(1 ) ---وتسقط الزهرة---

172 27 60
                                    

*بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم *

-
-
-

-
-
-

--*----*-----*-----*--

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

--*----*-----*-----*--

هدوء نائم يملؤ أجواء تلك الحجرة المظلمة الصغيرة التي امتلأت بشتلات النباتات العشبية العطرة في كل زاوية ، ووسط كل هذا الجمال توجد سجادة ومصحف ومسبحة ...ينكسر ذلك الهدوء ويصحى بين الحين والآخر على صوت شهيق بكاء تلك الآنسة التي لم تبرح مسجدها بعد صلاة الفجر إنما ظلت جاثية عليه تدعو الله وتلح عليه بتضرع وتذلل وقلة حيلة .

تمضي نسمات الفجر ويبدأ النور اللطيف في التسلل من وراء ستائر زجاج النوافذ الواسعة فتنهض الآنسة بخفة وتزيحها باسمة متطلعة عبر الزجاج إلى طلعة المدينة التي بدأت تتزين بالحلة الذهبية الصباحية .

على مائدة صغيرة في البيت الصغير جلست الآنسة " ليساء " بعد أن أعدت حقيبتها الدراسية لبداية أول يوم في التربص الطب التطبيقي ، كان حلم هذه البنت أن تتمكن من الرقي على كرسي الطب لتحقق ذلك المنال الذي بات مستحيلا يوما بعد يوم .

رفعت نظرها نحو صحن الفطور ثم إلى الكرسي أمامها ..كان ذلك سيكون محل نور والدتها المشرق كل صباح ؛ لكن الحياة لا تعطيها ما أرادته فكلما اقتربت منها إبتعد القدر عن اجتماعهما الدائم وصحبتهما النيرة .

" ربما إذا صرت طبيبة سيتغير كل شيء ، لن أحتاج لبذل أي جهد بعدها أبدا..حتى حزني سيختفي ..ذلك أكيد "

همست بصوت مرتعد وهي تلتقم قطع الخبز ودموعها تتساقط بحرقة على الصحن .

* * * * * * *

كان الشعاع الذهبي الفاتن قد طلى رؤوس المباني ورفع رهبة رداء الظلام ، قبل أن تغادر إلى بصيص بيان طموحها في الأفق ، جلست لتروي أزهار الياسمين التي زرعتها والدتها في شبابها ، كانت المياه مختلطة بالدموع التي تلمع زرقاوتيها وهي تنساب على البتلات والأوراق ، ذكرى والدتها كان رفيقا مخلصا للعبرات التي تنزل من فؤاد يتعصر وجعا ، هذا هو الوفاء الوحيد الذي تراه عزاء لعجزها العقيم عن تقديم أية تضحية .

ليس وكأنك تعرف Where stories live. Discover now