنة أن منتصف الليل قد حل و هو قد تأخر عن موعده المحدد مع غريمه..

لذا أعطى الريح لرجليه و انطلق مسرعا نحو مصيره المشؤوم لكنه من فرط استعجاله و لظلمة المكان من حوله انزلقت قدمه و سقط أرضا فاصطدم رأسه بالأرضية محدثا بذلك صوتا قويا..

"سحقا.. هذا ما كان ينقصني.."
قال ممسكا برأسه يفرك مكان الاصطدام متألما ثم سرعان ما شغّل كشاف ساعته كي يستطلع بنورها ما كان سبب انزلاق قدمه فإذا به السوار الذي اخترعه الدكتور أغاسا و الذي قام بإلقائه بلا مبالاة عندما أفاق من غيبوبته..

حمل السوار و نظر إليه نظرة بلهاء هامسا بينه و بين نفسه: "حسنا.. أستحق ذلك فأنا من رماه على أية حال.."

لكن صورة ابتسامة جين الشيطانية سرعان ما مرت بفكره تذكره بأنه متأخر جدا عن موعده لذا عليه الإسراع قبل أن يفقد جين صبره و يقتل صديقته ران و كل المقربين إليه..

وضع السوار في جيبه تلقائيا و أسرع يركب لوح التزلج الخاص به الذي انطلق في الشارع مخلفا خلفه سحابة دخان..

.
.
.
.
.

وصل أخيرا إلى مراده فدخل المستودع المظلم بخطوات هادئة..
نَظَرَات عينيه اختبأت خلف زجاج نظاراته مما جعل من الصعب تحديد قسمات وجهه بدقة..

توقف عن السير عندما تقلصت المسافة بينه و بين جين لبضع خطوات فقط..
توقف الآخر عن التدخين و رمى عقب سجارته عن الأرض حين لمح ظل الصغير كونان فوجه نظراته القاتلة نحوه..

"تأخرت في المجيء"
داس جين على سجارته المشتعلة بقدمه يطفؤ لهيبها ثم أضاف: "كنت على وشك التوجه لوكالة التحري تلك لأصفي حساباتي معهم"

الحليف الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن